معاد بودينة أفاد مصدر مطلع لـ”بلادنا24“، بأن النيابة العامة المختصة بمحكمة الاستئناف بفاس، قد قررت مؤخراً، استئناف حكم البراءة الذي أصدرته غرفة الجنايات الابتدائية المكلفة بجرائم الأموال، في ملف “الاتجار بالرضع”، الذي توبعت على ذمته شبكة إجرامية مكونة من 34 شخصًا، أدين عدد منهم بعقوبات سالبة للحرية تصل إلى ثلاث سنوات سجناً.
المصدر ذاته، لفت في هذا الصدد إلى أن “شبكة الاتجار بالرضع” قد صدرت بحقهم أحكام لم تتجاوز ثلاث سنوات سجناً نافذاً، في حين تم تبرئة أربعة منهم من جميع التهم، وهو ما دفع بالنيابة العامة المختصة إلى استئناف القرار، متشبثةً بالتهم التي أسقطت على المتهمين وتمت تبرئتهم منها.
وشملت لائحة المتهمين في هذا الملف الذي هزت قضيته الرأي العام الوطني: أطباء، ممرضون، وموظّفون في ثلاثة مستشفيات عمومية بالعاصمة العلمية للمملكة، إلى جانب عناصر من الأمن الخاص كانوا يشتغلون بنفس المؤسسات، وأمهات عازبات كن قد أنجبن حديثًا، وأزواج يُزعم أنهم كانوا يسعون لشراء الرضع حديثي الولادة.
وتم الحكم على ستة من المتهمين في الملف، من ضمنهم المتهمة الرئيسية، بالسجن النافذ لمدة تتراوح بين سنة وثلاث سنوات، بعد إدانتهم بتهم “إخفاء هوية رضيع، الاحتيال، التزوير، الإجهاض غير القانوني، والارتشاء”، فيما تم الحكم على الباقين بالسجن النافذ لمدة تتراوح بين شهرين وستة أشهر.
وعلاوة على ذلك، فرضت المحكمة المذكورة غرامات مالية على المتهمين المدانين، تراوحت بين 1000 درهم، و5000 درهم.
ووفقًا لمحاضر الشرطة القانونية التي اطلعت عليها “بلادنا24” في وقت سابق، فقد باعت الشبكة المفككة رضيعًا حديث الولادة بمبلغ 1500 درهم، رغم أن المحكمة قد رفضت هذه التهمة لعدم كفاية الأدلة، حسبما أفاد به المصدر ذاته.
وخلال جلسات المحاكمة، أنكر غالبية المتهمين، الذين استأنفوا أيضًا الأحكام الصادرة في حقهم، التهم الموجهة إليهم من قبل النيابة العامة المختصة، فضلاً عن المحاضر الصادرة عن عناصر الفرقة الجهوية للشرطة القضائية التي أشرفت على التحقيق في الملف.
وحسب المحاضر القانونية الموجهة إلى النيابة العامة بمحكمة الاستئناف في فاس، فقد كانت سيدة عاطلة عن العمل، تبلغ من العمر 63 عامًا، معروفة بلقب “بنتوتو”، هي التي تتزعم الشبكة المفككة، وهي متزوجة وأم لسبعة أبناء، حيث كانت تنتحل صفة موظفة في المستشفى.
وأشارت المحاضر القانونية، إلى أن “بنتوتو” (المتهمة الرئيسية) كانت تعمل بمساعدة أفراد من عائلتها، وأطباء، وممرضين، وحراس أمن، وموظفين إداريين في المستشفيات.
