دعاء السفر.. اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفه في الأهل

السفر، تجربة مثيرة ومغامرة ممتعة تأخذ صاحبها إلى عوالم جديدة وتمنحه فرصة اكتشاف الثقافات المختلفة وتوسيع آفاقه، ذلك بأنه فرصة للابتعاد عن ضغوطات الحياة اليومية واستعادة الروح والعقل، ويأتي الدعاء في السفر على شكل رفيق لا يفارقنا، فهو ليس مجرد سلسلة من الكلمات، بل هو تعبير عن اعترافنا بالقوة العليا والتوجه بالطلبات والأماني إلى الله تعالى، وفي هذا المقال سنقدم لكم دعاء اللهم أنت الصاحب في السفر.

الدعاء في السفر

للسفر فائدة روحية ونفسية لا تتكرر في حال الذهاب بزاد الدعاء والتقرب من الله تعالى، فعندما ندعو أثناء السفر، نشعر بتواصل عميق بيننا وبين القوة العليا، وهكذا فإنها فرصة للابتعاد عن التوتر والقلق والاسترخاء في أحضان الروحانية، حيث يمكن للدعاء أن يوفر لنا السلوى والارتياح، ويمنحنا الثقة في أننا لسنا وحدنا في رحلتنا.

وإلى جانب الفوائد الروحية، يمكن للدعاء في السفر أن يلعب دورا هاما في تعزيز الصحة النفسية للمسافر، ففي بيئة جديدة وغريبة، قد نشعر بالاضطراب أو الاكتئاب، لكن الدعاء يساعدنا على التخلص من هذه العواطف السلبية ويعزز السعادة والسلام الداخلي، وهكذا فإنها طريقة لتجديد الطاقة والتفاؤل في رحلتنا.

وتعتبر السلامة والحماية من أهم الاعتبارات أثناء السفر، لذلك ندعو الله أن يمنحنا رحلة آمنة ويحمينا من المخاطر التي قد نواجهها، حيث يعتبر دعاء السفر درعا يحمي المسافر في رحلته، فنحن نتوجه بالطلب إلى الله بأن يحفظنا من الحوادث والمخاطر وأن يعيدنا بسلام إلى أحبائنا، وبالتالي فإنه لشعور مطمئن أن نضع ثقتنا في الله ونعترف بقدرته على الحماية والرعاية.

ويساعدنا الدعاء بشكل عام، في تحقيق الانسجام والتوازن الداخلي أثناء السفر، كما ويعزز الشعور بالثقة ووجود قوة عليا ترافقنا في رحلتنا، حيث يمكن للدعاء أن يخفف القلق والتوتر الذي قد يصاحب السفر، خاصة عند مواجهة تحديات غير متوقعة مثل تأخر الرحلات أو التغييرات في جدول الرحلة.

ويعزز الدعاء في السفر الشعور بالامتنان والاستشعار بالنعمة، فعندما ندعو ونعبر عن شكرنا لله على الفرصة للسفر واستكشاف العالم، فإننا نعيد توجيه اهتمامنا إلى الأشياء الجميلة والإيجابية في حياتنا، وهذا يعكس صريحا سعي الدعاء للتواصل مع الجمال والعظمة في خلق الله ونعترف بأن رحلتنا هي جزء من خطة أكبر ومعنى أعمق.

ومن المهم أيضا أن نذكر أن الدعاء في السفر ليس مقتصرا على السلامة الشخصية، بل يمكن أن يشمل أيضا الدعاء للسلامة والرخاء للآخرين، فندعو لأن يكون العالم مليئا بالأمان والسلام، وندعو لراحة وسعادة الأشخاص الذين نلتقي بهم في رحلتنا.

دعاء السفر

هناك العديد من الصيغ والأمثلة التي يمكن للمسافر المسلم أن يرددها ويحصن بها نفسه من كل الشرور التي يمكن أن تلحقه وتعكر صفوى برنامجه وأهذافة التي يريد تحقيقها بهذه الرحلة، لذلك سنقدم لكم فيما يلي قائمة من دعاء السفر:

1. يستحب للمؤمن المسافر أن يتوجه إلى الله بالدعاء في سفره مرددا الدعاء التالي: “اللهم هون علينا سفرنا هذا وطوي عنا بعده ،اللهم أنت الصاحب في السفر ، والخليفة في الأهل ،اللهم اني أعوذبك من وعثاء السفر ،وكآبة المنظر وسوء المنقلب في المال والأهل”.
2. وورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، كدعاء في السفر: “اللّهمّ إنّا نسألُكَ في سَفَرِنَا هذَا البِرّ والتّقْوَى، ومِن العَمَلِ مَاتَرْضَى،  اللّهمّ هَوِّنْ عَلَيْنَا سَفَرِنَا هذَا وَاطْوِ عَنَّا بُعْدَه،  اللَّهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ، وَالْخَلِيفَةُ فِي الأَهْلِ،  اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعَثَاءِ السَّفَرِ وَكَآبَةِ الْمَنْظَر وَسُوءِ الْمُنْقَلَبِ فِي الْمَالِ وَالأَهْلِ”.
3. ويقال أيضا في السفر توحيدا وإيمانا بقدرة الله تعالى: “الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين، وإنا إلى ربنا لمنقلبون”.
4. وفي طلب الرحمة والمغفرة، يردد المسافر: “اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى ومن العمل ما ترضى، اللهم هون علينا سفرنا هذا، واطو عنا بعده”.
5. ويعتبر الدعاء التالي واحد من أفضل وأكثر الأدعية تكرارا في السفر: “اللهم أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل، اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر، وكآبة المنظر، وسوء المنقلب، في المال والأهل”.
6. وفي القرآن الكريم، ذكر الله تعالى في سورة الزخرف من الآية 12 إلى الآية 14، والتي يستحب الدعاء بها عند السفر: “وَالَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ، لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ، وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ”.
7. ويقال أيضا في طلب التوكل والمرافقة طيلة السفر: “يالله أنت المُعين فأعنا على سفرنا هذا، واجعلنا فيه من الغانمين”.
8. وفي طلب تيسير السفر يردد المسافر: “يا رحمن اجعل النجاح حليفنا، والخير مقصدنا، وجنبنا الوقوع في الخطأ وارتكاب الذنوب”.
9. وفي تيسير الأمور يردد المسافر: “يا رب يسر طريقنا في البر والجو والبحر”.
10. ويقال في التوكل على الله في السفر: “اللهم إنا نستودعك كل أمرنا، ونتوكل عليك في سفرنا هذا، فاحفظنا وارعنا واجعلنا من المحفوظين و الممنون لك على نعمك الكثيرة”.

أذكار السفر حصن المسلم

كثيرة هي الأذكار التي يمكن للمسلم أن يتحصن بها طيلة أيام سفره، فالدعاء والاكثار من الذكر يساعد المسلم على قضاء حوائجه في صحة وسلامة تامة، وفيما يلي سنذكر لكم بعض أذكار السفر:

• يستحب للمسافر أن يذكر الله في سفره قائلا: “بسم الله توكلت على الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، اللهم إني أعوذ بك أن أَضِل، أو أُضَل، أو أَزِل، أو أُزَل، أو أَظلِم، أو أُظلَم، أو أَجهَل، أو يُجهَل علي”.
• وفي توحيد الله يردد المسلم: “سبحان الله وبحمده زنة عرشه ومداد كلماته”.
• ومن أفضل الأدعية يقول المسلم: “اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت”.
• وفي الاستعانة بالله طيلة السفر يردد المسلم: “بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم”.
• وطلبا للعافية والسلامة يقال: “اللهم إنا نسألك في هذا السفر العافية والتقوى ومن الأعمال ما ترضى. اللهم هون علينا سفرنا هذا واطوِ عنا بعده. اللهم أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل، اللهم إني أعوذ بك من وعْثَاءِ السفر، وكآبة المنظر، وسوء المنقلب في المال والأهل”.
• وايمان بقدرة الله واستحباب الاستعانة به يقال في هذا الدعاء: “اللهم أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل، اللهم إني أعوذ بك من وعْثَاءِ السفر، وكآبة المنظر، وسوء المنقلب في المال والأهل”.
• ويردد المسافر في دعائه: “اللهم إنا نسألك حُسْنَ الختامة في السفر، والمغفرة عند العودة، اللهم اجعلنا من المتقين فيه والمُحسِنين، واجعلنا من الفائزين فيه بالرحمة والمغفرة”.
• وفي طلب حماية الأهل يقال: “اللهم احفظ لنا أهلنا وأحبتنا وممتلكاتنا، وارزقنا سفرًا ميسرًا وآمنًا، واجعل عملنا خالصًا لوجهك الكريم. اللهم اجعل هذا السفر بركة لنا في الدين والدنيا والآخرة”.

شرح دعاء أنت الصاحب في السفر

أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل” ويفسر معناها بأن كلمة “صاحب” تشير إلى الشخص المرافق أو الملازم، وتعبّر عن صحبة الله تعالى للإنسان في السفر، أي أن الله يحافظ على الإنسان ويهتم به خلال رحلته.

وتشير العبارة إلى أن الإنسان يحتاج إلى صحبة وحفظ الله في السفر بشكل خاص، حيث يبحث الإنسان عن الصحبة للتأكد من راحته والاستمتاع بالمصاحبة، وأيضا للحماية والدفاع عنه في وجه المخاطر التي يمكن أن يواجهها.

وبهذه العبارة، يمكن للمسافر الاعتماد على الله تعالى والاكتفاء به كملازم ومرافق خلال السفر، وأن لا يعتمد الإنسان على أي ملازم آخر سوى الله تعالى.

الأسئلة الشائعة