معاد بودينة أدى غياب الطبيب المختص في التوليد، بقسم الأم والطفل، بالمستشفى الإقليمي ابن باجة بتازة، إلى التسبب في احتقان كبير، صاحبته احتجاجات نظمتها الشغيلة الصحية بالقسم ذاته، إلى جانب نقابات صحية إقليمية، نددوا خلالها بـ”رفض مندوب الصحة والحماية الاجتماعية بالإقليم، والمديرة بالنيابة، التدخل لحل المشكل العاجل الذي تسبب في تعريض حياة سيدة مقبلة على عملية الوضع للخطر”.
وقالت الجامعة الوطنية للصحة، المنضوية تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل، إن “ما حذرنا منه منذ مدة طويلة أصبح أمرا واقعاً؛ إقليم تازة أصبح بدون أي طبيب اختصاصي في أمراض النساء والتوليد، واقع ينذر بوقوع الكثير من الكوارث والضحايا من النساء الحوامل وأجنتهن، وكذا القابلات اللائي يدفعن ثمن اختلالات المنظومة الصحية، باعتبارهن الحائط القصير الذي يعلق عليه المسؤولين فشلهم في تدبير القطاع”.
وزادت الهيئة النقابية: “نجدد دعمنا وتضامننا المطلق مع القابلات بمصلحة الولادة اللائي يعملن في ظروف جد كارثية محفوفة بالمخاطر؛ كما نجدد تحميلنا مسؤولية ما وصل إليه القطاع الصحي بالإقليم للمندوب والمتصرف الإقليمي نتيجة التدبير العشوائي والفاسد منذ مدة طويلة، ونحمله المسؤولية الكاملة عن أي فاجعة يمكن أن تقع بمصلحة الولادة نتيجة غياب الأطباء الاختصاصيون”.
من جانبها، قالت النقابة الوطنية للصحة العمومية بتازة، المنضوية تحت لواء الفيدرالية الديمقراطية للشغل، التي شاركت بدورها في الوقفة الاحتجاجية، إنها “عقدت اجتماعا طارئا ومستعجلا مع المندوب الإقليمي لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية بتازة من أجل تدارس إشكالية الغياب التام لطبيب أمراض النساء والتوليد بمصلحة الولادة بمستشفى ابن باجة”.
وتابعت الهيئة النقابية ذاتها: “وكالعادة اقترحنا مجموعة من الحلول من أجل تفادي اسوأ السيناريوهات المحتملة”. مشيرة إلى أن “الإدارة الصحية الإقليمية استجابت لمقترحات مكتبنا الإقليمي”.
هذا، ويشار إلى أن المستشفى الإقليمي بتازة، يتخبط منذ فضيحة ما عُرفَ إعلامياً بـ”سمسرة الأجهزة الطبية”، التي أطاحت بـ11 شخصاً، إلى جانب المدير السابق لهذه المؤسسة الصحية الإقليمية، في مشاكل عديدة على مستوى عدد من الأجنحة، وهو ما دفع الطبيبة التي تديره بالنيابة منذ أشهر، خولة بوكيزي، إلى وضع استقالتها، يوم الأربعاء، في انتظار التأشير عليها، وسط سخظ واستغراب محليين، مما سيتسبب في مفاقمة معاناة كل من الشغيلة الصحية ومرتفقي المستشفى الإقليمي، الذي يستقطب الآلاف من المرتفقين وذويهم من مختلف دواوير وجماعات إقليم تازة.
