أطباء يكشفون عن كواليس ليلة الزلزال داخل المستشفى الجامعي بمراكش

لازالت فاجعة زلزال الحوز المدمر، عالقة في أذهان المغاربة من صغيرهم لكبيرهم، وذلك لما عاشوه من أهوال تحدثوا عنها للعالم، حيث لم تمر ليلة 8 شتنبر، أوالليلة المشؤومةالتي أسفرت عن وفاة ما يقرب من 3000 شخص وإصابة أزيد من 5000، (لم تمر) مرور الكرام على المصابين والمنقذين والمسعفين على حد سواء.

وفي ندوة مباشرة عبر الإنترنت، تحت عنوان :زلزال المغربطب الطوارئ والكوارث الحادة، تم تنظيمها الأحد الماضي، من قبل الجمعية المغربية للتخدير والتسكين والإنعاش، والجمعية المغربية لطب الطوارئ، بالشراكة مع الفيدرالية الوطنية للصحة، والجمعية المغربية للعلوم الطبية، سلط الطبيبان، الدكتورة منال رزعلي والدكتور عماد أبكاري، وكلاهما كانا في الخطوط الأمامية للفاجعة، الضوء على التجربة التي مروا بها في المستشفى الجامعي بمراكش، المعروف باسم مستشفى الرازي، إذ تحدثوا عن كيفية تعامل هذه المؤسسة الصحية مع هذه الكارثة.

“مستشفى الرازي”.. خبرة متراكمة في إدارة الأزمات

استذكرت الدكتورة رزعلي، أنالمستشفى الجامعي بمراكش لديه بالفعل العديد من التجارب في مجال إدارة الكوارث، موضحة أنه “قد عايشنا هجوم مقهى “أركانا” و”كوفيد-19″ وكل الحوادث الجماعية التي شهدتها المنطقة خلال عدة مناسبات وخاصة خلال العيد”.

كما أوردت المتحدثة عينها، أنهيجب أن تكون إدارة الكوارث أولوية في كل مرفق للرعاية الصحية، لأنها تخلق عدم توافق بين الحاجة المتزايدة للإغاثة وعدم كفاية الموارد المتاحة، كما استطرد قائلًا: “إن الاستجابة لهذه الحالة تتطلب منظمة إغاثية، مع مراعاة عدة خصوصيات، وهي تنوع الحالات، وفقر الإمكانيات، نظرا لطبيعة الكارثة غير المتوقعة، وتعدد الجهات المعنية، مما يجعل المؤسسة الصحية في أزمة، منبثقة من الخارج من ناحية حول التدفق الهائل للمرضى، ومن الداخل، في ضوء جميع القضايا المتعلقة بإدارة الموارد“.

4 غرف عمليات مجهزة في الساعات الأولى بعد الزلزال

كما تضيف الدكتورة رزعلي، أنهقد قمنا منذ الساعات الأولى بعد الزلزال بتجهيز أربع غرف عمليات لإجراء عمليات الإرقاء والفحوصات، بالإضافة إلى غرفة للأشعة التداخلية للانصمام، لقد قمنا أيضًا بإعداد أثاث إضافي لرعاية المرضى، ونقالات، وقمنا بإدارة مخزون الموارد الطبية المتاحة على أفضل وجه ممكن باستخدام مخزون الطوارئ على مستوى الصيدلية وخدمة الاستقبال، مع إنشاء ورقة لتوقع أي نقص في الأدوية وأجهزة طبية“.

كما تتابع بالقول: “لقد ساعدتنا المديرية العامة للأمن الوطني كثيرا في ضبط حركة المرور والأمن حول المستشفى، ولإدارة الجانب الإعلامي، قمنا بتعيين مسؤولين عن التواصل مع العائلات ووسائل الإعلام، وذلك بالتنسيق دائما مع الجامعة والشركاء الآخرين، ولا سيما الوقاية المدنية والجيش؛ حتى أنه تم إنشاء أسرة العناية المركزة بمستشفى ابن طفيل، التابع للمستشفى الجامعي محمد السادس، مع وحدات الاستشفاء، وإجراء تحويلات إلى مستشفيات أخرى بالمدينة، أبرزها مستشفى المحاميد“.

كما تردف المتحدثة ذاتها، أننجاح خطة الطوارئ في المستشفى يكمن أولاً في وجودها، ثم في تنفيذها، ويجب أن تكون قد أثبتت نفسها في الماضي، بالتأكيد ستكون هناك نقاط قوة أخرى يجب تحسينها، لكن الشيء الأكثر أهمية هو تنظيم الطوارئ مركز الاستقبال، وفرز الضحايا وتصنيفهم أمر بالغ الأهمية، فضلا عن إعادة تقييمهم. ومن المهم أيضًا أن تستمر وحدة الأزمات في إدارة الموارد، ورفع مستوى التنشيط، وضمان إدارة الأسرة“.

كل الفرق فعلت ما كان عليها فعله

كل الفرق فعلت ما كان عليها فعله، هكذا تحدث الدكتور أبكاري، طبيب العظام بالمستشفى الجامعي بمراكش، مؤكدًا حسن تدبير الكارثة بهذه المؤسسة الصحية، ومستذكرا أنهيتم تعريف الطوارئ الجراحية على أنها أي حالة مرضية تالية لصدمة تتفاقم بسرعة أو من المحتمل أن تتطور بسرعة، دون تدخل طبي أو حتى معه في بعض الأحيان، كما كان الحال مع الزلزال الذي تعرضت له المملكة في 8 شتنبر الماضي“.

كما يورد المتحدث عينه، أنهنفهم بعد ذلك أن رعاية الضحايا يجب أن تتم على الفور، بمجرد وصولهم إلى غرفة الطوارئ، وهذا بالفعل ما حدث بمستشفى محمد السادس، حيث تدفقت سيارات الإسعاف على غرفة الطوارئ لإنزال المرضى تحت الحماية، للأمن الوطني، الذي حرص أعوانه على إيداع المرضى بشكل صحيح وسيولة هذه المرحلة من إيداع الجرحى“.

ويوضح قائلا: “لقد سمح لنا هذا العمل بفصل المرضى وتصنيف حالات الطوارئ الجراحية إلى حالات طوارئ حيوية، في هذه الحالة إصابات الرأس والصدر والبطن والحوض والعمود الفقري (عنق الرحم، وما إلى ذلك)، وصدمات الأطراف مع آفات الأوعية الدموية، والتي يمكن أن تؤدي إلى الوفاة، وفي هذه الحالة المؤلمة الأخيرة، وهي حالة الأطراف، هناك خطر كبير متشكك، أي العدوى، ولهذا السبب يجب أخذ المرضى بعين الاعتبار“.

واختتم الإطار الصحي حديثه قائلًا: “بينما كانت الفرق تستقبل المرضى وتهتم بالفرز، قام زملاؤهم في الداخل بما يلزم لتجهيز الغرف وغرف العمليات، وتم توفير جميع الغرف للفرق الجراحية، مع وصول عدد من الأجهزة إلى المستشفى، لقد حصلنا على كل ما نحتاجه في وقت قياسي، ولذلك تم توزيع المرضى في مباني مختلفة، وفعلت جميع الفرق ما كان يتعين عليها فعله لتقديم أفضل رعاية في أسرع وقت ممكن“.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *