لا يبدو أن المغرب قد ولج فعليا عالم صناعة التأثير، إذ باستثناء بعض الأسماء، كطه إيسو، وإحسان بنعلوش، ومن على شاكلتهم، فإن باقي من يدعون أنهم “مؤثرين”، مثل ندى حسي، لا يتجاوزون أن يكونوا لاهثين وراء دولارات “يوتيوب”، ولو على حساب شرفهم، وعرضهم، وحياتهم الخاصة.
وبينما تخصص بعض “اليوتيوبرز” في الإثارة الجنسية، وصاروا أقرب إلى تقديم فيديوهات جنسية، تخصص آخرون في فضائحهم الأسرية، من أجل صناعة “البوز”، واحتلال “الطوندونس”، غير آبهين بالطريقة، لينتقل الكثيرون من هؤلاء من الفضائح الأخلاقية والأسرية، إلى السجون كمجرمي انترنت رغبوا في الحصول على المال، فحصلوا على أحكام قضائية.
ندى حسي وعشرة أشهر حبسا
عادت “اليوتوبر” ندى حسي لواجهة الأحداث، بعدما حكمت عليها ابتدائية الخميسات، يوم أمس الخميس، بالحبس عشرة أشهر نافذة، في القضية التي اعتقلت فيها رفقة زوجها السابق، نزار السبتي، فيما حكمت المحكمة على الأخير بسبعة أشهر حبسا نافذا.
وتعود القضية إلى شهر يونيو الماضي، بعدما كانت ندى قد تقدمت بشكاية تتهم فيها شخص كان عشيقا لها ويدعى الزاكي، بأنه قام باختطافها، بتواطئ مع طليقها نزار السبتي، ثم عمد عشيقها إلى اغتصابها. وبعد التحقيق في القضية، اتضح ان حسي والسبتي أرادا الحصول على “البوز”، واستخدما في ذلك العدالة، وقدما معلومات مضللة، ليجري اعتقالهما ومحاكمتهما.
رشيدة الراسي وابنتها.. نشر الغسيل الوسخ
المتتبعين المغاربة لـ”اليوتوبر” رشيدة الراسي وأسرتها الجميلة، لم يعتقدوا يوما أن هذه الأسرة ستتفكك وستتحول إلى التراشق والسباب، وذلك بعد خلاف بين يسرى ابنة رشيدة والأم، حول خطيب يسرى، الذي قالت رشيدة إنه اتضح بكونه نصاب.
اتهام الأم لحقه فيديو للابنة يسرى تهاجم أمها، لينطلق مسلسل السب والشتم والفضح بين رشيدة الراسي ويسرى، لتقول الابنة في أحد الفيديوهات إن أمها تقوم بكل هذا من أجل الحصول على “البوز” والمداخيل فقط، ويستمر مسلسل الفضح والشد والجذب.
فتيحة.. من التبول على المباشر إلى التغوط
يعرف الكثير من المغاربة “اليوتوبر” فتيحة، ليس لأنها تقدم محتوى مفيد، بل لأنها تمعن في تقديم أكثر المحتويات وساخة وعفنا، فبعد أن اشتهرت عقب قيام زوجها بطعنها بسكين، بسبب “فيديوهات يوتيوب”، ثم الإفراج عنه والتمثيل معها في الفيديوهات، أصبحت فتيحة مهووسة بالمشاهدات و”اللايكات”، لتقدم جميع أنواع المشاهد المخلة بالحياء العام، من التبول على نفسها في سطح المنزل وهي تقوم بغسل الأغطية، إلى التغوط في المرحاض وتصوير ذلك على المباشر، حيث جرى اعتقالها، والحكم عليها بالحبس سنتين نافذة.
“مي نعيمة”.. كأس من نجومية العصير الى السجن
“ايوا يا حميد وفين راك تمص تا نتا مصيصة من هذا”، جملة واحدة كانت كفيلة لتقلب حياة “مي نعيمة” من الفقر والأمية إلى النعيم والرخاء. جملة واحدة أوصلت “مي نعيمة” للنجومية، لكن هذه النجومية بدأت تفتر لاحقا، ما جعلها تدخل هوس المشاهدات، وتحاول إيجاد محتوى يجعلها تحتل “الطوندونس”، فلم تجد غير كورونا، حيث خرجت في مقطع فيديو تؤكد أن كورونا إشاعة وكذبة، مطالبة الجميع بعصيان أوامر الدولة، ليجري اعتقالها، والحكم عليها بسنة حبسا.
التأثير المغربي بصيغة الوقاحة
بينما يتجه مصطلح التأثير في عالم الانترنت إلى الجانب الإيجابي في الدول الغربية، حيث أن كبار المؤثرين في أمريكا تجدهم يقدمون محتوى تعليمي او اجتماعي جيد، أو حتى فني ورياضي وثقافي، تتمحور صناعة التأثير في المغرب على ثلاثة محاور، أولها المشاكل والفضائح، ثانيها الجنس والإثارة، ثالثها مواجهة الدولة والمسؤولين وتكذيب أي شيء يقومون به.
وفي حين أن المحور الثالث مطلوب وصحي، لكنه يتوجب أن يحترم الحقيقة، لا أن يستغله المؤثر بالكذب من أجل رفع المشاهدات.
فهل يمكن أن يفكر المشاهد في القضاء على التأثير السلبي والتوجه بالكامل إلى التأثير الإيجابي؟.