المساحات الخضراء بالمدن.. بين سوء التنظيم وغياب الرؤية المستقبلية

مع حلول فصل الصيف، ينكشف الستار عن حقيقة فقر المدن المغربية في المساحات الخضراء، خصوصا وأن العديد من العائلات المغربية تجد صعوبة في العثور على هذه الفضاءات للترفيه عن أبنائها.

تبقى المنتزهات الملجأ الوحيد والملاذ المتاح للعائلات ذات الدخل المحدود، في حين أن الأماكن المسموح لهذه الطبقة من المجتمع الوصول لها شبه صحراء قاحلة. إذ في المقابل نجد أن الأماكن المدفوعة، تتوفر على جميع أشكال الترفيه والتنزه.

الأمر الذي يدفع المواطن المغربي، ذو الدخل المحدود إلى البحث عن أماكن بعيدة تتوفر على مساحات من الممكن أن تخفف عنهم عناء الحياة وحرارة الطقس.

سوء تدبير ونظام

في الوقت الذي تعاني فيه ساكنة عدة مدن مغربية من قلة الفضاءات الخضراء والأماكن الترفيهية، وكذا ظاهرة زحف الإسمنت إلى على المجالات الطبيعية، اهتمت المجالس الترابية بالمشاريع الإسمنتية التي لا تراعي المقتضيات البيئية العالمية، بالإضافة إلى غياب اهتمامها بمشاريع التشجير الملائمة لمناخ بعض المدن.

من جهتها، تساهم الجهات المعنية، بشكل مباشر أو غير مباشر في القضاء على الفضاءات الخضراء، حيث أن هذه الأخيرة تساهم بشكل كبير في بناء أحياء سكنية دون التفكير ولو بنسية ضئيلة في تخصيص جزء خاص بأماكن ترفيهية للساكنة المغربية.

سرعان ما تتحول الأماكن الخضراء، القريبة من الأحياء السكنية إلى مقر لممارسة التجارة، إذ تتحول بذلك إلى أسواق عشوائية تساهم في تحويل المكان إلى مكبات خاصة بالنفايات فور الانتهاء من الأعمال التجارية، وتصير بذلك من منطقة خضراء تساعد على بعث الحياة في نفوس الساكنة إلى بؤرة لانتشار التلوث بشتى أنواعه.

غياب الرؤية الاستباقية

في ظل غياب المساحات الترفيهية بالعديد من المدن الكبرى، تبقى الرؤية الاستباقية أو المستقبلية التي تهم النهوض بهذه الأماكن شبه غائبة. الأمر الذي يفسر تواجد شح في المخططات المناخية التي من شأنها مواجهة التغيرات المناخية، بما فيها موجات الحر المفرطة التي تعرفها المملكة مؤخرا.

يزعم بعض المسؤولين “لوبيات العقار”، على أن المناطق السكنية الجديدة تحتوي على أماكن خضراء، إلا أن هذه الأخيرة تبقى حبيسة بالأوراق فقط ولا أساس لها على أرض الواقع. بالرغم من أن قانون التعمير يحدد نسبة المساحات الخضراء المسموح بها بالتجزئات السكنية.

المساحات الخضراء حل لتوفير حياة صحية

تساهم الفضاءات الخضراء، في التقليل من آثار التغيرات التي يشهدها المناخ وكذا الحد من تلوث الهواء، بالإضافة إلى ذلك تعد المساحات الخضراء فرصة جوهرية لمساعدة المغاربة على ممارسة الرياضة، الأمر الذي يساهم بشكل كبير في الحصول على صحة بدنية ونفسية مستقرة.

من جهة أخرى، تعد أغلبية المدن المغربية، صحراء قاحلة تكسوها البنيان، إذ أن الأمر أصبح غير صحي لا بالنسبة للساكنة أو حتى المشهد العام للمدن، الأمر الذي يعكس انعدام اهتمام الجهات المعنية بهذا الجانب. إذ أن إحداث أي مبادرة تهم هذا المجال من شأنها أن تحدث تغييرا إيجابيا قد يحقق أكبر عدد من المنافع من أجل تنمية مستدامة تهم جميع المدن المغربية.

بلادنا24- سكينة الصغير 

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *