أميمة حدري في قلب سوق السبت بمدينة تمارة، حيث يتحول المكان إلى لوحة نابضة بالحياة، كلما اقترب عيد الأضحى المبارك، تصطف الأضاحي من الأغنام والماعز في الحظائر، بينما تتصاعد رائحة الأعشاب في الهواء، التي تجذب المشترين الذين يتقاطرون إلى السوق من كل حدب وصوب، رجالا ونساء، وأطفالا يركضون بين الحظائر، ويستكشفون السوق بفضول طفولي.
رغم هذا الزخم والحيوية، إلا أن ملامح الحزن والقلق تعتلي وجوه الكثيرين، بسبب الارتفاع في الأسعار، الذي أثقل كاهل الأسر البسيطة التي تجد نفسها مضطرة لإعادة حساباتها المالية في ظل هذا الغلاء الفاحش.
هذا الغلاء جعل الكثيرون يتساءلون عن أسباب هذا الارتفاع غير المبرر، فلم تستطع “بلادنا24” تجاهل هذه المشاعر، فطرحت أسئلتها على الكسابة حول أسباب ارتفاع الأسعار.
الأغنام المستوردة في الأسواق الممتازة
في هذا الصدد، أكد فئة عريضة من مربو الماشية في سوق السبت بمدينة تمارة، أن السبب الرئيسي وراء ارتفاع أسعار الأضاحي، يعود إلى قلة الأمطار هذا العام، مما أثر بشكل كبير على إنتاج المراعي وجعل الأعلاف مكلفة.
كما أوضح هؤلاء الكسابة في تصريحهم لـ”بلادنا24” أنهم لم يتلقوا الدعم الكافي من الأعلاف من الجهات المعنية، ما زاد من تكاليف تربية الماشية وأدى إلى ارتفاع الأسعار بشكل حاد. وأشاروا إلى أن هذه الظروف الصعبة تضعهم في موقف حرج، حيث يجدون أنفسهم مضطرين إلى رفع الأسعار لتعويض الخسائر وضمان استمرارية أعمالهم.
ولفت المتحدثون إلى أن الأغنام المستوردة من الخارج، لم تستورد بهدف تخفيض الأسعار في الأسواق المحلية، بل تم توجيهها إلى الأسواق الممتازة حيث يتم بيعها بالكيلوغرام. مشيرين إلى أن هذا الإجراء لم يساهم في تخفيف العبء المالي على المواطنين البسطاء الذين يعتمدون على الأسواق التقليدية لشراء الأضاحي.
كما طالبوا بضرورة إدخال الأغنام المستوردة إلى الأسواق المغربية التقليدية، مما سيساهم في تخفيض الأسعار وتوفير الأضاحي بأسعار معقولة لجميع المواطنين.
الأضحية أصبحت “حلما”
من جهة أخرى، أعرب مجموعة من المواطنين في تصريحات متفرقة عن استيائهم الشديد من الارتفاع الكبير في أسعار الأضاحي، معتبرين أن هذا الغلاء يشكل عبئا كبيرا على الأسر البسيطة.
وأكد المتحدثون في تصريحاتهم أن المواطن البسيط سيجد صعوبة بالغة في توفير متطلبات هذه المناسبة المباركة، مما يعكر فرحتهم ويزيد من معاناتهم المالية.
كما أوضحوا أن القدرة على شراء الأضحية أصبحت تتجاوز إمكانيات الكثيرين، مما يدفعهم إلى البحث عن حلول بديلة أو حتى التخلي عن الأضحية تماما، وهو أمر يؤثر سلبا على الطقوس الدينية والاجتماعية المرتبطة بهذه المناسبة.
