كيفية غسل الجنابة عند المرأة .. وهل يجب فك ضفائر الشعر؟

هناك الكثير من الأسئلة التي يمكن إدراجها دينيا، تشكل عند المرأة الشيء الكثير من الحرج والشك، لذلك تعج محركات البحث في كثير من الأحيان بالأئلة التي تطرحها النساء حول العالم، تساؤلا عن طرق وتفاصيل تأدية بعض الأشياء الخاصة التي يصعب عليها استشارة الغريب فيها، ولعل أبرز هذه المواضيع هي تلك التي تتعلق بكيفية غسل الجنابة عند المرأة، لذلك سنقدم لكم في المقال التالي كل تفاصيل هذا الموضوع.

اغتسال المرأة في الاسلام

الاغتسال من الحيض والنفاس والجنابة شيء أساسي في الشرع الإسلامي، حيث تتشابه خصائص وطرق الاغتسال في هذه الحالات، حيث تتضمن بعض الأحاديث النبوية التي توضح إجراءات الاغتسال الواجبة للمرأة وكيفية تنفيذها.

ومن بين هذه الأحاديث، نجد حديث للسيدة عائشة رضي الله عنها الذي يقول: “دخلت أسماء على رسول الله صلى الله عليه وسلم وسألته: يا رسول الله، كيف تتطهر أحدنا بعد الحيض؟ فقال: تأخذ سدرًا وماءًا وتتوضأ، ثم تغسل رأسها وتدلكه حتى يصل الماء إلى أصول شعرها، ثم تفيض على جسدها، وتأخذ فرصتها وتطهر بها”.

وفي سياق الحديث، طرحت عائشة سؤالًا آخر: “كيف أتطهر بالفرصة؟” فقالت عائشة: “تتبعي أثار الدم”.

وتشدد هذه الأحاديث على أن الاغتسال بعد الحيض أو حتى الجنابة يشتمل على خطوات محددة تحتاج إلى اتباعها بعناية، حيث حرصت السيدة عائشة رضي الله عنها على تعليم نساء الإسلام العديد من العادات والحلول التوضيحية للكثير من المواضيع التي تخص المرأة المسلمة في حياتها الشخصية.

وتتجلى أهمية هذه الأحاديث بشكل عام، في تقديم توجيهات دقيقة للمرأة المسلمة بشأن الاغتسال من الحيض، النفاس والجنابة، وتعزز الوعي الشرعي والثقافة الصحية لدى النساء.

كما وتساهم هذه الأحاديث في تعزيز النظافة الشخصية والصحة العامة للمجتمع، وتعكس الاهتمام الإسلامي بالنظافة والطهارة الشخصية كجزء من العبادة والحياة اليومية.

كيفية غسل الجنابة عند المرأة

كثيرة هي الأسئلة التي تعج محركات البحث يوميا تنقيبا عن إجابة كاملة لموضوع كيفية غسل الجنابة عند المرأة، وكما يعلم الكل فإن سيرة النبوية والقرآن الكريم قدم لنساء أمته أمر ضرورة الحرص على الطهارة والنظافة في أي وقت حين، خاصة عند حدوث بعض الأشياء التي قد تحيل فرض في نجاسة قد تمنعه فرصة القيام بباقي عباداته الدينية الأخرى.

في موضوع الاغتسال من الجنابة، يذكر أن هناك العديد من الخطوات التي يجب اتباعها كفريضة أساسية على كل امرأة، أي أنه لا يمكن الغسل دونها، وهناك أيضا بعض الخطوات المستحبة، أي أن الغسل صحيح ولكن أداؤها يزيد من الأجر والثواب.

وقد تنوعت آراء الفقهاء بشأن ما فرض في الاغتسال وما هو مستحب، وأيضا في عدد الفروض المطلوبة، ففي المذهب الحنفي والحنبلي، يعتبر الاغتسال مكونا من إحدى عشرة فرضا، في حين أن المذهب المالكي يعتبره خمس فروض، ويعتبره المذهب الشافعي ثلاثة فروض فقط.

ومع ذلك، اتفق العلماء جميعا على أن الاغتسال يعتبر لاغيا بدون تحقيق ثلاثة أمور، أولها النية وإزالة النجاسة وتعميم الماء على جميع أجزاء الجسد، وبالتالي، فهذه الثلاثة أمور هي الفروض المتفق عليها بين العلماء ويجب أن تتوافر ليكون الاغتسال صحيحا.

وبالنسبة لطريقة الغسل من الجنابة للمرأة، تبدأ المرأة بإزالة أي نجاسة إذا وجدت، فعلى سبيل المثال في حالة الحيض والنفاس، تتبع المرأة أثار الدم إن وجدت وتقوم بإزالتها باستخدام الماء أو ما يشابهه.

وبعد ذلك، تقوم بتعميم الماء الطاهر على جميع أجزاء جسدها بما في ذلك البشرة والشع، وفي حالة صعوبة وصول الماء إلى بعض المناطق، ينبغي للمرأة تدليك تلك الأماكن بلطف مع استخدام اليدين أو أي وسيلة أخرى، حتى يتأكد من وصول الماء إلى تلك المناطق، وإذا بقي جزء صغير حتى لو كان بسيطا من الجسم لم يصله الماء، فإن الاغتسال لا يكتمل ويجب استكماله.

ويجب أن تتضمن طريقة اغتسال المرأة، مضمضة الفم واستنشاق الماء، وهذا هو الرأي المشترك للمذاهب الحنفية والحنبلية، أما في المذاهب الشافعية والمالكية، فتعتبر المضمضة والاستنشاق سننًا مستحبة في الغُسل، ومع ذلك فإن النية مطلوبة في جميع الحالات، سواء كانت نية غسل ذاته أو رفع الحدث الأكبر أو استباحة ما يتطلب الاغتسال مثل الصلاة والطواف، لذلك يجب أن تتم النية في القلب.

هناك بعض الأمور الإضافية التي يجب مراعاتها أيضا وفقا للمذهب المالكي، حيث يجب القيام بالدلك والموالاة والترتيب أثناء الاغتسال، فالدلك يشير إلى تمرير اليد على العضو أثناء غسله، والموالاة تعني تتبعا مستمرا في غسل الأعضاء دون فواصل زمنية طويلة تؤدي إلى جفاف الجلد، وأما الترتيب فيعني ترتيب غسل الأعضاء واتباع تسلسل معين.

باختصار، الاغتسال من الجنابة للمرأة يتطلب إزالة النجاسة (إذا وجدت)، تعميم الماء على جميع أجزاء الجسد بالتدليك، والقيام بالمضمضة والاستنشاق، حيث يجب أن تتم النية في القلب، كما ويفضل القيام بالدلك والموالاة والترتيب وفقا للمذهب المالكي، حيث يجب الانتباه إلى أن هذه الأمور الإضافية ليست فرضا مطلقة، ولكنها تعتبر سننا مستحبة تزيد من كمية الأجر والثواب.

ويجب أن يتم الاغتسال من الجنابة عند المرأة بدقة واهتمام، وأن تتبع الخطوات المطلوبة بعناية لضمان صحة الاغتسال واكتماله، كما ويجب أن يتم الالتزام بالنية وإزالة النجاسة وتعميم الماء على كل جزء من جسد المرأة.

الأعمال المحرم فعلها على الجنب

وبعد التعرف على كيفية اغتسال المرأة من الجنابة، هناك عدد من الأعمال المحظورة للجنب نساء وجالا، ومن بين هذه الأعمال نذكر لكم التالي:

  1. أداء الصلوات بأي شكل من الأشكال، بما في ذلك سجدة التلاوة، حيث يأمر الله تعالى في القرآن بالتطهر قبل الصلاة: “وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا”.
  2. قطع الطواف حول الكعبة المشرفة، حتى لو كان الطواف تطوعا أو نفلا، وذلك لأن الطواف يُعتبر جزءًا من الصلاة.
  3. لمس القرآن الكريم، حيث يقول الله تعالى: “لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ”.
  4. قراءة القرآن الكريم وتلاوته، وجمهور المذاهب الأربعة يرون أنه يجب أن يكون الجنب متطهرًا للقراءة، ومع ذلك، إذا كان القصد من القراءة هو الدعاء أو التسبيح أو التذكر أو التعلم، فإنه يجوز للجنب القيام بذلك، ومن الأمثلة على الدعاء قول الله تعالى عندما ينوي السفر: “سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَـذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ”، وتكرار قوله تعالى: “إِنَّا لِلَّـهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ” عندما يصاب المسلم بمصيبة خاصة مثل الموت، ومن أمثلة التذكر تلاوة سورة الإخلاص وآية الكرسي.
  5. دخول المسجد والاعتكاف فيه، أما المرور بجانب المسجد، فهو مسموح به وفقا للشافعية والحنابلة، وأما عند الحنفية والمالكية، فإنهما يحظران المرور بجانب المسجد إلا إذا تم تيمم الجنابة، ويستدلون على ذلك من قول الله تعالى: “وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ”.
  6. حمل القرآن الكريم، ما لم يكن هناك ضرورة ملحة لذلك، ومن الضرورات المشروعة لحمل القرآن: حمله في الأمتعة عند السفر، عندما يكون الهدف هو حمل الأمتعة، أو خوفًا على القرآن من السرقة، أو خوفًا من أن يتعرض للنجاسة أو غيرها من التلوثات.

الأعمال المستحب فعلها على الجنب

وغير بعيد عما سبق فهناك بعض الأعمال التي يستحب ويباح للشخص الجنب القيام بها، وتشمل ما يلي:

  1. ذكر الله عز وجل وتسبيحه، وحمده، والتوجه إليه بالدعاء، وفي إحدى روايات السيدة عائشة -رضي الله عنها- ذُكِرَ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يذكر الله في جميع الأوقات.
  2. غسل الفرج وأداء الوضوء كما يفعل الشخص المتوضئ للصلاة، وذلك إذا كان المسلم يرغب في تناول الطعام أو الشراب، أو النوم، أو إعادة ممارسة الجماع مرة أخرى، وهذا هو رأي الجمهور من الشافعية والحنابلة والمالكية.
  3. الاستيقاظ صائمًا في الصباح قبل الاغتسال، يستحب للمسلم أن يبقى صائمًا قبل الاغتسال الصباحي.
  4. إلقاء الخطبة في يوم الجمعة، يُباح للشخص الجنب أن يلقي الخطبة في يوم الجمعة، ولكنها تُكره عند المالكية، وتكون جائزة وفقًا للحنفية، وهناك رأي يمنعها عند الشافعية والحنابلة، ويرى ابن قدامة أنها محظورة، بينما هناك رأي آخر يسمح بها لدى الشافعية والحنابلة، وذلك لأن الطهارة من الجنابة شرط لصحة الخطبة.

يجب أن يلاحظ أن الأعمال المستحبة للجنب تختلف بين المذاهب الفقهية المختلفة، وبعضها قد يُفضل أو يكره عند بعض المذاهب.

الأسئلة الشائعة

هل يجوز مسح الشعر في غسل الجنابة للمراة خوفا من المرض؟

أجمع العلماء في الاجابة على هذا السؤال، بأن لا يجوز للمرأة مسح شعرها في الغسل فتكتفي بذلك دون الغسل.

هل يجب فك ضفائر الشعر عند اغتسال المرأة من الجنابة؟

لا يجب على المرأة ذات الضفائر حل ضفائرها، بل يكفيها صب الماء على الشعر وتعميمه به مع تدليك فروة الرأس .

كيف تغتسل من الجنابة بدون استحمام؟

في حالة عدم وجود الماء، يكفي المجنب أن يقوم بالتيمم.
اقراي ايضا:
تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *