أميمة حدري عرفت المملكة المغربية خلال هذا العام صيفا استثنائيا، حيث غير غالبية المغاربة وجهتهم من مدن الشمال إلى بلدان الخارج لقضاء عطلتهم الصيفية، بحثا عن بدائل أرخص للتمتع بإجازتهم بأقل تكلفة، خاصة في ظل الارتفاع الصارخ لأسعار الخدمات السياحية بالمغرب، التي طالت جل مدن المملكة وأرخت بظلالها على السياحة الداخلية.
وخلال الساعات القليلة الماضية، انتشر مقطع فيديو بشكل واسع على شبكات التواصل الاجتماعي، لأحد المغاربة الذي اختاروا إسبانيا لقضاء العطلة الصيفية، بعيدا عن الغلاء الذي طال خدمات السياحة الداخلية، وهو يوثق طابورا من السيارات التي تحمل علامات ترقيم مغربية في أحد شوارع إسبانيا.
وتفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع شريط الفيديو، مشددين على الحاجة الملحة إلى اتخاذ إجراءات حكومية فعالة للحد من التضخم، ودعم القطاع السياحي المحلي، ومعالجة ظاهرة هجرة العطلات وتأثيرها الضار على الاقتصاد.
بالإضافة إلى ذلك، أشار غالبية النشطاء على الشبكات الاجتماعية، إلى أن تكلفة قضاء العطل في المغرب، أصبحت مرتفعة بالمقارنة مع الوجهات السياحية في أوروبا أو آسيا. لافتين إلى أن بعض أبناء الجالية المغربية في الخارج، قاطعوا قضاء العطلات في المملكة هذا العام، بسبب ارتفاع أسعار تذاكر السفر، والفنادق وتأجير السيارات، والمطاعم.
ومع دخول فصل الصيف، عجت منصات التواصل بصور التقطها بعض السياح الداخليين ومغاربة العالم، توثق أسعار بعض الخدمات التي ارتفعت بشكل صاروخي والتي وصفوها بـ”الفاحشة وغير قانونية”، والتي منها تسعيرة المشروبات في مقاهي المملكة، خاصة مدن الشمال، بحيث وصل سعر كأس عصير البرتقال إلى 55 درهما، وهذه الأثمنة لا تنحصر على مدينة واحدة بل شملت جل مدن المملكة، ناهيك عن الخدمات الأخرى.
يشار في هذا السياق، إلى أن تقرير مجموعة موضوعاتية حديث، أظهر أن أكثر من مليون مغربي اختاروا السفر إلى دول أوروبية خلال عام 2023 لقضاء عطلاتهم السياحية، نتيجة لارتفاع كبير في أسعار الخدمات السياحية في المغرب.
