أمهات يكتوين بنار الفراق.. المصير المجهول يرافق ضحايا قوارب الموت بالعطاوية

تواصل عائلات ضحايا قوارب الموت بالعطاوية، ضواحي قلعة السراغنة، العيش على بصيص أمل عودة أبنائهم وأقاربهم، على بعد سنة من اختفائهم، في رحلة الموت صوب جنة القارة العجوز، دون أي جديد يذكر في ملف اختفاء 51 شابا، دفعتهم وضعيتهم الاجتماعية الصعبة لخوض غمار رحلة قوارب الموت، بعرض سواحل الأطلسي، أمام تساؤلات بالجملة حول مصير هؤلاء الشباب، في غياب حقائق نهائية، حول نجاتهم أو هلاكهم.

جروح فراق لم تندمل

وخلفت واقعة اختفاء الشباب الـ51 بمدينة العطاوية، حسرة كبيرة لدى أسر وأقارب الضحايا، بالرغم من المجهودات التي قامت بها الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، والتي تكللت بتوقيف عدد من المتهمين في القضية، في وقت لازال المتهم الرئيسي في حالة فرار، أمام استمرار محاكمة المتهمين المتابعين في حالة اعتقال، بسجن الأوداية بمراكش.

Families suffering in silence and mothers suffering from the fire of separation victims of death boats with unknown fate

وتفاعلا مع واقعة اختفاء 51 شابا من أبناء مدينة العطاوية، قالت مينة أغروض، أخت أحد الشبابين المختفين، أن “الوضعية النفسية لعائلات الضحايا مقلقة إلى حد كبير، بفعل غياب الحقيقة الكاملة وراء الاختفاء، حيث أن جل بيوت أهالي الضحايا تعيش على وقع عزاء دائم وذكريات أليمة، وجروح داخلية لم تندمل”.

وأوضحت مينة أغروض في تصريح لـ”بلادنا24“، ” تفاصيل رحلة أخي صوب أوروبا، أتت بفعل الوضعية الاجتماعية وغياب فرص الشغل بالمدينة، وانسداد آفاق اقتصادية، وتوالي سنوات الجفاف، حيث كان حلم الهجرة هو المنقذ من شبح البطالة والوضعية الاجتماعية القاتمة، وحاله كحال باقي الشباب المفقودين، الذين ينتمون لأسر فقيرة، يعتمد دخلها على النشاط الفلاحي المتوقف بالمنطقة، حيث لجأت أغلب العائلات لكراء أراضيها الفلاحية، وبيع الحلي والإقتراض لتوفير السومة المالية، للهجرة صوب المجهول، حيث تراوحت المبالغ بين 3 ملايين سنتيم، لأولئك الذين أقنعوا أشخاصا أخرين بالإلتحاق بركب المهاجرين، وبين 4 ملاين ونصف المليون سنتيم، للأشخاص الذين لم يتوفقوا في جلب ضحايا أخرين”.

الظروف الاجتماعية وراء رحلة الموت

وشددت المتحدثة، أن “الظروف المعيشية للأسر والانقطاع عن فصول الدراسة لم يترك للشباب المهاجرين فرصة للتفكير، مسترسلة “أبي كان يعمل إماما بمسجد لمدة ناهزت 40 سنة، ولم يستفد من أي درهم للتقاعد إلى حين وفاته، وهذه حالة من بين مئات الحالات الاجتماعية، التي لم يعد لأبنائها فرصة للتفكير في مواصلة الاستمرار في منطقة، تعيش على وضع اقتصادي مقلق”.

وفي معرض حديثها عن إيصال قضية الشباب المختفين، إلى قبة البرلمان، أكدت المتحدثة، أن “السياسيين بإقليم قلعة السراغنة تفاعل بعضهم خلال الأيام الأولى للواقعة، وبعدها غابوا عن المشهد بشكل كلي، لتبقى أسر الضحايا والجسم الإعلامي، و بعض ذوي النيات الحسنة من المقيمين بالديار الإسبانية، من يتتبعون تفاصيل القضية، التي لازالت في دهاليز القضاء، دون جديد حول مصير هولاء الشباب الـ51”.

Families suffering in silence and mothers suffering from the fire of separation victims of death boats with unknown fate1

وطالبت المتحدثة، الأجهزة المختصة من المديرية العامة للامن الوطني، والسلطة القضائية ووزارة الخارجية، الكشف السريع عن مصير هؤلاء الشباب، الذين لازالت أمهاتهم يعشن على وقع انتظار طال أمده، متمسكين بخيط أمل، قد يعيد لهن فلذات اكبادهن، بعد اختفاء قارب السنة.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *