ما دوافع تصريحات صديقي عن أخنوش بكونه “عبقري” و”مدرسة في السياسة”؟

في مشهد من مشاهد الكوميديا السوداء، أطل محمد صديقي، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، وعضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، (أطل) على أعضاء حزبه بالجهة الشرقية، وتحديدا بمدينة الناظور، وعبرهم إلى عموم المغاربة، بـ”كلام عسلي” في حق رئيسه في الحزب والحكومة، ومعلمه كما عبر على ذلك، عزيز أخنوش.

صديقي، ومن فوق منصة فعاليات المنتدى الجهوي للمنتخبين الأحرار بجهة الشرق، المنعقد أول أمس السبت، وأمام أخنوش، وصف الأخير بـ”العبقري”، وبأنه “مدرسة في السياسة والاقتصاد والتاريخ”، وبأنه تعلم على يديه ما لم يتعلمه في أمريكا وفرنسا، وهو الدكتور في العلوم الزراعية.

لم يقف القيادي في حزب “الحمامة”، وهو يطلق هذا “الكلام الجميل” عند هذا الحد، بل زاد بالقول، إن “عبقرية” أخنوش سيكتشفها المغاربة “مع مرور الوقت”، مضيفا أن الأخير “من أكثر المسؤولين الحكوميين خدمة للمواطنين وأقربهم إلى المغاربة كرئيس سابق لجهة سوس ووزيرا للفلاحة قبل أن يتولى رئاسة الحكومة”.

لكن، يبدو أن “وزير البر والبحر والجو”، نسي أو تناسى، أن المغاربة لا ينتظرون منه الخروج بغير ما صرح به، لأنه في نهاية المطاف، وحسب المثل المغربي “شكون شكرك العروسة؟ مي وخالتي والحزارة جارتي”، والمثل الآخر القائل “كل قرد فعين مو غزال”.

لقد عاش المغاربة منذ تشكيل “حكومة الكفاءات”، يوم 8 شتنبر من عام 2021، أوقاتا عصيبة لم يروا مثيلا لها من قبل، بداية بالارتفاع الصاروخي لأسعار المحروقات، ووصولها لمستويات قياسية، بالرغم من انخفاضها المتوالي في السوق الدولية، مرورا بارتفاع هم مختلف المواد الأساسية والخضر والفواكه، وصولا إلى الأثمنة التي وصلت إليها أسعار أضاحي العيد قبل أسابيع، ما حرم العديد من الأسر من فرحة هذه المناسبة.

محمد صديقي، الذي يشرف اليوم على القطاع الفلاحي، والذي خلف “معلمه” و”ملهمه” في المنصب الوزاري ذاته، يبدو أنه نسي أو تناسى، مرة أخرى، أنه كان كاتبا عاما لوزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، لثماني سنوات، وتحديدا من سنة 2013 إلى حدود 2021، مع تشكيل هذه الحكومة.

وإذا كان المغاربة اليوم، يعيشون على وقع ارتفاع في أثمنة الخضر والفواكه، وما وقع خلال شهر رمضان الماضي، ليس عنا ببعيد، ويعيشون على وقع ارتفاع أثمان اللحوم الحمراء، بالرغم من استيراد الحكومة لجواميس البرازيل، ومقاطع فيديو “جاموس الرباط” يتجول وسط الشارع، لا تزال عالقة في أذهاننا، إلا أن أثمانها لم تنخفض بعد، ولا زالت على حالها، وعاشوا على وقع الأثمنة الخيالية لأضاحي العيد، قبل أسابيع، بالرغم من استيراد الأغنام من إسبانيا ورومانيا، بيد أن الخطوة لم يكن لها أي أثر فعلي، اللهم في جيوب الموردين، الذين استفادوا من دعم مالي يصل إلى 500 درهم عن كل رأس غنم مستورد، وها نحن مقبلون على استيراد القمح هو الآخر، بعد تخصيص دعم حكومي لذلك.

فإن كل هذه المؤشرات السلبية، ما هي إلا نتيجة تدبير “صاحب المخطط الأخضر”، الذي عمر طويلا في وزارة الفلاحة، منذ سنة 2007 إلى سنة 2021، أي 14 سنة بالتمام والكمال، إلى جانب “تلميذه”، صاحب مسيرة ثماني سنوات. فعن أي عبقرية يتحدث الأخير؟ وعن أي اكتشاف سيراه المغاربة مع مرور الوقت أمام هذه الحصيلة؟ من غير اكتشاف حقيقة الشعارات الحكومية الرنانة والفارغة في الآن ذاته!

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *