مهى فطيري يبقى الليل عند الكثير من المسلمين، فرصة سانحة يحبون فيها التقرب من الله تعالى بمختلف العبادات والنوافل، فهو وقت السكون والقيام بالعديد من الأعمال الصالحة التي تعود على المسلم بالخير والكثير من الحسنات، ففي الليل أوقات مستحبة للقيام بالتهجد وقيام الليل وقراءة القرآن، وفي هذال المقال سنجيب عن أكثر الأسئلة التي يبحث عنها الكثيرين في هذا الصدد، اليوم سنتحدث عن الثلث الأخير من الليل.
الثلث الأخير من الليل
الثلث الأخير من الليل، وقت مبارك يبحث عنه كثير من الناس، فيعتبر هذا من أوقات الاستجابة للدعاء، ويعد اغتنامه من الوصايا النبوية وأعظم الطاعات عند الله سبحانه وتعالى.
بالإضافة إلى ذلك، فإن التعبد في هذا الوقت يعد سرا من أسرار الطمأنينة والرضا في قلب المؤمن، ففي هذا الوقت يصلى قيام الليل، حيث يمكن للمصلي أن يحصل على فضائله التي يعد أبرزها جلب النور والقبول في وجه المؤمن.
ينزِل الله عز وجل كل ليلة في الثلث الأخير من الليل إلى السماء الدنيا، ويقول: “هَلْ مِنْ دَاعٍ فَأُجِيبَ لَهُ، هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَأُعْطَيَهُ، هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ”، ويستمر هذا النزول حتى طلوع الفجر.
ومن هنا، يتضح جليا أهمية معرفة متى يبدأ وينتهي الثلث الأخير من الليل كل يوم، لذا، يجب علينا أن نتفهم أهمية هذا الوقت المبارك ونسعى جاهدين للاستفادة منه، حيث ينبغي علينا أن نحرص على الاستيقاظ في الثلث الأخير من الليل لأداء الصلاة والدعاء، وأن نكثف تضرعنا واستغفارنا في هذا الوقت، مع الثقة التامة بأن الله سبحانه وتعالى يستجيب لدعائنا.
متى يبدأ وينتهي الثلث الأخير من الليل؟
يمتد الثلث الأخير من الليل، بداية من أذان صلاة المغرب حتى أذان الفجر الثاني، حيث ينقسم إلى ثلاثة أجزاء، حيث يعتبر الثلث الأخير من الليل هو الفترة التي تبدأ من الساعة الثانية صباحا وتستمر حتى أذان الفجر.
ويفضل أن تقام صلاة قيام الليل خلال هذا الثلث الأخير، وفقًا للحديث الصحيح الذي يروي قول النبي صلى الله عليه وسلم: “أحب الصلاة إلى الله صلاة داود عليه السلام، وأحب الصيام إلى الله صيام داود، وكان ينام نصف اللّيل، ويقوم ثلثه، وينام سدسه، ويصوم يومًا ويُفطر يومًا”.
وهكذا، فيفهم من هذا الحديث أن داود عليه السلام كان يصلي السدس الرابع والسدس الخامس من الليل، حيث يفضل بهذا أن يقوم الإنسان بالصلاة في الثلث الأخير من الليل لأن في ذلك فضل عظيم، حيث يقال أن الله تعالى ينزل إلى السماء الدنيا في هذا الجزء من الليل.”
الثلث الأخير من الليل، هو الفترة الزمنية الأخيرة قبل طلوع الفجر. وفي الإسلام، يعتبر هذا الوقت هو المستحب لأداء صلاة الوتر والابتهال والدعاء.
توقيت الثلث الأخير من الليل يختلف بناء على الموقع الجغرافي والفصل الزمني، إلا أنه بشكل عام، يمكن تقديره في النصف الأخير من الليل، مع اقترابه من وقت طلوع الفجر، فعلى سبيل المثال، إذا كانت صلاة الفجر مقررة في الساعة 5:00 صباحا، فإن الثلث الأخير من الليل سيكون تقريبا من الساعة 3:20 صباحا حتى 5:00 صباحا.
ومع ذلك، يجب الأخذ في الاعتبار بأن تقديرات الوقت قد تختلف قليلا من منطقة لأخرى، ومن فصل زمني لآخر، لذا يفضل استخدام تقويم إسلامي موثوق أو الاعتماد على التوقيت المحلي لمعرفة وقت بداية ونهاية الثلث الأخير من الليل في منطقتك.
كيف تحسب الثلث الأخير من الليل
يتساءل العديد من الأشخاص عن كيفية معرفة موعد وتوقيت بداية الثلث الأخير من الليل، وبالتالي فيمكن تفسير كيفية حساب الثلث الأخير من الليل على النحو التالي:
البداية تكون عندما نراقب موعد آذان المغرب، فمثلا إذا كان المؤذن يدعو للصلاة حوالي الساعة الخامسة والنصف تقريباً، فإننا نقوم بقسمة الفترة الزمنية بينهما (12 ساعة) على ثلاثة ونطرح الناتج من وقت آذان المغرب، الذي هو الساعة الخامسة والثلث.
بالتالي، يتكون الثلث الأخير من الليل من فترة تبلغ 4 ساعات، إذا، ساعة الفجر تكون في الساعة الثانية صباحا، وبالتالي، يبدأ الثلث الأخير من الليل من الساعة الثانية صباحا في ذلك اليوم.
وعندما نلقي نظرة على النتيجة، نلاحظ أنه في كل يوم، يحدث غروب الشمس في وقت محدد، وكذلك يحدث آذان الفجر في وقت محدد، ومع ذلك، يتغير توقيت الثلث الأخير من الليل حسب فترة السنة، وبالتالي يمكننا اعتبار الفترة بين غروب الشمس وآذان المغرب وحتى آذان الفجر كفترة الليل الأخير في اليوم.
وبنظرة أكثر تفصيلا، يمكننا ملاحظة أن حساب الثلث الأخير من الليل يعتمد على تقسيم الفترة الزمنية بين غروب الشمس وآذان المغرب إلى ثلاثة أقسام متساوية، وبالتالي فإن هذا الحساب يستند إلى الفرضية التقليدية في الفقه الإسلامي التي تعتبر أن الفجر يبدأ بعد ثلث الليل الأخير.
ومع ذلك، يجب ملاحظة أن طريقة حساب الثلث الأخير من الليل تختلف في بعض المذاهب الفقهية، فبعض الفقهاء والمؤسسات الدينية قد يستخدمون طرقا مختلفة لتحديد موعد الثلث الأخير من الليل.
وجدير بالذكر أن تطبيق تقنية الحسابات الزمنية بدقة واحترافية يعتمد على الحسابات الفلكية والجغرافية المتقدمة، وقد يتم استخدام البرامج والتطبيقات الذكية لتحديد أوقات الصلاة بدقة في مختلف الأماكن وفي مختلف الأوقات.
وبغض النظر عن الطريقة المستخدمة لحساب الثلث الأخير من الليل، فإن الهدف الأساسي هو التأكد من أداء الصلوات في الأوقات المحددة وفقا للتعاليم الدينية والتوجيهات الشرعية.
أفضل الأعمال في الثلث الأخير من الليل
للثلث الأخير من الليل فضل عظيم في ديننا الإسلام، حيث يعتبر هذا الأخير وقتا مباركا للقرب من الله وأداء العبادات الخاصة، وفيما يلي سنقدم لكم بعض الفوائد والأعمال المحببة في الثلث الأخير من الليل:
- صلاة التهجد: صلاة التهجد هي صلاة اختيارية تؤدى في الثلث الأخير من الليل، وهي من أفضل الصلوات بعد الفرائض، حيث تعتبر صلاة التهجد فرصة للانقياد والانفتاح على الله والابتهال إليه.
- قراءة القرآن الكريم: ينصح بقراءة القرآن الكريم في الثلث الأخير من الليل، حيث يعد هذا الوقت متاحا ومناسبا للتأمل والتدبر في آيات الله والاستفادة الروحية من كلماته.
- الدعاء والابتهال: يعد الثلث الأخير من الليل فرصة رائعة للدعاء والابتهال إلى الله والتضرع إليه بالتوبة والاستغفار وطلب المغفرة والهداية والرزق وغيرها من الحاجات.
- الاستغفار: يعتبر الاستغفار في الثلث الأخير من الليل واحدا من أفضل الأعمال، حيث يعزز التوبة ويزيل الخطايا ويقرب العبد إلى الله.
- الذكر والتسبيح: يشجع على ذكر الله والتسبيح في الثلث الأخير من الليل، سواءًبقول الأذكار المعروفة أو بأداء الأذكار الخاصة بالوقت.
يجب أن نتذكر أن الفضل الأعلى في هذا الوقت يعتمد على الإخلاص والتفاني في أداء العبادات، فالنية الصادقة والرغبة في القرب من الله هي ما يضفي القيمة الحقيقية لأعمالنا.
دعاء الثلث الأخير من الليل
الدعاء في الثلث الأخير من الليل من أحب الأعمال والعبادات، لذلك سنقدم لكم في التالي العديد من نماذج بعض الأدعية التي يمكنك أن تدعو بها فيهذا الوقت العظيم:
- الدعاء بالرحمة والمغفرة: “اللهم إني أسألك من فضلك ورحمتك، فإنه لا يملكها إلا أنت. اللهم اغفر لي وارحمني وتب علي، فإنك أنت التواب الرحيم”.
- في دعاء السعادة والتوفيق يمكنك أن تردد: “اللهم أنزل على قلبي السكينة والطمأنينة، وأهدِني إلى صراطك المستقيم. اللهم وفقني في حياتي وعملي، وسخر لي الخير حيثما كنت”.
- الدعاء بالصحة والعافية: “اللهم اشفِ كل مريض وأذهب عنه البأس، وارحم موتانا وموتى المسلمين، اللهم ألبسني ثوب الصحة والعافية، واحمني من كل سوء ومكروه”.
- الدعاء بالثبات والإخلاص: “اللهم أيقظ في قلبي الإخلاص والثبات على دينك، واجعلني ممن يعملون لله كأنهم يرونه، ويتقون في السر والعلن”.
- الدعاء بالتوبة والمغفرة: “اللهم إني أستغفرك وأتوب إليك، فاغفر لي ذنوبي وأعطني من الرحمة والمغفرة ما لا يعلمه إلا أنت”.
- الدعاء بالرزق الحلال والبركة في العمل: “اللهم ارزقني رزقاً حلالاً طيباً يكفيني ويكفي أهلي، وبارك لي فيما رزقتني، واجعل عملي خالصاً لوجهك الكريم”.
- الدعاء بالنجاح والتوفيق في الدنيا والآخرة: “اللهم اجعلني ممن ينجحون في هذه الحياة ويفوزون في الآخرة، واجعل لي نصيباً من كل خير يرضيك”.
فضل الثلث الأخير من الليل
في الجزء الأخير من الليل يستجاب الدعاء، وهذا ما تم تأكيده في السنة الصحيحة بروايتي البخاري ومسلم، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم، إن الله سبحانه وتعالى ينزل إلى السماء الدنيا في الجزء الأخير من الليل، ويقول: “من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له”.
وبالتالي، فإن الله ينزل بطريقة تليق بجلاله وعظمته في هذا الوقت، ولا يستفسر ملائكته عن عباده، بل يفحص أحوالهم، ثم يستجيب لمن يدعوه في هذا الوقت.
في الجزء الأخير من الليل، يعطي الله من يسأله كل ما يحتاجه سواء في الدنيا أو الآخرة، ويغفر للمستغفرين ذنوبهم وخطاياهم، ويرزق الذين يطلبون الرزق، حيث يكون الله عز وجل في هذه الساعة أقرب ما يكون من عباده في علوه.
لذلك، نصح النبي صلى الله عليه وسلم بذكر الله في هذا الوقت الثمين، حيث ذكر جامع الترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر، فإن استطعت أن تكون من الذاكرين في تلك الساعة، فكن”.
اقرا ايضا:
