تقمص رئيس جامعة الحسن الأول دور “الطاشرون” واستبعاده للبحث العلمي من أجندته يدفع للمطالبة برحيله

مطلع سنة 2023، وبالضبط يوم الخميس 23 فبراير 2023، تم تعيين عبداللطيف مكرم رئيسا لجامعة الحسن الأول بسطات، بحيث استوى على كرسيه في وقت حساس عرفت جامعة سطات فيه مجموعة من المشاكل.

الرجل فور تسلمه لمهامه رتب لعدة لقاءات قادته لملاقاة مجموعة من الفعاليات، وكان الجسم الإعلامي من بينها، إلى هنا يبدو الأمر طبيعيا، فالأمر مرتبط بالأساس بلقاءات تواصلية تدخل في إطار المجاملة والبروتوكول أكثر منها مباشرة للملفات العالقة.

ما استرعى الانتباه حقيقة خلال اللقاء التواصلي المذكور مع إعلاميي المدينة هو طبيعة النقاش، فالرئيس نظرا لمنصبه الحساس على رأس هرم رئاسة الجامعة، لا بد وأن يكون اضطلع بما يكفي على مجريات الأمور بالمؤسسة، وغاص في تشخيص الحياة بالجامعة، وخبر جيدا من خلال الملفات التي وجدها على مكتبه كل تمفصلات تدبير المرفق، على اعتبار أن تشخيص الوضع الحالي لجامعة الحسن الأول ليس في حاجة للمزيد من الاجتهاد، وواقع الحال يتحدث عن نفسه ما دام التردي الصارخ لكل الخدمات الحيوية بالجامعة هو سيد الموقف.

من حق رئيس الجامعة الجديد آنذاك إلى أن وصل الآن ما يناهز سنة ونيف بالجامعة، أن يقول ما يشاء بما أنه سار على منوال سلفه، الذي صبغ المؤسسة بالأحلام الوردية، التي ستتحول هي الأخرى إلى عالة على الجامعة بمجرد مغادرته، ليكتشف الطلبة واقعا أكثر قتامة عما كان، ما يرجح أن المسؤول على الجامعة، يجسد اليوم نموذج آخر شاهد لاستمرارية المرفق والإدارة وتطبيق المقولة “كم حاجة قضيناها بتركها”.

الرجل اختار سياسة “حزموني ورزموني ولا تعولو علي”، حيث حاول في كل مرة ترحيل المشاكل التي تعيش على وقعها الجامعة إلى عدم تفاعل عدد من المؤسسات معه وعدم تدخلها لمده بالمال من أجل بلورة أفكاره التي لا تتجاوز تزفيت الأرض أو إعادة ترميم مراحيض الجامعة، أما البحث العلمي، الذي عين من أجله، فذلك الأمر هو آخر اهتمامته.

إنها حالة من الترقب، من الجمود، ومن الانتظارية القاتلة تعيشها كل دواليب جامعة الحسن الأول، فطلبة الجامعة، كانوا ينتظرون من رئيس الجامعة أن “يخوض معركة تنموية” من أجل تنفيذ الالتزامات، لكن هل كان وقته يسمح؟ بل هل الأمر في الأساس يشكل أولوية في رزمانته الزمنية؟ الجواب طبعا لا.

ليعذرنا خنوعنا لتقليب المواجع على هذا المسؤول، والنبش في انجازاته، فلا شيء أنجز ولا شيء تحقق اللهم أعمال بروتوكولية، وكذا المصادقة بطريقة ميكانيكية على الميزانية في مشاريع ولدت معظمها معاقة مع احترامي لذوي الاحتياجات الخاصة.

اليوم، رئيس جامعة الحسن الأول بسطات، قاد بشكل أو آخر المؤسسة بطريقة “كعكة القرن”، بحيث حول الجامعة إلى ورش بناء، لينزع عنه قبة رجل العلم ويلبس جبة المقاول، وكأنه جاء فقط من أجل تنفيذ أجندة محددة.

اليوم وبعد مرور سنة ونيف، يمكن القول وبضمير مرتاح أن جامعة سطات في حاجة لربان جديد لقيادة التنمية داخلها، فالرئيس الحالي لم يعد قادرا على ملامسة تطلعات طلبتها التواقة للتعليم الجاد، فطريقة تعامل رئيس جامعة الحسن الأول بسطات لها تفسير واحد أن أصبعه لا يتحرك إلا في الصفقات، أما الجانب العلمي فذلك أمر لا يهمه.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *