أميمة حدري اهتزت منطقة سيدي علال التازي نواحي القنيطرة، ليلة السبت الأحد، إثر حادثة مأساوية، حيث توفي أكثر من 19 شخصا وأصيب العشرات بإصابات متفاوتة الخطورة، بسبب تعاطيهم لمادة “السبيرتو” المخدرة، كما تسببت هذه الحادثة في انتشار الذعر والقلق بين السكان، وأثارت تساؤلات كثيرة حول طبيعة هذه المادة وآثارها الضارة على الصحة الفرد.
فبعد أن تزايدت البحوث حول هذه المادة الخطرة، بشكل ملحوظ، بعد هذه الواقعة المأساوية، أصبح من الضروري التوعية بمخاطر “السبيرتو”، وهو مادة كحولية، يستخدم طبيا كمعقم ومطهر ومضاد سم، كما يستخدم السبيرتو الأبيض في العطور والكحول بكميات مضبوطة.
ويتكون السبيرتو من نوعين رئيسيين، وهما الميثانول والإيثانول. الأول، هو النوع الأكثر خطورة، حيث يمتاز بأنه يسبب آثارا سلبية خطيرة مباشرة عند تعاطيه، حيث يتسبب في إصابة النخاع الشوكي مباشرة، مما يؤدي إلى فقدان البصر. وبالنسبة للإيثانول، فهو النوع الأخف، حيث يتم تخفيفه وخلطه مع الخمر.
عندما يتم استهلاك الميثانول بشكل خاطئ، يحدث تحول داخل الجسم بواسطة نفس الإنزيم الكحولي المسؤول عن تحلل الكحول، والمعروف باسم “ديهايدروجينيز”. هذا التحول يؤدي إلى تكوين فورمالدهايد، وهو مركب كيميائي سام يستخدم في صناعة المواد الكيميائية والمحاليل.
تعتبر هذه المكونات، وهي الفورمالدهايد وأملاح الفورمات، شديدة التسميم وتشكل خطرا فتاكا على الخلايا العصبية في الدماغ، بما في ذلك العصب البصري، كما تسبب حموضة الدم. من بين الأعراض التي تظهر نتيجة لزيادة الحموضة، يمكن أن يكون التنفس المتسارع، حيث يحاول الجسم تعديل مستوى الحموضة من خلال التخلص من ثاني أكسيد الكربون عن طريق التنفس الزائد.
