من يكون حسن كعبية ورقة إسرائيل لـ”بث الروح” في بعثتها الدبلوماسية بالمغرب؟ (بورتريه)

في ظل استمرار الاحتجاجات المتصاعدة في المغرب ضد إسرائيل، أعلن حسن كعبية، المتحدث السابق باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية باللغة العربية، عن تعيينه في منصب دبلوماسي جديد، بمكتب الاتصال الإسرائيلي في العاصمة الرباط. هذا الإعلان، جاء من كعبية نفسه، عبر تصريحات إعلامية، أوضح من خلالها أنه سيبدأ مهامه الجديدة في المكتب، اعتبارا من بداية شتنبر.

اللافت أن هذا التعيين، لم يتم الإعلان عنه رسميا، من قبل أي جهة رسمية إسرائيلية، سواء كانت وزارة الخارجية، أو الحكومة. بل إن الإعلان جاء على لسان كعبية، بعد يوم واحد من إعلان مغادرته لمنصبه كمتحدث رسمي باللغة العربية باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية. موضحا أنه سيباشر منصبا دبلوماسيا جديدا، ولكن هذه المرة سيكون خارج البلاد.

أزيد من عقدين من الزمن في خدمة جيش الاحتلال

حسن كعبية، رجل في الخمسينيات من عمره، ولد في شمال إسرائيل، ويدعي أنه “مسلم”. بعد إتمام دراسته الإعدادية في مسقط رأسه، انتقل لإكمال تعليمه الثانوي في مدينة الناصرة. ثم قرر التخصص في مجال العلوم السياسية وتاريخ الشرق الأوسط، حيث التحق بجامعة حيفا لإكمال دراسته العليا.

فيما يتعلق بخدمته العسكرية، فقد انخرط كعيبة في صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي، وقضى في الخدمة ما يقارب عقدين من الزمن. لم تكن فترة خدمته قصيرة أو عابرة، بل شملت اجتياحات عسكرية، وانتفاضات مختلفة.

لسان إسرائيل ناطق بالعربية

في عام 2002، انتقل حسن كعبية إلى وزارة الخارجية، وتولى منصب مستشار لشؤون الشرق الأوسط. في هذا المنصب، كان دوره في تعزيز العلاقات بين إسرائيل والدول العربية. إذ عمل على تنظيم رحلات لمجموعة من المسؤولين والصحافيين العرب إلى إسرائيل. وخلال هذه الزيارات، كان كعبية، شخصيا، حاضرا في حفلات استقبال هؤلاء الزوار، الذين كانوا يأتون إلى إسرائيل بسرية تامة.

بعد خمس سنوات من العمل الدبلوماسي، تم تعيين كعبية قنصلا لإسرائيل في الإسكندرية بمصر. كان هذا التعيين بمثابة خطوة غير مسبوقة في تاريخ الدبلوماسية الإسرائيلية، حيث كانت أول مرة يتم فيها توظيف مواطنين “مسلمين” يحملون الجنسية الإسرائيلية، ضمن البعثات الدبلوماسية الإسرائيلية. وكانت هذه الخطوة جزءا من محاولة إسرائيل لتجاوز “الحصار الشعبي” الذي كان يواجه دبلوماسييها في الدول العربية، وهو الحصار الذي استمر رغم وجود تطبيع رسمي للعلاقات.

أثار تعيين كعبية قنصلا لإسرائيل في الإسكندرية، ردود فعل ملحوظة بين المسؤولين العرب، الذين رأوا فيه خطوة دبلوماسية تهدف إلى استغلال وجود مسلمين يحملون الجنسية الإسرائيلية في بعثاتها الدبلوماسية. كان هذا التعيين بمثابة تجربة جديدة من نوعها بالنسبة لإسرائيل، الهدف منها محاولة كسر العزلة الشعبية المفروضة عليها، والتي تعيق تطبيع العلاقات على جميع الأصعدة مع الشعوب العربية.

عندما تم تعيين كعبية، فوجئ المصريون بأن القنصل الجديد، الذي يدعى حسن، هو مسلم، وقام بزيارة عدة مواقع دينية وأثرية، أبرزها زيارته لمسجد المرسي أبو العباس، أربع مرات، خلال أسبوع واحد، حيث شوهد وهو يؤدي صلاة العشاء. وبعد الصلاة، حاول كعبية التفاعل مع بعض المصلين، والتعريف بنفسه، لكن أحد الشخصيات البارزة في المدينة، نصحه بأداء الصلاة في مكتبه بالقنصلية، لتجنب أي مواقف محرجة قد يواجهها من قبل رواد المسجد.

وجه تراهن عليه إسرائيل

طوال ثماني سنوات قضاها حسن كعبية في منصبه، ناطقا رسميا باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية باللغة العربية، حاول بشكل مكثف التقرب من المغاربة، و”تحسين العلاقات بين إسرائيل والمغرب”.

علاوة على ذلك، تولى حسن كعبية مهمة تهدئة الأوضاع، عندما عرض رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، خريطة المغرب مبتورة من صحرائه، خلال حوار تلفزيوني، مما أثار غضبا شعبيا واسعا في المغرب. وفي محاولة لتخفيف هذا الغضب، روج كعبية أن ما حدث كان “خطأ غير مقصود”، في محاولة لتقليل حدة الغضب الشعبي وإخماده.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *