“الترمضينة”.. ظاهرة رمضانية تثير قلق المجتمع

بلادنا 24: كمال لمريني

من بين الظواهر الرمضانية التي تثير قلق المجتمع هي “التمريضية”، حيث تجد أشخاصا في حالة عصبية غير متحكمين في أنفسهم، ينهالون بوابل من السب والشتم في وجوه كل من يختلفون معهم، لدرجة يتطور الأمر إلى الدخول في مشادة كلامية وشجارات تستعمل فيها الأسلحة البيضاء، تصل حد التهديد بالقتل وإسالة الدماء.

هذه الفئة من المجتمع المغربي، عبارة عن أشخاص لا يستطيعون التحكم في أعصابهم، إذ يفقدون السيطرة على النفس، بدعوى الإمساك عن بعض مسببات الإدمان مثل السجائر والمخدرات والقهوة.

فإذا كانت “الترمضينة”، مقرونة بالصيام، فإن عددا كبيراً من المغاربة يرفضون هذا الأمر، بداعي أن شهر رمضان شهر التسامح والغفران، وأن جميع المغاربة يصومون هذا الشهر وليس فئة معينة من المجتمع فحسب.

وتنتشر “الترمضينة”، خلال شهر رمضان، حيث تجد سب هنا وشتم هناك، ومشادات كلامية، قد تتطور إلى جرائم قتل بشعة، بدعوى أن بعض الأشخاص غير قادرين على الصيام يتحولون إلى قنابل موقوتة تنفجر في وجه المجتمع.

وبالرغم من أن شهر رمضان، شهر العبادة والصيام، غير أنه يتميز بمظاهر العنف التي تلقي بظلالها على هذا الشهر الفضيل، حيث يلاحظ ارتفاع العنف بشكل يمكن وصفه بـ”المهول”.

ويربط الأطباء انتشار هذه الظاهرة، بتوقف الأشخاص على التعاطي للمخدرات وشرب القهوة وتدخين السجائر، وهو ما يولد تأثيرات نفسية وعصبية، كالقلق والغضب وتقلب المزاج والإحساس بالجوع.

ويرى آخرون أن شهر رمضان، يعتبر فرصة مهمة للإقلاع عن التعاطي للمخدرات والتدخين، وأنه من أجل تحقيق هذه الغاية، يتطلب على المدمنين الحفاظ على دورة النوم العادية، وعدم السهر إلى وقت  متأخر من الليل لتجنب الشعور بالقلق والغضب طيلة النهار.

فيما يرى باحثون في علم الاجتماع، أن ممارسة العنف غير مقرونة بشهر رمضان فقط، حيث يشهد المجتمع المغربي شجارات وجرائم قتل طيلة أيام السنة.

غير أن رجال الدين، يعتبرون أن “الترمضينة تتنافى مع أهداف الصوم، كون الصيام يعتبر وقاية تمنع الصائم من أن يتعرض أو يعرض الآخرين للسب والشتم والخصومة وغيرها من السلوكات التي تنتشر خلال هذا الشهر الفضيل.

وتجدر الإشارة، إلى أنه يفترض أن يكون للصيام أثرا إيجابيا على السلوك وليس العكس، ويجب أن يشمل كل الجوارح، وفي حال إذا واجه الصائم موقفا معينا قد يدفعه إلى الدخول في مشاحنات أو القيام بسلوك سيء، فعليه ألاّ ينجر إلى ذلك ويمسك عن القيام بأية إساءة، وذلك لتجاوز هذه الظاهرة الرمضانية التي تُثير قلق المجتمع.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *