سالم عبد الفتاح: استمرار اعتداءات الجيش الجزائري على المدنيين الصحراويين يعكس استهانة واضحة بأرواحهم

في جريمة مأساوية هزت مخيمات تندوف، صباح أول أمس الثلاثاء، قصفت طائرة جزائرية، مجموعة من الصحراويين العزل في منطقة أكيدي، بالقرب من مخيمات تندوف، وبالتحديد مخيم الداخلة، مما تسبب في مقتل ثلاثة أشخاص، وإصابة آخرين.

محاولة لتأمين سبل العيش في تندوف

وفي هذا الصدد، كشف منتدى “فورساتين”، عن سقوط ضحايا، بينهم مجيدي ولد ادة ولد ابراهيم ولد احميم، والبوهالي ولد حيداس، إضافة إلى طفل أزوادي، جراء الهجوم الذي نفذته طائرة جزائرية.

وأوضح منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي بمخيمات تندوف، أن الضحايا كانوا ينتمون إلى مجموعات تنقيب عن الذهب في المنطقة، في محاولة لتأمين سبل العيش، والتغلب على الظروف الصعبة في المخيمات.

كما أشار المصدر ذاته، إلى أن المنطقة تعاني من انتشار البطالة والتضييق الأمني الجزائري، بالإضافة إلى حصار من جانب ميليشيات جبهة البوليساريو، التي تمنع التنقل خارج المخيمات بدون تصريح، وحصار آخر من القوات الجزائرية التي تحاصر المخيمات من كل جانب.

وأكد “فورساتين”، على أن التضييق على الصحراويين زاد في السنوات الأخيرة، مما دفعهم إلى البحث عن وسائل بديلة، مثل التهريب، والتنقيب عن الذهب، لكن الجيش الجزائري كان دائما ملاحقا لهم، مما أدى إلى مقتل العديد من الشباب الصحراويين.

وأبرز المنتدى، أن عصابة البوليساريو، تحاول إرغام أتباعها على الصمت بشأن القتل الممنهج الذي يمارسه النظام الجزائري ضد الشباب الصحراويين، حتى الأقارب والمعارف يتجنبون ذكر أسباب الوفاة أو المسؤول عنها، خوفا على أنفسهم.

توالي جرائم القتل استهانة واضحة بأرواح الصحراويين

وتعليقا على الموضوع، اعتبر محمد سالم عبد الفتاح، رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، أن استمرار اعتداءات الجيش الجزائري على المدنيين الصحراويين، يعكس استهانة واضحة بأرواحهم واحتقارا لهم. “لكن الهجوم الأخير كان مختلفا بتمديده لعدة ساعات، واستخدامه لعدة أنواع من الأسلحة، بما في ذلك الطائرات المسيرة، والقذائف الجوية، والرشاشات، مما يظهر تعمد الجيش الجزائري، استهداف صحراويين غير مهددين لهم أو لعناصرهم”.

وأوضح سالم عبد الفتاح، في تصريح لـ”بلادنا24“، أن “الهجوم شمل مناطق استراحة المنقبين ومواقع التنقيب، وحتى الأماكن التي لجأوا إليها للفرار، وكان الأخطر هو قصف المصابين أثناء محاولتهم الحصول على الإغاثة”. وهو ما يدل، يضيف المتحدث على “إصرار وتعمد الجيش الجزائري على إرهاب سكان مخيمات تندوف”.

وأشار الناشط الصحراوي، إلى أن “البوليساريو لا تملك القدرة على مواجهة الجزائر، فهي في النهاية نتاج جزائري، وكيان يستخدم لتحقيق أهداف الجزائر الخاصة”، وفق تعبيره.

الكشف عن زيف شعارات البوليساريو والجزائر

كما اعتبر المتحدث، أن “شعارات البوليساريو، التي تدعي أنها الممثل الشرعي والوحيد للصحراويين، قد تم كشف زيفها، وينطبق الأمر نفسه على قصر المرادية، الذي يدعي دعمه للشعوب وعلاقتها بالصحراويين تحت شعار تقرير المصير”.

وشدد المحلل السياسي، على أنه “يجب على الجزائر توضيح طبيعة علاقتها مع من تسميهم لاجئين، وعليها أن توفر لهم الحماية والسبل القانونية وضمان حقوقهم الاقتصادية والاجتماعية”.

وأبرز سالم عبد الفتاح، أن “التقارير لا تكتفي بالحديث عن الانتهاكات المستمرة، بل تشير أيضا إلى الاحتقان الشديد الناتج عن غياب الأمن، وانتشار عصابات الجريمة المنظمة، والفكر الديني المتطرف، بالإضافة إلى الوضع الاجتماعي المتردي هناك”.

وأشار المتحدث في تصريحه، إلى الاحتجاجات الواسعة ذات الطابع القبلي، والتي شملت اقتحام مباني ومقرات قيادة البوليساريو. مردفا أن “ما يدفع الشباب في مخيمات تندوف، إلى الانخراط في أنشطة، مثل تهريب المحروقات، والتنقيب عن الذهب، هو التضييق، ومصادرة حقوقهم الناتجة عن وضعهم كلاجئين”.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *