استياء بسبب ضجيج الدراجات النارية بعدد من المدن المغربية

تتميز المدن المغربية في فصل الصيف بتوافد عدد كبير للسياح، وازدحام في شوارع المدن بفعل كثرة السيارات، وذلك مايدفع غالبا معظم الشباب إلى اقتناء دراجات نارية صغيرة الحجم، تساعد على تفادي الازدحام المروري، إلا أن الأمر أصبح يشكل ظاهرة مزعجة للعديد من المواطنين، بسبب الضوضاء التي تسببها الدراجات النارية خاصة في ليالي فصل الصيف، فيما يشتكي الساكنة من ضجيج هذه العربات وأصحابها الغارقين أحيانا في حالة سكر، يساهم ذلك في الرفع من التلوث السمعي بسبب صدى صوت المحركات الذي يسمع لمسافة بعيدة.

و يؤكد معظم الأطباء أن للضوضاء انعكاسات كثيرة على الصحة النفسية والجسدية للإنسان، إذ تزيد من رتفاع ضغط الدم بتأثيرها على الأوعية الدموية الصغيرة في القلب، وهو ما يؤدي إلى انقباضها ويفضي إلى الشعور بالصداع، كما أن الأصوات المرتفعة قد تؤدي إلى الموت اختناقا بالنسبة لمرضى القلب والقولون العصبي.

إلى جانب ذلك، أوضح الأطباء أن هذا التلوث السمعي يزيد من تفاقم قرحة المعدة والإثني عشر، كما تحدث انقباضات في جدار الأمعاء، ويزداد انتفاخ القولون العصبي، مما يسبب الموت اختناقا بفعل الضغط على الحجاب الحاجز.

وإضافة إلى ذلك، قد تتسبب أصوات المحركات والدراجات العالية في انعكاسات نفسية سلبية، تسمى حسب الأطباء النفسانيين، “التقلب المزاجي”، والذي يتمثل في التوتر والقلق والاضطراب العصبي.

ومن جهة أخرى، فإن استعمال الدراجات النارية يستلزم مسؤولية كبيرة، حيث أكدت الإحصائيات أن نسبة 40 بالمئة من حوادث السير المميتة تتسبب بها الدراجات النارية، كما أن استعمال هذه العربات دون وثائق قانونية خاصة بها أصبح أمرا رائجا في مدن المغرب، خاصة في فئة الشباب، إذ يعد اقتنائها سهلا نظرا لرخص سعرها.

وترجح أسباب انتشار هذا النوع من وسائل النقل في صفوف الشباب، إلى الشعور بالحرية وحب الظهور ولفت الانتباه لتكريس إحساسهم بنوع من التميز الاجتماعي، بفضل السرعة التي تميز انطلاق هذه الدراجات وتنقلها بسلاسة داخل شوارع المدن المكتظة.

ومنه، يجدر العمل على تقنين هذه الظاهرة، وخلق فرص للهواة لإبراز قدراتهم داخل محيط خاص بهم، بعيدا عن ازدحام الشوارع واكتظاظ المدن، كتنظيم خرجات لهواة الدراجات النارية تشمل الاستمتاع والاستفادة معا، ولتجنب اقتحام حيز الحرية الخاص بالمواطنين الآخرين.

فردوس الهرموش – صحفية متدربة

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *