الذهب الأولمبي للمغرب.. حصيلة محتشمة تكسر الاستثناء بين الفينة والأخرى

شهدت العديد من دورات الألعاب الأولمبية، تتويج الرياضيين المغاربة بمختلف الميداليات، لكن تبقى الميدالية الذهبية لها طعم خاص. لذلك هناك بعض من نال شرف معانقة الذهب الأولمبي.

سنتعرف في هذا التقرير، على الأسماء التي تمكنت من منح المغرب هذا الشرف.

نوال المتوكل وسعيد عويطة كتبا التاريخ

كانت نسخة أولمبياد 1984 بمدينة لوس أنجلوس الأمريكية، بمثابة فأل خير على الرياضية المغربية، حيث استطاع الثنائي، نوال المتوكل، وسعيد عويطة، منح المغرب ميداليتين ذهبيتين. وحدث هذا الأمر للمرة الأولى في تاريخ الرياضة المغربية، إضافة إلى أنه منذ نسخة روما 1960، لم يتمكن أي رياضي مغربي من نيل ميدالية، سواء ذهبية، أو فضية، أو برونزية.

نوال المتوكل، نجحت في نيل الذهب الأولمبي بمسابقة 400 متر حواجز، وجاء ذلك بعد تفوقها على الأمريكية جودي براون، صاحبة المركز الثاني، والرومانية كريستينا كوجوكارو، الذي أنهت السباق في المرتبة الثالثة. ولم تكتفي البطلة المغربية بهذا الأمر، بل حققت رقما أولمبيا جديدا، قدره 54.61.

أما سعيد عويطة، فإنه لم يجد أي عناء في حسم سباق 5000 متر لمصلحته، بعد تفوقه على السويسري ماركوس روفيل، الذي حل في المركز الثاني، والبرتغالي أنطونيو ليتاو (المركز الثالث). وقطع عويطة، المسافة في 13 دقيقة، و5 ثواني، و59 جزء من المائة. وبهذا التوقيت، حطم الرقم الأولمبي آنذاك.

إبراهيم بوطيب المفاجأة السارة في دورة سيول

بعد نسخة لوس أنجلوس 1984، التي شهدت ميداليتين ذهبيتين، كان من الطبيعي أن يسير العدائين المغاربة على نفس المنوال. هذه المرة جاء الدور على إبراهيم بوطيب، الذي فاجأ الجميع، من خلال تحقيقه للميدالية الذهبية في مسابقة 10.000 متر، في دورة الألعاب الأولمبية بسيول 1988.

وخطف بوطيب الأنظار، من خلال كونه من أصغر العدائين الذين حققوا ميدالية ذهبية، متفوقا على أسماء كانت آنذاك مرشحة للفوز، من قبيل العداء الإيطالي سالفتوري أنتيبو، والكيني كيبكمبوي كيميلي.

خالد السكاح يقتنص الميدالية الذهبية

يعد خالد السكاح، أحد أبرز العدائين الذي مروا على رياضة ألعاب القوى المغربية، من خلال بصمه على مستويات متميزة، أبرزها ذهبية 10.000 متر، خلال دورة الألعاب الأولمبية ببرشلونة 1992.

ولم تكن مهمة خالد السكاح سهلة، خاصة في ظل تواجد العداء الكيني شيليمو. وكانت منافسة قوية بين العدائين، خاصة في الـ200 متر الأخيرة، خلالها، وظف العداء المغربي كل إمكانياته لكي ينهي السباق في المرتبة الأولى.

وبالرغم من الحدث الغريب الذي رافق ذهبيته الأولمبية، حيث تم انتزاع الميدالية من خالد السكاح لمدة 24 ساعة، بحجة أنه تلقى المساعدة من مواطنه بوطيب، قبل أن تعيد اللجنة الأولمبية الميدالية للبطل المغربي، ويتم إضافتها لإنجازات المملكة في المحفل الأولمبي.

من رحم المعاناة ولدت ذهبية الكروج

لعل متابعي رياضة أم الألعاب، يعرفون أن سعي البطل العالمي، هشام الكروج، وراء تحقيق الذهبية، تواصل لنسختين متتاليتين، وهما أتلانتا 1996، وسيدني 2000. لكن النسختين رافقهما إخفاق في عدم نيل هشام للذهبية، لتأتي نسخة أثينا سنة 2004، بمثابة الفرج، من خلال تحقيق ميداليتين ذهبيتين في مسابقة 1500 متر، و3000 متر.

وبهذا الإنجاز، بات هشام الكروج، أول رياضي مغربي يحقق ذهبيتين في نسخة أولمبية واحدة. كما رفع رصيده للميدالية الأولمبية الثالثة، ليصبح أكثر الرياضين المغاربة تحقيقا للميداليات في العرس الأولمبي.

بعد غياب طويل.. البقالي يهدي المغرب الذهب الأولمبي

لعل فشل الرياضيين المغاربة، بعد نسخة أثينا، في تحقيق الذهب الأولمبي، جعل العديد من المهتمين برياضة أم الألعاب، يتساؤلون عن سبب التراجع المهول والمخيب لرياضة كانت دائما تلعب دور المنقذ في الدورات الأولمبية.

لتأتي دورة طوكيو 2021، وتكسر هذه اللعنة التي أصابت الرياضة المغربية، والفضل يعود للبطل العالمي، سفيان البقالي، الذي تمكن من كسر سيطرة الكينيين على سباق 3000 متر موانع، وتمكن من إهداء المغرب أول ميدالية ذهبية منذ 2004.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *