أنماط النصوص ومؤشراتها

في عالم الكتابة، يأتي مطلب النمط الإخباري كمركز اهتمام الكتّاب، إذ يُعرّف هذا النمط بأنه الطريقة التي يستخدمها الكاتب لنقل الأحداث بدقة وبكل أمانة، مع تفصيل كل التفاصيل المهمة التي تتعلق بالحدث المطروح، تتميز هذه الطريقة بطرح القضايا بدون أي تحيز للآراء الشخصية، بل تهدف إلى توضيح كل الأسئلة التي تدور في أذهان القرّاء وتقديم إجابات منطقية تفصل الحقائق، لذلك سنخصص هذا المقال للحديث عن أنماط النصوص.

أنماط النصوص ومؤشراتها

غالبًا ما يستخدم الكتّاب أكثر من نمط واحد في النص الواحد، حيث يتداخل النمط السردي مع الوصفي أو التفسيري أو كليهما معًا، عندما يحكي الكاتب قصة، فإنه قد يدمج وصفًا مفصلًا للمواقف والأماكن، أو قد يشرح المعاني والرموز التي تنبثق من أحداث القصة، ويمكنه أن يفعل ذلك دون أن يفقد نبرة السرد التي تجعل القصة تنبض بالحياة.
للكتّاب أنماط متعددة لتنسيق وتنظيم نصوصهم، حيث يمكن أن تكون هذه الأنماط السردية أو الحجاجية أو الإخبارية أو الوصفية أو الحوارية أو التفسيرية. كل نمط يأتي بتركيبته الخاصة التي تتناسب مع المضمون والغرض من النص، والهدف الأساسي هو توصيل فكرة محددة بشكل فعّال إلى القارئ.
أنماط النصوص تشكل جزءاً أساسياً من تنوع الأساليب الكتابية والصحفية التي تعكس أهداف مختلفة وطرق تقديم متنوعة. تتميز الأنماط النصية بتوجهاتها المختلفة واستخداماتها الفريدة التي تلبي احتياجات مختلفة للقراء.
يعد النمط الإخباري من أبرز الأنماط النصية؛ حيث يهدف إلى نقل الأخبار بدقة ووضوح دون تحيز. يتميز هذا النمط بتوضيح كل التفاصيل المهمة للقارئ، دون التأثير بآراء شخصية، مما يضمن تقديم إجابات منطقية للأسئلة التي تطرحها القضايا المعروضة.

النمط السردي

أما النمط السردي، فيعتمد على رواية الأحداث وتسلسلها بطريقة منطقية ومنظمة. يغطي هذا النمط حياة شخصيات واقعية أو خيالية في سياق زمني ومكاني معينين. يتميز بأن القصة تدور حول شخصية معينة تقوم بالأحداث والتفاعلات، مما يجعلها عنصراً محورياً في السرد. ينقسم السرد إلى عدة أنواع منها:

1.    السرد المتسلسل: يتميز بالزمن الثابت والترتيب المنظم لأحداث النص، ويجد استخداماً واسعاً في سرد الأحداث التاريخية التي تستلزم توثيق دقيق للتسلسل الزمني للأحداث.
2.    السرد المتقطع: يتميز بعدم وجود تسلسل زمني ثابت، حيث يبدأ الكاتب أحياناً من نهاية القصة أو يتنقل بين الأحداث بطريقة غير متتالية، مع الحفاظ على ترتيب منطقي للأحداث.
3.    السرد المتناوب: يتضمن أكثر من قصة في نفس النص، حيث يتم دمج هذه القصص بشكل منسجم في نهاية النص، مما يسمح بتقديم منظورات متعددة للأحداث أو الشخصيات.
تتميز هذه الأنماط بتنوعها وقدرتها على تلبية احتياجات مختلفة من القراء، سواء كانت لتوثيق الأحداث بشكل دقيق أو لخلق تجارب وروايات غنية بالتفاصيل والتشويق.

النمط البرهاني “الحجاجي”

النمط البرهاني “الحجاجي” هو نوع من الكتابة الذي يهدف إلى توضيح وجهة نظر معينة وإقناع القارئ بها من خلال استخدام حجج قوية وبراهين وأمثلة محكمة. يتميز هذا النمط بتنظيم منهجي دقيق يهدف إلى تأكيد صحة الرأي ورفض الآراء المعاكسة، ويستخدم بشكل رئيسي لإقناع القارئ بموقف محدد أو لتغيير وجهة نظره في موضوع معين.
من جهة أخرى، النمط المعلوماتي يتميز بتقديم المعلومات بشكل واضح ودقيق، حيث يتم استخدام الاقتباسات والإحصاءات لتعزيز وإبراز النقاط المطروحة. يهدف هذا النمط إلى نقل المعرفة والمعلومات بدقة وبأسلوب يميل إلى التعميم لتشمل أكبر عدد ممكن من القراء.
بشكل عام، هناك مؤشرات تميز كل نمط من هذه الأساليب الكتابية. على سبيل المثال، في النمط الإخباري يتم استخدام ضمير الغائب والأفعال الماضية لإعطاء النص الثبات والوضوح. بينما يتميز النمط السردي بترتيبه الخمسي واستخدام ضمير المتكلم والغائب، مع التركيز على الأفعال الماضية لتصوير تطور الأحداث بشكل ملموس. يتم استخدام أدوات الربط الزمنية والمكانية لربط الأحداث وإبراز التسلسل الزمني.

باستخدام هذه المؤشرات، يمكن للكاتب إنشاء نص مؤثر يلبي الغرض المرجو منه سواء كان إقناع القارئ برأي معين أو تقديم المعلومات بشكل دقيق ومنهجي.

مؤشرات النمط التفسيري

1.    استخدام ضمائر الغائب والمتكلم:
o    يُستخدم استعمال ضمائر الغائب والمتكلم بكثرة لتحقيق حيادية وموضوعية في النص.
2.    استخدام الفعل المضارع لتقديم الحقائق:
o    يتم استخدام الفعل المضارع لتقديم حقائق شاملة ودقيقة دون تأثير الزمن أو القيد.
3.    استخدام أدوات الربط لوضوح النتائج والأفكار:
o    تُستخدم أدوات الربط مثل “لأن” و”بسببها” لتوضيح العلاقات والنتائج بين الأفكار والحقائق.
4.    الأسلوب الخبري بالاثبات والنفي:
o    يتميز النمط التفسيري بالأسلوب الخبري الذي يؤكد الأفكار وينفي الافتراضات بشكل دقيق وموضوعي.
5.    تسلسل واضح في المعلومات:
o    يُوضح النمط التفسيري المعلومات بتسلسل واضح يجنب القارئ الخلط أو التناقضات.
6.    استخدام الجمل الاسمية والأسماء الموصولة:
o    يتم استخدام الجمل الاسمية والأسماء الموصولة لتحقيق دقة ووضوح في التعبير عن الأفكار والمفاهيم.
7.    استخدام كافة وسائل الإقناع:
o    يُستخدم النمط التفسيري كافة وسائل الإقناع المتاحة لتأكيد الأفكار وتوضيح النقاط المهمة.
8.    استخدام الأمثلة لتقريب الأحداث للقارئ:
o    يُستخدم العديد من الأمثلة لتوضيح الأحداث والمفاهيم بشكل يجعلها مفهومة وملموسة للقارئ.
9.    الشرح البسيط لتوضيح الأمور:
o    يفضل شرح الأمور بطريقة بسيطة وواضحة لتحقيق أقصى درجات الفهم والتواصل مع القارئ.
10.    استخدام ضمائر المخاطب:
o    يُستخدم استعمال ضمائر المخاطب للتواصل مع القارئ أو المستمع بشكل مباشر وفعال.

مؤشرات النمط الطلبي

1.    استخدام الفعل بصيغة المجهول والمصادر:
o    يفضل استخدام الفعل بصيغة المجهول والمصادر مثل “الالتزام” و”الدعوة” لتحقيق تعبير دقيق وموضوعي.
2.    استخدام الأفعال العملية للتأكيد:
o    يُستخدم الأفعال العملية التي تعزز التأكيد على الأفكار والمواقف المطروحة في النمط الطلبي.
3.    اهتمام بتنسيق وترتيب المعلومات:
o    يُولي الكاتب اهتماماً بتنسيق وترتيب المعلومات بطريقة منظمة ومنطقية لتوضيح الأفكار بشكل فعال.
4.    استخدام الأسلوب الشرطي لتأكيد المعاني:
o    يُستخدم الأسلوب الشرطي لتأكيد المعاني والأفكار المطروحة بشكل دقيق وموضوعي في النمط الطلبي.

مؤشرات النمط الحجاجي

1.    توضيح السبب والنتيجة بشكل وجيه ومنطقي:
o    يعتمد النمط الحجاجي على توضيح العلاقة بين السبب والنتيجة بشكل واضح ومنطقي.
2.    استخدام أدوات الربط للإقناع:
o    يُستخدم استخدام أدوات الربط لتوضيح العلاقات وتعزيز الإقناع بالأفكار والحجج المقدمة.
3.    اقتباسات من السنة والقرآن الكريم:
o    تكثر الاقتباسات من السنة والقرآن الكريم لتوضيح وتعزيز الحجج والأفكار في النمط الحجاجي.
4.    استخدام أدوات التوكيد لتعزيز الإقناع:
o    يُستخدم الكثير من أدوات التوكيد لزيادة الإقناع وتعزيز الفعالية في الحجج والحجاج.
5.    استخدام الأسلوب التقريري دائماً:
o    يُستخدم الأسلوب التقريري دائماً في النمط الحجاجي لتوضيح القضايا والمواقف بشكل دقيق وموضوعي.
6.    استخدام أسلوب التعليل لتوضيح القضية:
o    يُستخدم أسلوب التعليل لتبرير وتوضيح الرأي المطروح والقضايا المثارة في النمط الحجاجي.
7.    كثرة استخدام أسلوب الاستفهام:
o    يُفضل استخدام أسلوب الاستفهام لتحفيز التفكير وجذب انتباه القارئ في النمط الحجاجي.
8.    الاهتمام بالجمل الخبرية الطلبية:
o    يُولي الكاتب اهتماماً بالجمل الخبرية الطلبية لإيضاح الأفكار وتأكيدها بشكل قاطع في النمط الحجاجي.باختصار، النمط الكتابي ليس مجرد قاعدة للتنظيم، بل هو أداة للتعبير والتأثير، تتطلب من الكاتب مهارات قوية لاستخدامها بشكل ملائم تبعاً لمضمون النص والتأثير المرجو في القارئ.

اقرا ايضا:
تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *