خطوة أحادية من الحكومة تعيد إضراب طلبة الطب إلى نقطة الصفر

بعد أن بدأت تلوح في الأفق، بوادر انفراج الأزمة، قرر اللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة، مواصلة مقاطعة الامتحانات المبرمجة، والتي من المقرر أن تبدأ يوم غد الأربعاء. مؤكدة سعي الحكومة نحو فرض سنة بيضاء على طلبة كليات الطب.

وفي بيان صادر عن اللجنة الوطنية، توصلت “بلادنا24” بنسخة منه، لفت طلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة، إلى تفاصيل الاجتماع الذي عقد الأسبوع الماضي مع ممثلين عن الحكومة، بحضور وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عبد اللطيف ميراوي، وزير الصحة والحماية الاجتماعية، خالد آيت طالب، والناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس.

وتابع ذات المصدر، بالقول: “وفي الوقت الذي كنا نمني النفس للتوصل بأجوبة شافية للتساؤلات التي طرحها الطلبة خلال الجموع العامة، والتي بلغناها بأمانة عبر الوساطة الحكومية، فإذا بنا نتفاجأ بخطوة أحادية أخلت بالتزاماتنا المشتركة. تتمثل في إعادة برمجة الامتحانات مباشرة بعد عيد الأضحى، في استغلال صريح لتضارب آراء الطلبة، ومحاولة لشق الصف الداخلي الذي لم يعرف إلا الوحدة والصمود”.

وأضاف ذات البيان، أن “مخرجات الاجتماع لم تلب نطلعات الطلبة”. مشيرا إلى وجود “تراجع كبير عما تم الاتفاق عليه مسبقا كأرضية للعمل المشترك”. وعبروا عن استغرابهم من “عرض مقترح لا يدرج في محضر اتفاق رسمي”. متسائلين عن “دوافع التماطل والتأجيل الطويل الذي يؤجج أزمتهم، وهل هناك تضارب في الرؤى يضر بمصلحتهم كطلبة”.

واتهمت اللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة، الحكومة، بمحاولتها “فرض سيناريو السنة البيضاء بقرار سياسي”. محذرة من الآثار السلبية الكبيرة لهذا الخيار على البلاد وعلى مستقبل مشروع إصلاح المنظومة الصحية، التي تعتمد بشكل أساسي على التعليم الطبي والصيدلي. معربة عن قلقها العميق بشأن الصحة النفسية لأكثر من 25 ألف طالب وأسرهم.

وشدد الطلبة في بيانهم، على أن مطالبهم تتعلق بـ”الأمور الأكاديمية بشكل خال تماما من التسييس”. معربين عن شكوكهم حول نوايا الحكومة الحقيقية في إدارة هذا الملف، متسائلين: “هل هو البحث عن حل ترقيعي ينأى عن إرادة حقيقية لحلحة الأزمة ولو كلف ذلك خسارة جيل بأكمله من خيرة أبناء الوطن والدفع بهم للهجرة القسرية؟ أم تكريس الحقد واليأس في صفوف الطلبة بغية اجتثاث النضال الطلابي؟”.

وبناء على الجموع العامة التقريرية، واستمارات التصويت الإلكترونية، أعلنت اللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة، استمرارها في مقاطعة جميع الأنشطة الأكاديمية، بما في ذلك الامتحانات والتدريبات الاستشفائية والدروس النظرية والتطبيقية.

وفي الوقت الذي حددت فيه الحكومة، غدا الأربعاء، موعدا لإجراء الامتحانات في كليات الطب، قرر الطلبة إطلاق حملة وطنية، تزامنا مع المقاطعة، تحت شعار “مواجهة السياسات السلبية بالمواطنة الإيجابية”، تتضمن الحملة مبادرات للتبرع بالدم، ومبادرات لتنظيف الشواطئ، والحدائق العمومية.

بالإضافة إلى ذلك، قررت اللجنة “تنظيم حصص دعم عن بعد وطنية، يشرف عليها الطلبة كمثال إضافي على روح التآزر والتعاون الطلابي بهدف استدراك الدراسة في ظل اللامبالاة بضياع الزمن الجامعي من طرف باقي المتدخلين”، إلى جانب “تأسيس خليات استماع بمشاركة أطباء نفسيين، لتجاوز الضرر النفسي، إثر التطورات الأخيرة على الطلبة وذويهم، بعد كل ما تعرضوا له من حملات ترهيب وتضييق”، على حد تعبيرهم.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *