مهى فطيري استقبلت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، والمعروفة اختصارًا بـ”اليونسكو”، طلب الترشيح الذي تقدم به المغرب، بهدف تسجيل القفطان، والمهن والتقاليد المرتبطة، به ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي لهذه المنظمة العالمية.
ويُعد هذا الترشيح، خطوة هامة نحو الاعتراف العالمي بالقفطان، كجزء لا يتجزأ من التراث الثقافي المغربي، الذي يستحق الحماية والتقدير الدولي.
ووفقًا للمعطيات المتوفرة على الموقع الرسمي لـ”اليونسكو”، فقد تم تقديم ملف الترشيح الخاص بالقفطان، في شهر مارس الماضي، تحت عنوان “التقاليد والمهارات المرتبطة بفن القفطان”. وقد تضمن مجموعة مفصلة من الوثائق والمعلومات التي تسلط الضوء على تاريخ القفطان في مختلف المناطق المغربية.
ويتناول الملف الذي قدمه المغرب، تفاصيل دقيقة حول القفطان، مشيرًا إلى تطوره وتاريخه الغني، بالإضافة إلى تسليط الضوء على المهن التقليدية التي تسهم في صناعة هذا الزي الفاخر. ويشير الملف إلى براعة الحرفيين المغاربة في إنتاج القفطان، والذي يُعد رمزًا للهوية الوطنية، ويجسد عمق الثقافة المغربية وجمالها.
وتأتي الإجراءات التي اتخذها المغرب، في سياق تعزيز جهوده الحثيثة، لحماية التراث الثقافي الوطني، سواء كان مادياً أو غير مادي، من تهديدات السطو والسرقة. هذه التدابير، تعكس إصرار المغرب على الدفاع عن تراثه الثقافي، أمام التحديات المتزايدة، التي لا سيما تأتي من الجزائر، التي تحاول نسب بعض عناصر التراث المغربي إليها.
وتمثل هذه الآفة، مشكلة متنامية تؤثر على الهوية الثقافية للمملكة، مما يتطلب ردود فعل قوية وفعالة، للحفاظ على الحقائق التاريخية والثقافية للمغرب.
وفي هذا الإطار، قامت وزارة الشباب والثقافة والتواصل، باتخاذ سلسلة من الإجراءات القانونية، لمواجهة محاولات السطو الجزائرية على القفطان المغربي، الذي يعد رمزاً رئيسياً في التراث الوطني، وأصبح هدفاً لمحاولات الجزائر لإدراجه في ملفها الثقافي لدى منظمة “اليونيسكو”. فقامت الوزارة، تحت إشراف الوزير محمد المهدي بنسعيد، بتقديم شكاية رسمية إلى هذه المنظمة الدولية، تطالب فيها بسحب صورة القفطان المغربي من ملف الجزائر.
وتسعى الوزارة من خلال هذه الخطوة، إلى التأكيد على أن التراث الثقافي المغربي، يشكل جزءاً لا يتجزأ من الهوية الوطنية، وأن أي محاولة لنسبه إلى ثقافة أخرى، هي محاولة سطو تفتقر إلى الأسس التاريخية.
