خروج أولياء التلاميذ إلى الشارع للاحتجاج.. من يتحمل المسؤولية؟

للأسبوع الثاني على التوالي، وجد الكثير من التلاميذ أنفسهم خارج حجرات الدرس، بسبب إضرابات الأساتذة المطالبة بتعديل النظام الأساسي المنشور قبل أسابيع بالجريدة الرسمية، بما يحقق لهم العديد من المطالب، وعلى رأسها الرفع من أجورهم، أسوة بفئات داخل القطاع محسوبة على الإدارة والتأطير التربوي.

وأمام هذا الوضع، لم يجد العديد من آباء وأمهات التلاميذ المحرومين من حقهم في التعلم، بسبب إضرابات الأساتذة، بمدن مختلفة، من حل، سوى الاحتجاج أمام المؤسسات التعليمية، أو خوض مسيرات احتجاجية تطالب المسؤولين على القطاع، بالتدخل لإيجاد الحلول القادرة على إرجاع فلذات أكبادهم إلى مقاعد الدراسة.

وعن هذا الموضوع، قال علي فناش، نائب رئيس الفيدرالية الوطنية لجمعيات آباء وأمهات وأولياء التلامذة بالمغرب، مكلف بالإعلام والتواصل، إن “خروج الآباء للاحتجاج يعني أن القاعدة تضررت، وأن الوضع في الساحة التعليمية متدهور للغاية، ويجب معالجة الخلل. ومن جهة ثانية، هو تعبير عن وصول التنظيمات والهيئات الممثلة للآباء إلى الباب المسدود في الحوارات واللقاءات التي تجريها مع القطاع المعني. وبناء على هذا المعطى، فمشكل هذه التوقفات الجماعية عن العمل يجب معالجته في ارتباط مع باقي الملفات العالقة التي قد تحرك هذه الإضرابات من وقت لآخر”.

وأوضح فناش، في تصريح لـ”بلادنا24“، أن “هذه المعالجة يجب أن تكون شمولية، ولا تترك أي ثغرة أو نقطة لتطفو من جديد. لا أحد يجهل هذه الملفات المطروحة، والتي تسبب هذه المشاكل في منظومتنا التعليمية، ولا أرى أن التعاطي معها بالتقسيط مفيد أو مقبول، إذا كانت الحكومة فعلا تسعى لترسيخ مفهوم الدولة الاجتماعية. وأعتقد جازما أن هناك خلل في التواصل أو في التشخيص السليم، وقد تبين لنا ذلك من خلال مجموعة من اللقاءات الحوارية بين النقابات والوزارة، والتي أفضت في الأخير إلى نتائج نراها اليوم في الساحة التعليمية”، بحسب قوله.

ويؤشر نزول أولياء التلاميذ إلى الشارع لإسماع صوتهم، بحسب المتحدث، على فشل جميع الجهات المتدخلة في القطاع، معبرا عن ذلك بالقول: “الخروج الى الشارع يعتبر فشلا لكل الأطراف التي لها علاقة بهذا الموضوع، وبمواضيع مرتبطة به، سواء من الوزارة التي تحاور لتحقيق تقدم حسب الخطوط المرسومة من وزارة المالية وميزانية الدولة، أو من النقابات التي أصبحت تبحث عن تحقيق مكاسب ولو جزئية للحفاظ على مكانتها المهددة بفعل تناسل التنسيقيات، أو من الهيئات الممثلة الآباء التي لا تملك إلا الترافع وإثارة الانتباه بمواضيع شائكة، في غياب أي دعم من الدولة، وهذا ما يجعلها أحيانا تستغل لتأثيث لقاءات القطاعات المعنية”، على حد تعبيره.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *