الاستقلال.. ملحمة بصمت التاريخ المغربي المعاصر

وسط باحة مسجد حسان التاريخي بمدينة الرباط، ألقى السلطان الراحل محمد الخامس، خطابا جاء فيه: “أيها الشعب الوفي.. مهما تمسكتم بالعروة الوثقى، ما كان شيء ليضركم كيفما كانت شِرته، إذ لا شِرة تدوم في الحياة الدنيا.. أيها الشعب العزيز.. وعدتَ بالإخلاص ووفيت أحسن الوفاء، وكنتَ من الصابرين فكان لك ما وعد الله به، إنما يوفّى الصابرون أجورهم بغير حساب”.

وأضاف محمد الخامس: “أيها الشعب العزيز.. قد أخلصت الوفاء كما أخلصتُ، وأديت الواجب أحسن أداء كما أديتُ، وها أنا بينكم كما تعهدوننا، حب البلاد رائدنا وخدمتها غايتنا، الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور”.

شعب يحرر عرشه

هو خطاب ترسخ في التاريخ، بعد أن قدمه السلطان الراحل محمد الخامس، بعد عامين قضاهما في المنفى الذي اقتاده إليه الاستعمار. ففي تلك الفترة من التاريخ عندما كانت البلاد تحت الحماية الفرنسية، وفي مثل هذا اليوم بتاريخ 18 نونبر، ألقى الملك الراحل خطابه الذي رصد فيه خبر استقلال المغرب من الاحتلال الفرنسي والإسباني، الذي استمر لمدة تجاوزت 43 عاماً.

اليوم يخلد المغاربة أجمعين، وبمشاعر الفخر والاعتزاز، الذكرى الـ67 لعيد الاستقلال، والذي يعد حدثا تاريخيا مجيدا، وملحمة كبرى عبرت على انتصار إرادة العرش والشعب.

تاريخ مجيد.. ذكرى راسخة

ويعد تاريخ 18 نونبر من كل سنة، ذكرى مجيدة لدى المغاربة، كإحدى المنعطفات التاريخية التي طبعت مسار البلاد، والتي تعد من أبرز الذكريات الوطنية الراسخة في قلوب المغاربة.

فعند الحديث عن بداية الاستعمار في المغرب، فنحن في صدد الحديث على بداية الأطماع الأوروبية للسيطرة على المغرب، إلى حين أن أقامت فرنسا وإسبانيا اتفاقاً سرياً عام 1904م، حيث سيطرت فرنسا على الجزء الأكبر من البلاد، ومن جهتها سيطرت إسبانيا على شماله الغربي وجنوبه.

مكنونات تبوح بمسار وطني مميز 

وتعد الزيارة التاريخية التي قام بها “بطل التحرير” الراحل محمد الخامس إلى مدينة طنجة عام 1947، أبرز المحطات التاريخية التي ميزت هذا المسار، حيث أكدت تشبث المغاربة بملكهم، وببلادهم كاملة من أقصى شمالها إلى جنوبها.

وفي لحظة تاريخية عبرت على التحام الأمة المغربية، وساهمت في تجسيد ذكرى الكفاح، استند على تلاحم العرش والشعب، انطلقت ثورة الملك والشعب يوم 20 غشت 1953، والتي تعد مناسبة للأجيال الصاعدة لإدراك حجم التضحيات التي بذلها أجدادهم للتحرر من الاستعمار واسترجاع المغرب لاستقلاله.

بلادنا24حنان الزيتوني

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *