فنانون مغاربة يحتكرون المهرجانات الصيفية

استهلت العديد من المهرجانات الوطنية الصيفية، بمختلف المدن، الإعلان عن برمجتها الرسمية للسهرات الفنية، ومعها يعود “احتكار” بعض الأسماء المغربية، للقوائم الأولى بتوالي الفعاليات، في تهميش صريح لعدد من الفنانين الآخرين، على حد تعبير فئة عريضة من النشطاء.

وفي السنوات الأخيرة، أصبحت مشاركة الفنانين في المهرجانات الوطنية، موضوعًا مثيرًا للجدل، حيث تتكرر بعض الأسماء الفنية ذاتها بشكل ملحوظ، عبر عدد من الفعاليات، وهو الأمر الذي أثار موجة واسعة من الانتقادات، التي تتمحور عامة حول “الاحتكار”، حيث يتم استبعاد بعض الفنانين، وتفضيل آخرين بشكل منتظم ودوري.

فعلى سبيل المثال، في الدورة العشرين من مهرجان الشواطئ، يشهد تكرار مشاركة الأسماء، مثل الدوزي، وبلقيس، والستاتي، ونجاة عتابو، وسعيدة شرف، وموتشي، وإكرام العبدية، والصنهاجي، ومسلم، وموس ماهر، وأمنيكس، الذين سبق لهم جميعًا المشاركة في مهرجان “موازين”.

سماسرة يعيدون نفس الأسماء الفنية

وتعكس هذه المشاهدات، توجهًا نحو تسييس الاختيارات الفنية، حيث يقول بعض المهتمين، بالوسط الفني، أن هناك سماسرة يؤثرون على سوق الفن، ويتفاوضون بشأن مشاركة الفنانين في الفعاليات الفنية. هذا التدخل يمكن أن يؤدي إلى تحديد الأسماء المشاركة، وفقًا لاعتبارات تجارية أو شخصية، مما يؤثر بشكل كبير على تنوع وجودة البرمجة الفنية.

ولا يقتصر الأمر على ذلك فقط، بل يمكن أن يشمل أيضًا طرقًا لتعيين أجور غير متناسبة للفنانين، حيث يمكن أن يتلقى بعضهم أجورًا زهيدة جدًا، في حين يطالب آخرون بأجور باهظة. هذا التفاوت في الأجور، يعكس عادة محاولات بعض الجهات للتحكم في السوق الفني وتقليل التكاليف.

تنديد مستمر بالتهميش

وتواصل فئة عريضة من الفنانين المغاربة، التأكيد على انزعاجها من التهميش المتواصل، وحرمانهم من حضور وتسجيل انتعاشة فنية صيفية في مختلف المهرجانات الفنية الكبرى، سواء في تدوينات على منصة “انستغرام”، أو حتى في خرجاتهم الإعلامية.

وهكذا، تعتبر هذه الأوضاع مصدر قلق للعديد من الفنانين الذين يرون أنهم يتعرضون للإقصاء والتهميش، حيث يعتقدون أن هناك جهات تحاول التحكم في حضورهم، وتفرض اختياراتها، من خلال مجموعة من المقربين منها. هذه الاتهامات تلقي بظلالها على شفافية وعدالة عملية اختيار الفنانين في المهرجانات، وتلزم بإعادة النظر في معايير الاختيار والتفاوض لضمان التنوع والعدالة داخل المجال الفني.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *