اللباس و الحلي الأمازيغي.. رمز الهوية المغربية والنضال الوطني

مع حلول كل سنة أمازيغية جديدة، تتزين المرأة الأمازيغية بلباس مميز يجسد التراث المغربي، حيث تلتحفه النساء بأشكال مختلفة، مصحوبا بحلي من الفضة والأحجار الكريمة الذي يضفي للإطلالة رونقا وجمالية خاصة، فهل هو مجرد لباس عادي، أو يحمل بين طياته رموزا وتاريخا يمتد لقرون؟

مكونات اللباس الأمازيغي

توارثت الأجيال اللباس الأمازيغي عبر عقود، وتم تجديده ليناسب العصر الجديد دون أن يفقد هويته، إذ يختلف من منطقة لأخرى، لكنه ينتشر بكثرة في مناطق الأطلس الكبير والأطلس الصغير المتوسط، إضافة إلى الجنوب المغربي.

يتكون هذا الأخير من عدة عناصر أبرزها، القفطان و”الصاية” التقليدية التي تعد رمزا للحشمة بالنسبة للمرأة الأمازيغية، والتي تتعدد مسمياتها حسب المناطق، أبرزها، “الصاية السملالية، الصاية إدراز أو الصاية نتومغارين”.

وبالنسبة للقفطان الأمازيغي الأصيل، فهو يحمل ألوانا تشد الناظرين، وقصة مميزة، تنسجم مع “الصاية”.

وكان أهل المناطق الأمازيغية قديما، يتعرفون على قبيلة المرأة من لباسها، سواء اللباس الأمازيغي اليومي أو الخاص بالمناسبات.

ولاننسى الحديث عن الحذاء الأمازيغي، الذي يطلق عليه اسم “تيرشاسين”، يصنع من الجلد الخالص ويزين بخيوط ملونة باللون الأصفر، الأحمر والأسود أحيانا.

كما تحرص المرأة على تغطية جسدها ورأسها، باستخدام الغطاء الأول، المزركش بألوان متعددة، خاصة الأصفر يدعى “تاسبنيث” الذي تتميز به مختلف المناطق الأمازيغية، ويرفق بغطاء ثان يسمى “تعصابت”، يستعمل لتثبيت الغطاء الأول ومنعه من السقوط.

وفي السياق ذاته، تحمل بعض الإكسسوارات التي تضيفها المرأة إلى اللباس عدة دلالات ورموز، حيث تضع هذه الأخيرة رداء من الصوف والحرير، يدعى “تاميزارت” في العنق، له قيمة كبيرة إذ تهديه الأم لابنتها العروس، ويتم توارثه بين الأجيال.

ولا تكتمل الإطلالة إلا بإضافة الحلي الأمازيغي، الذي يتكون من عقود وأقراط من الفضة، مزينة بألوان زاهية.

أنواع الحلي الأمازيغي ودلالاته

كان الحلي الأمازيغي يصلح لعدة استعمالات ولا يقتصر دوره في الزينة فقط، خاصة في عهد الاستعمار الفرنسي، حيث ترتديه نساء الجنوب ويحرصن على تعبئته بالبارود والرصاص، ونقله إلى عناصر المقاومة، ولكون اللباس الأمازيغي واسعا وفضفاضا، كان يساعد في تهريب الأسلحة صغيرة الحجم كالمسدسات وغيرها.

ومن أشهر الحلي التي ترتديها النساء الأمازيغيات، “الخلالة”، وهي  على شكل مثلث مزينة بالأحجار الكريمة توضع على الرأس على شكل عصابة.

إلى جانب حلي أو مشابك “تزرزيت”،  اشتهرت بها مدينة تيزنيت وهي أساور ثقيلة على شكل قرون حادة، تعني دبابيس الحماية، كانت ترتديها الأمازيغيات كوسيلة للدفاع عن أنفسهن.

وتضع الأمازيغيات أيضا قلادة من الفضة، تسمى “تاسديت”، مزينة بالنقود القديمة، إضافة إلى “تاونزا” على رؤوسهن تشبه التاج، تصنع من الفضة.

ونذكر قلادة “تازرا”، وهي نوع من أنواع الحلي الفضي، يتم نسجها من مواد عديدة أبرزها الفضة و اللوبان، لها أشكال عديدة تضعها المرأة الأمازيغية فوق صدرها.

و”النبالة” أو الأساور هي حلي تضعها المرأة في اليد رفقة الخواتم في الأصابع، أيضا “تاكست” لتزيين الخصر، وغيرها الكثير.

يمكن القول أن اللباس الأمازيغي كان رمزا للعفة والنضال الوطني ضد الاستعمار طوال قرون، وجسد الهوية الأمازيغية والمغربية العريقة التي تم التشبث بها رغم تغييرات المجتمع، وبات مصدر إلهام العرب والعالم.

 

بلادنا24سلمى جدود 

 

 

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *