“عيد العزاب 11/11”.. من الاحتفال الفردي إلى ظاهرة التسوق العالمية

مع الدقائق الأولى ليوم 11 نوفمبر، تنطلق موجة من الإثارة والاستهلاك في جميع أنحاء العالم، فما كان ذات يوم تاريخاً مرتبطاً بنهاية الحرب العالمية الأولى تحول في السنوات القليلة الماضية إلى مهرجان تسوق يجذب انتباه المستهلكين في جميع أنحاء العالم يعرف باسم عيد العزاب أو 11.11.

تجاوز يوم العزاب مفهومه باعتباره احتفالًا غريبًا بالعزوبية، بل تحول إلى ظاهرة عالمية للبيع بالتجزئة لا يمكن إنكار تأثيره على الاقتصاد العالمي، والمشهد التكنولوجي والثقافي معا.

في يوم 11 نوفمبر من كل عام، لا يشهد العالم مهرجان تسوق فحسب، بل يشهد أيضا لحظات تعكس النزعة الاستهلاكية العالمية، سواء عند العزاب أو الباحثين عن عروض وتخفيضات لا مثيل لها باقي أيام السنة في السوق الرقمية.

بداية عيد العزاب

ظهر يوم العزاب في أوائل التسعينيات كاحتفال مضاد لعيد الحب في الصين، بدأ كحدث مرح للعزاب وتطور ليصبح أكبر يوم للتسوق عبر الإنترنت في العالم. ويرمز التاريخ المكون بالكامل من الرقم واحد إلى فكرة العزوبية والوحدانية.

في السنوات الأخيرة، أصبح يوم العزاب مرادفًا للمبيعات المذهلة عبر الإنترنت، والتي يقودها بشكل خاص عملاق التجارة الإلكترونية الصيني علي بابا، ففي عام 2022، أعلنت الشركة عن مبيعات مذهلة بقيمة 84 مليار دولار في يوم العزاب، مما يقزم المبيعات المجمعة عبر الإنترنت لأحداث التسوق الكبرى في الولايات المتحدة.

وينتظر المستهلكون ومحبي التسوق عبر الأنترنيت كل سنة نهاية يوم الحادي عشر من نوفمبر حتى يتعرفوا على الرقم الجديد الذي حطمه علي بابا في مبيعاته، والذي تهتم به مختلف وسائل الإعلام عير العالم.

عولمة جنون التسوق وظاهرة التجارة الإلكترونية

على الرغم من أن تأثير يوم العزاب نشأ في الصين، إلا أنه تجاوز الحدود ليتحول إلى ظاهرة عالمية، حيث احتضن تجار التجزئة الدوليون ومنصات التجارة الإلكترونية هذا الحدث بفارغ الصبر، فأصبحوا يقدمون خصومات وعروض ترويجية لجذب انتباه لمستهلكين العالميين الذين يبحثون عن عروض تخفيضات جيدة.

ولا يتعلق يوم العزاب فقط بالخصومات، أصبح أيضا يوم عروض للبراعات التكنولوجية، فتستفيد شركة علي بابا، على وجه الخصوص من التقنيات المتطورة مثل الواقع المعزز (AR)، والواقع الافتراضي (VR)، والبث المباشر لتعزيز تجربة التسوق.

وتعمل المتاجر الافتراضية والألعاب التفاعلية على خلق شعور بالإثارة والإلحاح، مما يجبر المستهلكين على المشاركة في ماراثون التسوق على مدار 24 ساعة محاولين الحصول على مختلف المنتجات بأقل الأسعار قبل نفادها.

ومع ازدهار عمالقة التجارة الإلكترونية، يواجه تجار التجزئة التقليديون التحديات والفرص خلال مهرجان التسوق العالمي هذا، ويدفعهم الارتفاع الكبير في المبيعات عبر الإنترنت إلى التكيف والابتكار وإيجاد طرق لدمج متاجرهم الفعلية في مشهد التسوق الرقمي.

ما وراء النزعة الاستهلاكية

وبعيدًا عن جولات التسوق، فعيد العزاب هو بمثابة منصة للفنانين والموسيقيين ومنشئي المحتوى للتفاعل مع جمهور أكبر من العتاد، فإن المزج بين التجارة والثقافة خلال هذا الحدث يخلق مساحة فريدة حيث يتعايش الترفيه وتجارة التجزئة بسلاسة.

وفي حين أن التأثير الاقتصادي ليوم العزاب لا التغافل عنه، فقد ظهرت مخاوف بشأن بصمته البيئية، حيث يساهم الارتفاع الكبير في التسوق عبر الإنترنت في زيادة نفايات التعبئة والتغليف، وانبعاثات وسائل النقل، واستهلاك الطاقة،

ومع نمو الوعي البيئي على مستوى العالم، هناك دعوة للشركات لتبني ممارسات أكثر استدامة خلال مثل هذه الأحداث ذات الاستهلاك العالي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *