مهى فطيري في عام 2024، يُقدر عدد سكان الجزائر بحوالي 45 مليون نسمة، مما يجعلها واحدة من أكبر الدول في شمال أفريقيا من حيث السكان. تقع دولة الجزائر في أقصى الشمال الغربي للقارة الإفريقية، وتحدها من الشمال البحر الأبيض المتوسط. العاصمة الرسمية للجزائر هي الجزائر العاصمة، وهي المدينة الرئيسية الاقتصادية والثقافية للبلاد.
تحتل الجزائر موقعاً بارزاً على المستوى العربي والعالمي، حيث تتصدر قوائم تعداد السكان، حيث تُصنف ضمن الدول الأكثر كثافة سكانية في العالم، ووفقاً لإحصاءات عام 2024، تحتل الجزائر المرتبة الـ33 عالمياً من حيث عدد السكان.
تشتهر الجزائر بتاريخها الغني وتراثها العريق، وتعد اللغة العربية والأمازيغية لغتين رسميتين بها. تتمتع بثقافة متنوعة ومتعددة الأعراق، حيث يعيش فيها مجتمع متنوع من العرب والأمازيغ والتوارق وغيرهم من الأعراق.
علم الجزائر معروف بألوانه الثلاثة: الأبيض، الأحمر، والأخضر، حيث يرمز كل لون من هذه الألوان إلى مفاهيم معينة تتعلق بالتاريخ والتراث الوطني للبلاد.
كم عدد سكان الجزائر
يقدر عدد سكان الجزائر حسب بيانات الديوان الوطني للإحصاء في بداية عام 2023 بنحو 45,851,044 نسمة، ما يعادل حوالي 0.56% من إجمالي عدد سكان العالم.
وشهدت الجزائر زيادة في عدد سكانها بمقدار 797,990 نسمة مقارنة بالعام السابق، حيث بلغ عدد السكان في عام 2019 نحو 43,053,540 نسمة.
يُقدّر معدل الولادات في البلاد بحوالي 3.1 مولود لكل امرأة، في حين تسجل حالات وفيات الأطفال الرضع نحو 18.4 حالة وفاة لكل 1000 مولود. يبلغ متوسط الأعمار بين السكان حوالي 77.17 سنة.
تحتل الجزائر المرتبة الثالثة والثلاثين على مستوى العالم من حيث عدد السكان، والمرتبة الثانية بين الدول العربية. تتفوق الجزائر من حيث الكثافة السكانية على السودان وتقدم وراء الأرجنتين التي تحتل المركز الثاني بعدد سكان يبلغ حوالي 46,195,774 نسمة.
عدد سكان الجزائر حسب الولايات
في نهاية عام 2019، شهدت الجزائر إضافة عشر ولايات جديدة ليرتفع عدد الولايات إلى حوالي 58 ولاية، بزيادة عن الـ48 ولاية التي كانت موجودة سابقًا. تنقسم هذه الولايات الجديدة إلى 553 دائرة و1541 بلدية، مما يعكس تنوعا جغرافيا وديموغرافيا واسعًا داخل البلاد.
من بين هذه الولايات، تبرز ولاية الجزائر كعاصمة البلاد، حيث يبلغ عدد سكانها نحو 2,988,145 نسمة، مما يجعلها أكبر مركز سكاني في الجزائر. تليها ولايات أخرى كورقلة التي يبلغ عدد سكانها حوالي 558,558 نسمة، وتيبازة بعدد سكان يقدر بنحو 591,010 نسمة.
تعد ولايات مثل سيدي بلعباس، التي يصل عدد سكانها إلى 604,744 نسمة، وعنابة التي يبلغ عدد سكانها حوالي 609,499 نسمة، جزءاً من الهيكل السكاني المتنوع والمتعدد للجزائر. في حين تقدر الأم البواقي بعدد سكان يتجاوز 621,612 نسمة، وبرج بوعريريج بنحو 628,475 نسمة، كمراكز حضرية هامة في البلاد.
وتبرز ولاية قسنطينة بعدد سكان يبلغ حوالي 938,475 نسمة، كأحد أكبر المراكز الحضرية في الجزائر، بينما تلمسان تسجل عدد سكان يقارب 949,135 نسمة. المسيلة تأتي بعد ذلك بنحو 990,591 نسمة، تليها جيجل بعدد سكان يبلغ حوالي 636,948 نسمة.
ومن بين الولايات الأخرى، تبرز البويرة بـ 695,583 نسمة، وسعيدة بحوالي 330,641 نسمة، وبومرداس بنحو 802,083 نسمة. في حين تضم ولاية البليدة أكثر من مليون نسمة، مما يجعلها واحدة من أكبر الولايات من حيث عدد السكان في البلاد.
وفي نهاية القائمة، تتميز ولاية الجلفة بعدد سكان يبلغ 1,092,184 نسمة، وباتنة بـ 1,119,791 نسمة، وتيزي وزو بحوالي 1,127,607 نسمة، فيما تتربع ولاية وهران على قمة القائمة بعدد سكان يقدر بحوالي 1,454,078 نسمة، مؤكدة بذلك مكانتها كإحدى أبرز المراكز الحضرية والاقتصادية في البلاد.
توزيع السكان في الجزائر
بعد الاستقلال عام 1962، كان عدد سكان الجزائر حوالي 9 مليون نسمة. كان معدل النمو السكاني السنوي مرتفعاً في السنوات التي تلت الاستقلال، حيث وصل إلى حوالي 3% حتى منتصف الثمانينات من القرن العشرين. بعد ذلك، بدأ هذا المعدل في الانخفاض التدريجي، حيث وصل إلى أقل من 2% في منتصف التسعينات.
في بداية عام 2010، شهدت الجزائر تراجعًا في معدل المواليد إلى أقل من 1.2%، مما ساهم في ظهور الأسر ذات الأعداد الصغيرة. وفي عام 2016، بلغ عدد سكان البلاد حوالي 40 مليون نسمة، وزاد العدد إلى أكثر من 41 مليون نسمة في عام 2017، وفي عام 2018 ارتفع إلى حوالي 42.2 مليون نسمة، مشيرة الإحصاءات إلى استمرارية النمو السكاني.
في نهاية عام 2020، وصل عدد سكان الجزائر إلى أكثر من 43 مليون نسمة، ومن المتوقع أن يتجاوز عدد السكان 44 مليون نسمة بحلول نهاية عام 2023. كما بلغ عدد الأطفال الذين وُلدوا في عام 2018 أكثر من مليون طفل حي، وفقاً لبيانات الديوان الوطني للإحصاءات.
ووصل معدل الخصوبة في البلاد إلى 3.1 مولود لكل امرأة، وسجلت الزيادة الطبيعية حوالي 870 ألف نسمة في عام 2017، بزيادة سنوية تقدر بحوالي 2.1%، حيث بلغ عدد المواليد الذكور حوالي 541,189 ذكر، وعدد المواليد الإناث حوالي 518,325 أنثى.
ويشمل عدد السكان الذين لم يتجاوزوا سن الـ 25 عاماً حوالي 18.76 مليون نسمة، مما يمثل حوالي 45% من إجمالي عدد السكان. ويبلغ عدد السكان الذين أقل من 30 عاماً حوالي 22.48 مليون نسمة، أي ما يقارب 54% من إجمالي عدد السكان.
ويقدر متوسط العمر بشكل عام في الجزائر بحوالي 77.6 سنة، حيث يبلغ متوسط عمر الرجال حوالي 76.9 سنة، ومتوسط عمر النساء حوالي 78.2 سنة، وفقاً لتقديرات عام 2017.
مساحة الجزائر بالكيلو متر مربع
تعد الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية من الدول العربية ذات السيادة، وتقع في أقصى شمال قارة أفريقيا حيث تحدها البحر الأبيض المتوسط من الشمال. تحدها من الشمال الشرقي تونس، ومن الشرق ليبيا، ومن الغرب المغرب، ومن الجنوب الشرقي النيجر. النظام السياسي في الجزائر هو نظام حكم شبه رئاسي.
تتميز الجزائر بمساحة واسعة تبلغ حوالي 2.381.741 كيلو متر مربع، ما يعادل تقريباً 919.959 ميل مربع، مما يجعلها الدولة الأكبر في أفريقيا والعربية من حيث المساحة، وتحتل المرتبة الثانية بين دول العالم الإسلامي من حيث المساحة.
من الناحية الجغرافية، تقع الجزائر على ساحل البحر الأبيض المتوسط، حيث يمتد الشريط الساحلي الشمالي للبلاد على مدى حوالي 1644 كيلو متر، من الحدود مع تونس شرقاً إلى الحدود مع المغرب غرباً. الحدود البحرية للجزائر تبلغ حوالي 12 ميلاً شمال الساحل، بينما تمتد منطقة الصيد التقليدية أو “نطاق الصيد” من 32 إلى 52 ميلاً بحرياً.
تبلغ إجمالي الحدود البرية للجزائر مع دول الجوار حوالي 6.385 كيلو متر مربع، حيث تبلغ الحدود مع تونس حوالي 965 كيلو متر، ومع ليبيا حوالي 982 كيلو متر، ومع المغرب حوالي 1.601 كيلو متر، ومع النيجر حوالي 956 كيلو متر.
تتميز الجزائر بتضاريس متنوعة، حيث يمتد سلسلة جبال على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط تغطي مساحة تقدر بحوالي 1600 كيلو متر، وتتراوح ارتفاعات هذه الجبال بين 80 إلى 190 كيلو متر. تضم هذه المنطقة سلاسل جبلية صغيرة وكتل صخرية مثل جبال البابور وجبال البيبان وقسنطينة وغيرها، وتشمل أعلى نقطة في الجزائر جبل لالا خديجة بارتفاع يصل إلى حوالي 2308 متر.
التضاريس الصخرية في الجزائر شكلت منحدرات على السواحل مثل خليج أرزيو وتيبازة وعنابة، وتتميز بأنها منفصلة عن الوديان، وتحتوي على تنوع بيولوجي غني بالحيوانات والنباتات التي ترويها الأنهار مثل وادي الصومام ووادي الشلف، بالإضافة إلى وجود سهول ووديان وأوعية أخرى كالمتيجة ووهران وسبخة.
أنواع المناخ في الجزائر
تمتد دولة الجزائر عند دائرة عرض 28 درجة شمالاً وخط طول 2 درجة شرقاً، وتعتبر عناصر جغرافية متعددة كالنسبة بين اليابسة والماء، ودوائر العرض وخطوط الطول، والمساحة، وغيرها من العوامل المؤثرة في تشكيل مناخ البلاد.
تُظهر الجزائر ثلاث مناطق مناخية متنوعة تمتد من الغرب إلى الشرق ومن الشمال إلى الجنوب:
1. **مناخ البحر الأبيض المتوسط:**
يغطي مناخ البحر الأبيض المتوسط المناطق الممتدة على طول الساحل الشمالي للجزائر. يتسم هذا المناخ بطقس معتدل يتكون من فصلين بارزين: الشتاء والصيف، الشتاء يكون مطيراً ودافئاً ومستمراً لفترة طويلة، في حين يكون الصيف جافاً وحاراً وقصيراً، معدل الأمطار يتراوح حوالي 1000 ملم في مدينة الجرجرة والباب، ويصل إلى حوالي 2000 ملم في مدينة القل، مع تميز مدينة الزيتونة كأكثر المدن هطولاً، حيث تشهد الثلوج لمدة تتجاوز عشرة أيام في العام.
2. **مناخ الاستبس:**
يمثل مناخ الاستبس تحولاً بين المناخ الصحراوي والمناخ المتوسط، ويغطي المناطق الهضابية العليا. يتميز هذا المناخ بالجفاف الشديد حيث تتراوح كميات الأمطار بين 300 إلى 500 ملم سنوياً. الهضاب العليا الشرقية تشتهر بأيام الثلج التي تصل إلى 50 يوماً في السنة، بالإضافة إلى سيروكو، الرياح الحارة الشهيرة بالمنطقة. أما الهضاب العليا الغربية فتكون جافة للغاية حيث يتساقط فيها الأمطار بمتوسط 400 ملم في السنة.
تُبرز هذه التنوعات المناخية في الجزائر تأثير الجغرافيا الفريدة للبلاد على توزيع الأمطار ودرجات الحرارة، مما يؤثر على الزراعة والاقتصاد ونمط الحياة في مناطق مختلفة من البلاد.
