سعاد الطيب: الصحفي المغربي متواضع.. ولا مفر من الذكاء الاصطناعي

عادت سعاد الطيب مديرة إذاعة مونت كارلو الدولية إلى بداياتها الأولى في مجال الصحافة، كما استرجعت ذكريات مسار انطلق من مراسلة وصحفية وانتهى على رأس إحدى أكبر الإذاعات الدولية.

سعاد الطيب، التي كانت تتحدث اليوم الخميس، ضمن فعاليات برنامج “مسار صحافية”، الذي ينظم على هامش فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب، أكدت أن للمملكة المغربية فضل كبير على مسارها المهني، فلولا المنحة الدراسية التي حصلت عليها ما كانت لتصل إلى المكانة التي هي عليها اليوم.

من الرباط إلى باريس

مديرة إذاعة مونت كارلو الدولية، خلال الدردشة التي جمعتها بعدد من الصحفيين والصحافيات الذين حلوا بفضاء “لقاء”، للتعرف على مسار صحافية مميزة، قالت أنه منذ البدايات كان هاجسها العمل الصحفي والكتابة بشكل عام، معتبرة أن دخول المجال كان من خلال الدراسة والعمل في نفس الوقت.

وعادت المتحدثة إلى بداياتها الأولى بعاصمة الأنوار باريس، والتي كانت بالنسبة لها محطة مهمة في مسارها المهني، على اعتبار التجربة التي راكمتها منذ بداية عملها كمراسلة لقنوات تلفزية خليجية سنة 1995، ثم العمل كمراسلة لوكالة “أسوشيتد برس” لمدة 14 سنة.

وبالحديث عن الإعلام الخليجي، ترى سعاد الطيب أن هذه القنوات رغبت بشكل واضح الاستفادة من مجال الإعلام، وبالأخص من الخبرة التي راكمتها دول مثل فرنسا، مشددة على أن تجربة قناة “الجزيرة” تظل علامة فارقة في مسار الإعلام العربي.

كما تعتبر مديرة إذاعة مونت كارلو أن مجال الصحافة يتطور بشكل متسارع، ومن الضروري مواكبة الصحفي هذا التطور، فمثلا لم يعد من المقبول ألا يتوفر على مهارات التصوير والمونتاج.

الفرنكوفونية أم الأنجلوسكسونية؟

لم تخف المتحدثة خلال كلمتها، الأثر الذي تركته التجربة الأنجلوسكسونية على مسارها المهني، معتبرة رحلتها من الإنجليزية إلى الفرنسية بمثابة “نقطة تحول في الزمن”، على اعتبار أن العمل في الولايات المتحدة يتميز بالانخراط في العمل بدون قيود، على عكس فرنسا التي تطبعها “البيروقراطية.

كما أوضحت أن طريقة الاشتغال داخل مونت كارلو تختلف عن باقي المؤسسات الإعلامية، فمجال حرية التعبير أوسع لدى الصحفيين، إضافة لكون الدولة الفرنسية لا تتدخل في المضامين، ولا أحد يراقب ما يقوله الصحفيون قبل بداية التصوير.

وفي سؤال حول سبل تميز الصحفي المغربي في الأوساط الدولية، شددت سعاد الطيب على ضرورة التكوين الجيد، مع وجوب الانفتاح على مجالات مختلفة تسهم في تطوير أدائه.

كما اعتبرت أن الصحفي المغربي بطبعه متواضع على عكس باقي الجنسيات، التي يغلب عليها “التكبر”.

لا مفر من الذكاء الاصطناعي

سعاد الطيب توقفت خلال كلمتها أيضا على “اقتحام” الذكاء الاصطناعي لمجال الصحافة بشكل، أصبح يهدد أحيانا أدوار الصحفي، فمثلا الإذاعة صارت مطالبة بتصوير محتواها وهي التي كانت تقتصر على البث الإذاعي، كما أن البث المباشر لم يعد يفارق منصات التواصل الاجتماعي.

وبالحديث عن التطور الذي يفرضه واقع الحال، استحضرت المتحدثة أنه قبل 3 سنوات، كان يتم اعتماد نشر 80 بالمئة من المحتوى على شكل روابط على منصة “فايسبوك”، لكن اليوم لم يعد الأمر ممكنا، بعدما جرى تغيير “اللوغاريتم” والحد من الانتشار.

لهذه الأسباب، ترى الطيب أنه من الضروري التمكن من الذكاء الاصطناعي، مع متابعة التطورات التي يعرفها المجال.

أما لتطوير مهارات الصحفي الممارس، ترى المتحدثة ضرورة تطوير الثقافة العامة واللغة العربية أساسا، وذلك إلى جانب التعليم الأكاديمي.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *