العنف المرتبط بالشغب الرياضي.. ظاهرة “عادية” بشوارع البيضاء

بلادنا24 – نادية بالمعطي |

غالبا ما نسمع عن تدخل أمني من أجل توقيف أشخاص، من بينهم قاصرين، ينتمون لروابط مشجعي كرة القدم، “التراس”، قاموا بإلحاق أضرار وخسائر مادية على ممتلكات الغير، جراء تبادل العنف فيما بينهم، وبعد قضائهم لمدة الحراسة النظرية، غاليا ما يتم إطلاق سراحهم أومتابعة البعض منهم؟

هذه الظاهرة أصبحت “عادية” اليوم، سواء بالنسبة لمرتكبي هذه الأفعال، الذين تعودوا على قيامهم بها وقضائهم مدة الحراسة النظرية، ليعودوا مرة أخرى لارتكاب الأفعال ذاتها، وكذلك بالنسبة لسكان الأحياء التي تعرف هذا النوع من التجاوزات.

هذا ما أكدته جهاد غناج، مسؤولة التواصل والعلاقات العامة بإحدى المؤسسات، لـ”بلادنا24“، حيث كشفت عن واقعة حدثت مساء أول أمس الجمعة، بالحي الحسني بالدار البيضاء، مرتبطة بالشغب وتبادل العنف من قبل أعضاء بـ”الالتراس”، قائلة: ” تفاجئت حينما خرجت من منزلي على الساعة العاشرة ليلا، متجهة لشراء الخبز من أحد البقالة المتواجدين بالقرب من منزلي. وعلى بعد 30 متر من المكان، وجدت أمامي عشرات الأشخاص قادمين على متن دراجات نارية، من بينهم قاصرين، وهم ملثمين، وحاملين لسيوف وأسلحة بيضاء، كأنهم قادمين من مسلسل كواسر”.

وأَضافت المتحدثة، وهي في استغراب شديد، قولها: “في الواقع عندما شاهدت هذا المنظر ارتعبت خوفا، لأنها كانت أول مرة أشاهد فيها شيئا مثل هذا، والغريب في الأمر أن الحي كان لايزال يضج بالناس والمارة الذين لم يكترثوا لهذه الواقعة، حيث أنه في الوقت الذي ذهبت فيه مسرعة لأختبئ في أحد محالات البقالة، خاطبني أحد من أولئك الملثمين، يحمل سيفا، قائلا: “لا تخافي هذا شيء عادي”، وهو الشيء الذي زاد من صدمتي وخوفي، حينما لاحظت أنني الوحيدة التي كنت خائفة من أن يتم ضربي أو أن يلحق بي الأذى”.

واسترسلت جهاد في حديثها، قائلة:” بعدما مروا كالعاصفة من أمامي، أكملت طريقي لأشتري ما كنت أنوي شرائه، وأنا أتسائل عن غياب الأمن والسلطات المعنية، وكيف يمكن لهؤلاء أن يتجولوا وهم حاملين لأسلحتهم البيضاء، بكل شجاعة ودون خوف من أي أحد، ويقومون بتعنيف بعضهم كأنها عادة لديهم”.

وزادت قائلة: “وصلت قرب المركز الأمني المتواجد بالحي الحسني، والذي يطلق عليه (الدائرة 15)، فإذا بي أجد شابا غارقا في دمائه يتجه نحو الدائرة، وحينما سأله أحد المارة، قال بأنه تعرض للضرب بالسلاح الأبيض من قبل أحد أعضاء الألتراس، ويقول ذلك وهو متقبل للأمر. وفي نفس الوقت شاهدت شخصين آخرين كانا على متن دراجة نارية متوجهين إلى الدائرة كذلك، لأن أحدهما غارق في دمائه ومصاب في رأسه، وغالبا سيكون هو الآخر تعرض للعنف من قبل نفس الأشخاص”.

وفي ختام حديثها، قالت جهاد، “صراحة ما عشته مساء أمس لم يسبق لي أن رأيته،” مضيفة: “عشت لبارح فيلم ديال الرعب في عشر دقائق وليت كنقول ياربي نكون كنحلم لدابا مازال مامتيقاش..”، مسترسلة حديثها، “عند عودتي للمنزل وأنا في حالة يرثى لها، فوجئت من قبل أصدقائي ومعارفي حينما أخبرتهم بما وقع لي، حيث أكدوا لي بأن هذا شيء عادي، وأنه دائما ما يتكرر إذا صادف ذلك اليوم موعد إجراء أحد مباريات كرة القدم، حيث يعبر هؤلاء المحسوبين على المشجعين، عن فرحهم أو غضبهم بهذه الطريقة، في ظل عدم تمكن السلطات الأمنية لحد الآن، من ردعهم ووضع قوانين من قبل الجهات المعنية التي تمكن من السيطرة على هذه الفئة من الشباب، والذين يجرون معهم مجموعة من الأطفال القاصرين”.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *