صعود اليمين المتطرف.. أي تأثير على العلاقات المغربية الفرنسية؟

تقترب الانتخابات التشريعية في فرنسا، التي صفعت نتائجها الأولية، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، من نهايتها، وإعلان فوز ساحق لحزب التجمع الوطني بقيادة مارين لوبين، ليكون أول حزب يميني متطرف يحصل على الأغلبية المطلقة في البرلمان الفرنسي.

تقدم اليمين المتطرف

ورغم انتظار إجراء الجولة الثانية من الانتخابات، يوم الأحد المقبل، لتأكيد هذه النتائج، إلا أنه وبحسب محللين للشأن السياسي، أضحى فوز اليمين حقيقة أقرب إلى التحقق أكثر من أي وقت مضى، حيث تصدر التجمع الوطني وحلفاؤه الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية الفرنسية، التي أجريت أول أمس الأحد، بنسبة 33,14 في المائة من الأصوات.

وبحسب النتائج النهائية للتصويت التي نشرتها وزارة الداخلية، صوت نحو 10 ملايين و625 ألفا و662 فرنسي لصالح حزب أقصى اليمين وحلفائه، وفي المركز الثاني، حصل اليسار المنضوي تحت راية “الجبهة الشعبية الجديدة” على 27,99 بالمائة في الجولة الأولى، أي ما يقارب 9 ملايين صوت، كما حصلت الأغلبية الرئاسية، التي جاءت في المركز الثالث، على 20,04 بالمائة من الأصوات، أي ما يقارب 6,5 ملايين صوت، فيما جاء الجمهوريون خلف الثلاثي المتصدر بفارق كبير، في المركز الرابع بنسبة 6,57 في المائة من الأصوات، أو 2,1 مليون صوت.

انعكاسات على الأوضاع السياسية

نتائج الانتخابات التشريعية في فرنسا هذه، رافقها أسئلة متعددة، خصوصا تلك المتعلقة، بموقع المغرب من هذه الرجة السياسية التي تعيشها فرنسا منذ الانتخابات الأوروبية، لاسيما وأن الأمر يتعلق بانتخابات تمثل المدخل الرئيس لتشكيل الحكومة الفرنسية، حيث يرى بعض المحللين أن العلاقات بين الرباط وباريس لن تتأثر كثيرا في حالة تحقق سيناريو صعود اليمين المتطرف بشكل نهائي إلى السلطة، فيما يرى آخرون أن وصول هذا الأخير لسدة الحكم يمكن أن تحدث تغييرات في العلاقة المغربية الفرنسية التي أعيد إليها الدفء مؤخرا بعدما طبعها نوع من الجمود خلال السنوات الماضية.

هذه التكهنات الأخيرة، لا يتفق معها المحلل السياسي نوفل البعمري، الذي أكد أن “هذا الفوز قد لا يعني من الناحية السياسية أي شيء بالنسبة للمغرب”، موضحا أن هذه “الانتخابات هي انتخابات تسائل بالدرجة الأولى المجتمع الفرنسي وميولاته الجديدة المتجهة نحو اليمين المتطرف مع انعكاسات ذلك على النخبة السياسية الفرنسية التي لم تعد تمتلك الجرأة لمواجهة تصاعد اليمين المتطرف وأفكاره داخل فرنسا التي يبدو أنها تحضى بالقبول داخل المجتمع الفرنسي”.

وشدد نوفل البعمري، في تصريح لـ”بلادنا24” أن صعود اليمين المتطرف يعني “مناهضة للمهاجرين ومعاداتهم وتهديد النسيج الفرنسي وتماسكه”، مضيفا أن “المتابع للشأن الفرنسي يكون معني بما يحدث من تحولات قيمية وسياسية على المجتمع الفرنسي، ويساءل بذلك النخبة الفرنسية على هذه الانعطافة الخطيرة في تاريخ فرنسا”.

علاقات مغربية واضحة

وسجل المتحدث ذاته، أن “اليمين المتطرف وصل اليوم للبرلمان الفرنسي وفي انتظار الدور الثاني والتحالفات التي ستنبثق عنه والجهة التي ستشكل الحكومة”، مبديا بعض الملاحظات “منها أن طبيعة النظام السياسي الفرنسي هو رئاسي بالتالي تغيير تشكيلة البرلمان سيكون له أثر على الحكومة، كما أن السياسة الخارجية تعتبر من الوزارات “السيادية” التي يحدد توجهها الرئيس الفرنسي مما يمكن القول معه ألا تأثير على سياسة ماكرون الخارجية و أن أي تغير رهين به و برغبته في التوافق مع اليمين المتطرف”.

وفي هذا الشأن، أوضح المحلل السياسي، أن “المغرب في علاقته مع فرنسا كان دائمًا واضحاً معها بغض النظر عن الجهة السياسية التي تقودها، سواء في فترات الصفاء الدبلوماسي أو الأزمات التي طبعت العلاقة بينهما”.

كما أشار المصدر عينه أن “الدبلوماسية المغربية تراقب الوضع و مآلات الانتخابات الفرنسية على مستوى الداخل الفرنسي و الخارج منها”، موضحا أن “المملكة ستتصرف بناء على ما سيتم الإعلان عنه من مواقف واختيارات فرنسية في العلاقة معها و مع مختلف القضايا الحيوية سواء قضية الصحراء أو الشراكة بينهما”.

وللإشارة، تكبد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هزيمة ثقيلة، في الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية المبكرة، وهو الذي كان يراهن على حدوث انقسامات في معسكر اليسار والرفض الشعبي لليمين المتطرف ويطمح للحصول على الأغلبية المطلقة عبر قراره حل البرلمان، إلا أن معسكره حل ثالثا بعيدا عن “التجمع الوطني” المتصدر والذي بات على أبواب السلطة.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *