شقير: سويسرا تغلق الباب أمام البوليساريو بعد تأكيدها غياب تمثيليتها لدى الأمم المتحدة

في خطوة حاسمة تحمل رسالة قوية، وتشكل ضربة موجعة لجبهة البوليساريو وصفعة لطموحاتها الدبلوماسية، أكدت الخارجية السويسرية الثلاثاء، بشكل قاطع غياب أي تمثيلية رسمية أو حصانة دبلوماسية للجبهة لدى مكتب الأمم المتحدة.

هذا القرار الحازم وبحسب محللين، يضع حدا لأية محاولات من البوليساريو لاستغلال المنصات الدولية لتحقيق مكاسب سياسية، ويضعف من موقعها على الساحة الدولية، ويعكس تغيرا ملموسا في تعامل المجتمع الدولي مع قضية الصحراء المغربية، ويؤكد على عزمه على تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.

تطمين سويسرا للمغرب

وفي تعليقه على هذه الخطوة السويسرية، قال المحلل السياسي محمد شقير، إن “سويسرا معروفة بحيادها الدائم، لهذا تعد مقرا لمجموعة واسعة من المنظمات الدولية”. هذا الحياد يضيف المتحدث “يمنحها مكانة فريدة في الساحة الدولية، مما يجعلها وجهة مفضلة للمؤسسات والهيئات العالمية التي تسعى إلى بيئة مستقرة ومحايدة لأداء أعمالها ونشاطاتها”.

كونها معروفة بحيادها الدائم في مختلف القضايا والخلافات، يؤكد شقير في تصريح لـ”بلادنا24“، أن “سويسرا تتمتع بمكانة تجعلها مؤهلة لتعكس الموقف الأممي”. لافتا إلى أن “هذا الحياد يعزز من سمعتها كمقر لمجموعة من المنظمات الدولية، ما يمنحها دورا محوريا في تعزيز الحلول السلمية والمستدامة على الساحة العالمية”.

وأضاف المحلل السياسي أن “وزارة الشؤون الخارجية السويسرية تسعى لتفادي أي لبس قد ينشأ في هذا السياق، وتسعى لتطمين الجانب المغربي، بأن سويسرا تلتزم بالموقف الدولي المعترف به لدى المنظمة الأممية”.

في ذات السياق، أوضح المتحدث أن “العلاقات بين سويسرا والمغرب، تتسم بالوضوح، بخلاف بعض الشركاء الأوروبيين الذين اتخذوا بعض المواقف”. مبرزا أنه “لم تشهد العلاقات بين الرباط وبرن أي مشاكل في هذا السياق، مما يعكس الثقة المتبادلة والتفاهم السياسي بين البلدين”.

إزالة الشكوك حول توتر العلاقة

كما أبرز أن “تصريح وزارة الخارجية السويسرية، يزيل أي شك حول توتر العلاقات بين البلدين، ويعكس الموقف الرسمي لسويسرا، الذي يتسم بالوضوح والحيادية، فهي لا تسمح بأي استغلال لجبهة البوليساريو أو أي تحرك ينطوي على انزياح عن المواقف المتبناة رسميا”. مؤكدا أنه “طالما النزاع ما زال قائما، يبقى موقف المجتمع الدولي في انتظار التوصل إلى تسوية وتفاهم بين أطراف الصراع”.

شقير أشار ضمن تصريحه إلى أن “الخطوة السويسرية لا تمثل تغييرا في موقف المجتمع الدولي، تجاه قضية الصحراء المغربية، بل تعكس الموقف الحالي السائد، فالوضع الراهن شهد مجموعة من التطورات الإيجابية لصالح المغرب، بما في ذلك مواقف الشركاء الأوروبيين مثل فرنسا التي تحدد موقفها تدريجيا تجاه الصحراء المغربية، على غرار باقي الدول الأوروبية الأخرى كإسبانيا وغيرها”.

ويضيف الخبير أن الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء أهم التطورات على الصعيد الدولي، مشيرا إلى أن “هناك ترقب في الأوساط المغربية بشأن ما إذا كان هذا الاعتراف سيؤدي إلى تغيير في المواقف الفرنسية والإنجليزية، وهذا من شأنه أن يعزز بشكل كبير الموقف المغربي”.

كما أكد المحلل أن “جبهة البوليساريو تواجه نكسات على الساحة الدولية، بما في ذلك زيارة زعيمها الوهمي إبراهيم غالي لدولة إيرلندا ومحاولتها للحصول على دعم للقضية الانفصالية”.

مخاوف الكيان الوهمي

وأبرز محمد شقير أن “التطورات الأخيرة في مواقف عدة دول تجاه ملف الصحراء المغربية، سواء من خلال فتحها لقنصليات في الأقاليم الجنوبية أو الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، هي مؤشرات تمثل دليلا واضحا على مواقف الدول تجاه مغربية الصحراء”.

كما أكد المحلل السياسي أن “التطورات الإيجابية الأخيرة تجاه قضية الصحراء المغربية، تزيد من قلق جبهة البوليساريو، لذلك تسعى جاهدة لاستغلال أي فجوة أو لبس في المواقف، بهدف بناء سيناريوهات مشوشة إعلاميا”.

وفي ختام تصريحه، أبرز أن “تصريحات وزارة الخارجية السويسرية تأتي كخطوة استباقية، تهدف إلى وضع حد لأي محاولة من جبهة البوليساريو للاستفادة من الوضع الراهن، وهي تصريحات واضحة وحازمة، تقفل الباب بشكل نهائي أمام أي محاولة للاستغلال الإعلامي الانفصالي”.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *