كيف يحتفل مغاربة المهجر بعيد الأضحى في بلدان إقامتهم بعيدا عن وطنهم الأم؟

يعد عيد الأضحى، من أهم الأعياد في العالم الإسلامي، حيث يحمل معاني دينية وثقافية عميقة، ترتبط بتقاليد الفداء والتضحية. يحتفل المسلمون بهذا العيد، من خلال ذبح الأضاحي، وتوزيع اللحوم على الفقراء والمحتاجين. كما يعتبر مناسبة لتعزيز الروابط الأسرية وصلة الرحم، من خلال التجمعات العائلية والزيارات. ومع ذلك، يواجه مغاربة المهجر، تحديات خاصة في الحفاظ على هذه التقاليد والاحتفالات وهم يعيشون بعيدا عن وطنهم الأم.

بالنسبة للمغاربة المقيمين في الخارج، وخاصة في البلدان غير الإسلامية، مثل فرنسا، تختلف أجواء عيد الأضحى بشكل ملحوظ عن تلك التي اعتادوا عليها في المغرب.

بعيدا عن الأجواء الاحتفالية الجماعية، والأسواق المليئة بالأضاحي، يجد مغاربة المهجر أنفسهم يتكيفون مع بيئة جديدة، تختلف تماما عن تلك التي نشأوا عليها. ورغم ذلك، يحاولون جاهدين نقل روح العيد، والحفاظ على تقاليدهم الخاصة، ولو بأشكال معدلة، تتماشى مع ظروف حياتهم الجديدة.

اختلاف أجواء الأيام التي تسبق العيد

في هذا الصدد، وفي حديثه عن الفرق بين الاحتفال بعيد الأضحى في المغرب، وبين الاحتفال به في فرنسا، أبرز ياسر الحلاوي، وهو واحد من أبناء الجالية المغربية المقيمة بفرنسا، أن هناك اختلاف كبير في أجواء الأيام التي تسبق يوم “عيد الكبير”.

وأضاف ياسر، في حديثه لـ”بلادنا24“، أن المغاربة يبدأون بالتحضير لهذه المناسبة الدينية، أياما قبل حلولها، من خلال سن السكاكين التي سيحتاجونها للنحر، وشراء الأضحية من “الرحبة”، وغيرها من الأمور الضرورية لمرور هذا اليوم بسلاسة.

وتابع المتحدث، بالقول: “قد يظن البعض أن هذه الأجواء عادية، لكن عندما تعيش في بلد غير بلدك الأم، تشعر بالفرق الكبير”.

وفي ذات السياق، لفت الحلاوي، إلى أن الاختلاف يكمن أيضا في الأجواء العائلية والتجمعات وصلة الرحم. مضيفا بالقول: “في المغرب، أول ما أقوم به في صباح يوم العيد، هو الذهاب إلى المصلى لأداء صلاة العيد، ثم أعود لأحيي أحبائي، وأبدأ بعملية الذبح والسلخ، ومن ثم أتناول ما تيسر”. وفي عشية العيد، يضيف المتحدث، أنه يتوجه لزيارة الأقارب وصلة الرحم.

أما في فرنسا، يؤكد المتحدث، تختلف الأمور بشكل ملحوظ. “فالناس يشترون أضحيتهم من الجزار مباشرة، ومن الممكن أن لا يروها حتى تصل إلى منازلهم، مما يغير كثيرا من أجواء العيد التقليدية، حيث لا يتم الذبح أو (تشويط الرأس) بأنفسهم”.

صلاة العيد في المهجر

ورغم هذا الاختلاف، أشار المتحدث ذاته، إلى أن صلاة العيد ممكنة في فرنسا. بحيث يستيقظ في الصباح، ويرتدي ملابسه، ويتوجه إلى المسجد، ويلتقي هناك مع أفراد الجالية المغربية والعربية المسلمة، مما يوفر له شعورا بالانتماء والاحتفال الجماعي.

وأضاف المتحدث، أنه كونه إنسانا متزوجا، يحرص على تناول الأطعمة المغربية التقليدية، والتي تعد خصيصا في هذه المناسبة، مثل “بولفاف”، “الدوارة أو التقلية”، الكسكس المغربي، و”تحمير الضلعة”.

وأبرز ياسر في حديثه مع “بلادنا24“، أن عيد الأضحى في المهجر، قد يكون صعبا جدا بالنسبة للمغاربة المقيمين بمفردهم، الذين قد لا يشترون الأضحية، بل يكتفون بشراء اللحم والكبد فقط من الجزار.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *