السعدية اللوك.. جذور مراكشية تفتح باب التألق وتنتهي بإهمال فظيع

هي واحدة من أهرام الساحة الفنية المغربية، قدمت في مسيرتها الفنية أدوارا ما تزال خالدة في ذاكرة الصغير قبل الكبير بسبب حسها الفكاهي الخالص وقدرتها على إظهار جدورها المراكشية الأصيلة قلبا وقالبا، هي الفنانة السعدية اللوك، الصف الأول من فناني البهجة.

غياب الأرقام وفوز التجسيد

لو بحث في مختلف محركات البحث لوجدت ضعفا كبيرا على مستوى الأرقام والمعطيات المتعلقة بحياة الفنانة السعدية اللوك، لا تاريخ ميلاد ولا مكان إزدياد مؤكد، غير تفاصيل شخصيتها التي تؤكد ولادتها وجدورها العائلية من مدينة مراكش.

وسط هذا الفراغ الكبير على مستوى المعطيات الشخصية، التجسيد القوي والأدوار المميزة التي قدمتها الفنانة على الشاشة الصغيرة، قدمت تقديما شاملا لفنانة مغربية، تصارعت مع ظروفها واستطاعت أن تبسط موهبتها وتفرضها على جميع بنات جيلها منذ سنوات خلت، فهي من أوائل البنات المراكشيات اللواتي استطعن دخول عالم التمثيل من بابه الواسع.

وبحسب المعلومات المتوفرة، ولدت الفنانة اللوك في مدينة مراكش وتربت فيها، وكان شغفها بالفن يعود إلى طفولتها، حيث بدأت مسيرتها الفنية في ستينيات القرن الماضي، حيث أصبحت واحدة من أوائل الممثلات المغربيات اللاواتي دخلن عالم التمثيل وفتحت الطريق أمام العديد من المواهب النسائية بعد ذلك.

مسيرة حافلة بالأعمال الناجحة

لطالما كان لحضور الفنانة السعدية اللوك، إضافة مميزة في مختلف الأعمال الفنية التلفزية، كان حضورها عفوي نابع من القلب، ولطالما نجحت في إيصالها لجمهورها في مختلف أنجاء المملكة، فكونت مع عدد من أبناء وبنات مدينتها مجموعة فنية ظلت لسنوات طويلة متشبثة بثقافتها وهويتها الأصيلة، فحملت بمعية زملائها حفاوة وخفة دم ساكنة مراكش.

جمعت الفنانة على مر العديد من السنوات مشاركات في عدد من الأفلام والمسلسلات التي قدمت في بعضها أدوار بطولة وفي أخرى أدوارا ثانوية، لكن الموحد بينهما أنها استطاعت لفت الجمهور لموهبتها ومدى أهمية إدراجها في مختلف الأعمال ذات الطابع الكوميدي.

الممثلة اللوك، التي نشأت في مدينة مراكش الحمراء، اشتهرت بأدوارها الفريدة والشعبية، حيث استطاعت تجسيد طبيعة الحياة في المدينة العتيقة بكل تفاصيلها على الشاشة، فبفضل لهجتها المراكشية الأصيلة وحضورها اللافت، استطاعت أن تلفت انتباه الجمهور وتبرز كواحدة من أبرز الشخصيات الفنية في السينما والتلفزيون المغربي.

معاناة مع المرض

عاشت الفنانة السعدية اللوك سنواتها الأخيرة في معاناة مع المرض، حيث أضحت طريحة الفراش فجأة بعد فقدانها القدرة على الحركة، هذه الوضعية أدت إلى توقف حياتها النشطة، وأصبحت محصورة داخل جدران منزلها.

في الأشهر القليلة الماضية أكد الفنان سعيد الناصري عن تكفله بعلاج الفنانة، بعدما دخلت المستشفى واستعصى على جسدها الاستجابة للعلاج، لتفارق الحياة يوم الأربعاء 24 يوليوز 2024.

وغير المرض، لم تحظى الفنانة السعدية اللوك بجنازة تليق بمسارها الفني، حيث غاب غالبية الفنانين المغاربة عن يوم تشييع جنازتها، وهي الظاهرة التي تكررت لسنوات مع عدد من القامات الفنية رجالا ونساء.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *