المهاجرون المغاربة.. بين التصدي للعنصرية والتشبث بـ”الحلم الوردي”

باتت السلطات الإيطالية في كل مرة تشير بأصابع الاتهام تجاه المهاجرين المغاربة، بسبب تورط العديد منهم في قضايا إجرامية، أو لإقامتهم غير النظامية بالأراضي الإيطالية.

وأشارت دراسات عديدة إلى أن المغاربة المقيمين في دول أوروبية، ومنها ألمانيا وإيطاليا، يواجهون بسبب جذورهم، صعوبات في عدة مجالات في الحياة اليومية، كالعثور على وظيفة، أو سكن، أو ممارسة شعائرهم الدينية.

دراسة: مغاربة تعرضوا للتمييز

أفادت دراسة أن 1433 مهاجرا من جنسية مغربية تترواح أعمارهم بين 18 و35 سنة، يعيشون في دول أوروبية مختلفة كفرنسا، إسبانيا، إيطاليا، بلجيكا، هولندا وألمانيا، يواجهون التمييز العنصري، إما لعرقهم، أو ديانتهم، أو جنسهم، كما يجدون صعوبة في التأقلم والاندماج مع الأجانب، فضلا عن قلة فرص الشغل.

ذات الدراسة، كشفت أن المهاجرين المغاربة الذين يشكلون إحدى أهم الجاليات الأجنبية في أوروبا، تعرضوا عدة مرات للتمييز في الدول التي يعيشون فيها، و”هذا التمييز لا يقتصر فقط بعنف الشرطة، أو بالهجوم والمضايقات في إطار سياسي، بل أيضا بأشكال وأنوع مختلفة، كالتمييز الاجتماعي والاقتصادي المرتبط بالحصول على وظيفة أو سكن أو حرية الممارسة الدينية”.

أغلب المهاجرين الحالمين بـ”الهجرة” و”الحياة الوردية”، يصفعون بالواقع المر في الدول الأوروبية، ما يدفع هذا، العديد من الشباب إلى الرجوع لبلدانهم، أو التورط في أعمال غير قانونية بدافع الانتقام.

مواطنون مغاربة واجهوا التمييز العنصري بإيطاليا

أيام عصيبة تمر منها الجالية المغربية بإيطاليا، بسبب تعرض فتاة إيطالية بملهى ليلي للمثليين لاعتداء جنسي عنيف من طرف مجهول، إلا أن السلطات الإيطالية ترجح أن شابا مغربيا هو من قام باغتصابها، رغم عدم وجود كاميرات مراقبة توثق ما حدث بالفعل تلك الليلة.

أصابع الاتهام توجه غالب الأوقات للمهاجرين المغاربة، وذلك إثر تعرض العديد من الفتيات الأجنبيات خلال الأسبوع الفارط للسرقة والاغتصاب من طرف مهاجرين مغاربة تتراوح أعمارهم ما بين 16 إلى 25 سنة، في أماكن مختلفة بميلانو.

اعتداءات عنصرية لأسباب مجهولة

تعرض مهاجر مغربي، لاعتداء عنصري في وضح النهار يوم 31 مارس الماضي، بعد مطاردته من طرف مجموعة من الإيطاليين، على الطريق السريع الرابط بين منطقتي برا وأرينزانو، حيث تابع الواقعة عدد من السائقين، كما سجلته كاميرات المراقبة في المنطقة.

مصالح الأمن الإيطالي في جنوة، اعتقلت المتهمين الأربعة، بسبب ضلوعهم في الاعتداء الجسدي على السائق الحامل للجنسية المغربية، حيث ينتظر محاكمتهم من أجل محاولة القتل والكراهية العنصرية.

جدير بالذكر، أن المتورطين قاموا بالفرار ومحاولة إيهام الشرطة أنهم لم يكونوا أربعة أشخاص، وإنما شخصان فقط، حتى تكيف القضية على أنها ضرب وجرح فقط، ما دام أن حتى السائق المغربي كان برفقة شخص آخر.

وفي حادثة مماثلة، تعرض مهاجر مغربي، قبل أيام، لاعتداء عنيف على مستوى الرأس والوجه، بدافع العنصرية، ليتم نقله على وجه السرعة للمستشفى لتلقي العلاجات اللازمة، في حين لا زالت التحقيقات سارية للكشف عن جل ملابسات هذه الواقعة.

العنصرية لا تقتصر على المضايقات

أثار برنارد كليرفيت، وزير العمل البلجيكي، قبل أيام، جدلا واسعا في بلجيكا وإيطاليا، حينما تحدث عن سوق العمل بالعاصمة البلجيكية بروكسيل، حيث صرح قائلا: “في بروكسيل عدد قليل فقط من النساء من يشتغلن، وذلك راجع لعقلية منطقة البحر الأبيض المتوسط، خاصة الإيطالية والمغربية، القائمة على اشتغال الرجال وبقاء النساء في البيوت مع الأطفال”.

هذه التصريحات ”العدائية”، حسب ما وصفها سياسيين إيطاليين، دفعتهم لطلب استقالة الوزير البلجيكي، في حين لم يبدي أي مسؤول مغربي ردة فعل حول هذه العبارات العنصرية.

إلا أن فضيلة لعنان، الوزيرة البلجيكية السابقة من أصل مغربي، خرجت عن صمتها، لقولها: ”أفكر في كل هؤلاء النساء اللواتي أعرفهن واللاتي يبحثن عن عمل ولكنهن يتعرضن للتمييز بسبب أصولهن، من بين جميع النساء العازبات اللائي يجدن صعوبة في التوفيق بين العمل والحياة الأسرية، من بين كل هؤلاء النساء اللوتي يكافحن يوميا أن ينجحوا في الحياة، وأن يعودوا إلى أصولهم. هذه التعليقات شائنة وشائكة”.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *