ارتفاع درجات الحرارة يعيد مخاوف عودة حرائق الغابات إلى الواجهة

بعدما بلغت درجات الحرارة هذا الأسبوع أرقاما قياسية، حيث فاقت 47 درجة مئوية في بعض المناطق بالمملكة، تضاعف مجددا حجم الخوف لدى المواطنين القاطنين بالقرى الموجودة في المناطق الحساسة والمعرضة لخطر اندلاع الحرائق الغابوية، ففور وصول درجات الحرارة بهذه المناطق لهذا المستوى تشرع الساكنة في المطالبة بالإنقاذ قبل وقوع الكوارث الطبيعية التي تخلف خسائر بشرية ومادية وخيمة.

تحذير الوكالة الوطنية للمياه والغابات

من جانبها، حذرت الوكالة الوطنية للمياه والغابات من مخاطر وصفتها بالمتوسطة إلى شديدة لحرائق الغابات قد تشهدها عدة أقاليم بالمملكة، بسبب الارتفاع المهول في درجات الحرارة، وقد حددت الوكالة أيضا مجموعة من المخاطر الشديدة للحرائق والتي تندرج ضمن المستوى الأحمر في كل من إقليمي طنجة أصيلة وتطوان.

وقد دعت الوكالة الوطنية للمياه والغابات، في نفس السياق، جميع ساكنة المناطق القريبة من الغابات وكافة المصطافين والزوار وكذا الأشخاص الذين يعملون في الأوساط الغابوية، إلى توخي الحذر واتخاذ جميع الاحتياطات اللازمة لتجنب اندلاع حرائق الغابات.

إجراءات المغرب للحد من الحرائق

تعليقا على عودة هذه الظاهرة البيئية من جديد، قال مصطفى بن رامل، رئيس جمعية المنارات الإيكولوجية، إن “كل سنة وخلال فصل الصيف مع ارتفاع درجات الحرارة تندلع في عدة دول وخصوصا المتوسطية، والتي من بينها المغرب عدة حرائق في الغابات مايفتح النقاش مجددا حول مجموعة من الإشكاليات”.

وأشار بن رامل، في تصريح خص به “بلادنا24“، إلى أن “المغرب اتخذ في هذا الصدد مجموعة من الإجراءات الاستباقية، من خلال اقتناء طائرات كنادير والقيام بعدة تعزيزات على مستوى المناطق التي شهدت غاباتها في السنوات الماضية حرائق خطيرة”.

دور المجتمع المدني والجمعيات المحلية

وتابع المتحدث ذاته، أن “هذه الأمور غير كافية للحد من هذه الحرائق، في ظل غياب حملات التوعية على المستوى الوطني من طرف الوكالة الوطنية للمياه والغابات ومختلف الوسائل الإعلامية من أجل حث المواطنات والمواطنين على اتخاذ الإجراءات الأساسية، للحد من أسباب اندلاع هذه الحرائق”.

وواصل شارحا بأن “اليوم يجب أن تكون هناك خطة تحسيسية تقوم بها المصالح المعنية أي الوكالة الوطنية للمياه والغابات، بمعية المجتمع المدني، ويجب أن يكون هناك انخراط كامل للجماعات الترابية التي تتوفر على غطاء نباتي مهم حيث نجد أن هذه الجماعة تكون غائبة في الاستعدادات وتكون حاضرة بعد اندلاع الحرائق”.

وأضاف رئيس جمعية المنارات الإيكولوجية، أن “المجتمع المدني اليوم يدعو إلى تعزيز قدرات الجمعيات المحلية بمختلف المستجدات سواء المستجدات التي يمكن عن طريقها الحد من الحرائق قبل اندلاعها او خلال اندلاع الحرائق ككيف يمكن أن يتدخل المجتمع المدني بفعالية من أجل الحد من انتشارها وكذا التدخل بفعالية من أجل تقييم الأضرار والخسائر البشرية على مستوى المناطق التي تحدث فيها الحرائق”.

وأردف بأنه “يجب أيضا تخصيص إمكانيات مادية سواء على مستوى الجماعات الترابية أو قطاع المياه والغابات أو على مستوى الصندوق الوطني لمواجهة الكوارث الطبيعية، حيث المغرب اليوم يحظى باستراتيجية في هذا المجال وهي استراتيجية مهمة جدا للحد من خطورة كل الكوارث الطبيعية”.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *