“المقاربة الأمنية المغربية”.. عمليات نوعية تخنق أنشطة التجارة الدولية في المخدرات

تميزت الفترة الأخيرة، بضبط وتوقيف العديد من شحنات المخدرات الموجهة للتصدير نحو الوجهتين الإفريقية والأوروبية. حيث بدا لافتا، وغير مخفي، النشاط الكبير والموسع للسلطات الأمنية المغربية في هذا المجال “النشط”، الذي يؤكد الجهود المغربية المستمرة في الحرب على المخدرات، وشبكاتها الدولية النشطة في المنطقة المغاربية.

هذه المعارك “الضارية”، و”المفتوحة”، التي يخوضها رجال عبد اللطيف الحموشي، ضد شبكات التهريب الدولي للمخدرات، مكنت في الفترة الأخيرة، من تنفيذ عمليات نوعية عديدة، استهدفت إجهاض نشاط شبكات إجرامية متخصصة في هذا الشأن، والتي كانت آخر عملية فيها، أمس الأحد، نجحت من خلالها عناصر الشرطة بمدينة أكادير، بتعاون وتنسيق مع مصالح البحرية الملكية، والدرك الملكي، في ضبط قارب للصيد، وإحباط محاولة للتهريب الدولي لشحنة كبيرة من المخدرات، ناهزت عشرة أطنان و542 كيلوغراما من مخدر الشيرا.

العملية التي وُصِفت بـ”الضخمة”، لازالت تستهدف إسقاط رؤوس أخرى، لاسيما بعد دخول المكتب المركزي للأبحاث القضائية، التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، على الخط، والذي يرتقب أن تسقط أبحاثه وتحرياته كافة التقاطعات والارتباطات المحتملة لهذه الشبكة المفككة، مع شبكات دولية أخرى، تنشط في التهريب الدولي للمخدرات والمؤثرات العقلية.

وقبل هذه العملية، جرى الكشف عن عدد من التفكيكات المماثلة، التي تم تنفيذها في مناطق متفرقة من المملكة، لاسيما الجهة الشمالية المعروفة بقربها من البوابة الأوروبية، والتي تم فيها ضبط كميات مختلفة من المخدرات، وتوقيف متورطين فيها، وتفكيك شبكات مختصة، وذلك في إشارة إلى أن هذه الحرب، بلا شك، متواصلة، بل ومستمرة، ضد الشبكات التي لا تدخر جهدا في استهداف المغرب، ومؤسساته، ومحاولة جعله حلقة محورية في أنشطتها الإجرامية، ونقطة ربط مع شبكات مماثلة لها.

وعن الظرفية الزمنية لهذه التوقيفات التي باتت “متزامنة”، يرى عدد من المراقبين، في هذا الصدد، أن هذه العمليات النوعية، دائما ما تكون ممنهجة، وليست مناسباتية، وتدخل في إطار المتابعة المتواصلة لهذه الشبكات الإجرامية. مبرزين أن الجانب العملياتي الذي يطبع هذه العمليات، غير مرتبط بالجانب السياسي، أو ظرفية سياسية، أو توقيت معين للاتجار الدولي بالمخدرات، بل إنما يدخل في سياق الجهود الوطنية المتواصلة، التي تشارك فيها جميع المصالح الأمنية، بغرض ضمان التصدي الناجع، ومكافحة شبكات التهريب الدولي للمخدرات.

فيما تلتقط المصادر ذاتها، كون الاستراتيجية، والمقاربة الأمنية، التي ضمت المصالح الأمنية المغربية، لاسيما فيما يتعلق بالشق الاستخباراتي، الذي تمثله مديرية مراقبة التراب الوطني “الديستي”، أبانت عن فعالية كبيرة في التعاطي مع هذه التهديدات الأمنية، التي تتطلب يقظة دائمة ومستمرة؛ وأن جرائم الاتجار بالمخدرات، تعتبر جرائم عابرة للقارات، وتحتاج في هذا الصدد إلى التعاون الدولي، من خلال تبادل المعطيات والمعلومات بين الدول، للحد من هذه الجرائم.

وبينما تشهد الأيام الأخيرة تواتر الأنباء عن ضبط السلطات المغربية، كميات مهمة من المخدرات، بمختلف أصنافها، خاصة “الشيرا”، أو ما يعرف بـ”الحشيش”، فإن هذا لا يؤكد إلا شيئا واحداً، وهو أن حرب المملكة على هذا النوع من الجرائم متواصلة، وآخذة في التعزز، بسبب النشاط المكثف لشبكات التهريب الدولية، التي تركز جهودها، وأنشطتها، في المنطقة.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *