التسمم الغذائي.. قنبلة موقوتة تهدد حياة الأشخاص خلال فصل الصيف

خلال فصل الصيف، يعد التسمم الغذائي، من المشاكل الصحية الشائعة، مثلها مثل ضربات الشمس، ولدغات العقارب، والحشرات. وفي الآونة الأخيرة، انتشرت أنباء عن تسممات جماعية، آخرها في تزنيت، حيث أدى تناول الوجبات في محل للأكلات السريعة، إلى إصابة عشرات الأشخاص. وفي حادثة سابقة بمراكش، صدر حكم بالسجن لأربع سنوات، وغرامة مالية ضد صاحب “سناك”، ومساعديه، بسبب تسببهم في تسممات غذائية جماعية.

التسممات الغذائية في الصف الثالث

وفي هذا الإطار، قال الطيب حمضي، الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، إن “التسممات الغذائية هي ظاهرة عالمية تصيب أكثر من 600 مليون إنسان سنويا، بمعنى أنه من 10 أشخاص على وجه الكرة الأرضية، يتعرض شخص منهم سنويا للتسمم، سواء أكان فردي أو جماعي، بعد تناوله أطعمة ملوثة”.

وأضاف حمضي، في تصريح لـ”بلادنا24“، أن “التسممات الغذائية المسجلة بالمغرب، تأتي في الصف الثالث بين مجموع التسممات التي يتم تسجيلها، وراء لسعات العقارب، والتسمم بالأدوية”. مشيرا إلى أنه “من بين كل سبعة تسممات يتم تسجيلها في المغرب، واحد منها تسمم غذائي”.

وأشار الطبيب، إلى أن “38 بالمائة من التسممات التي تحدث في المغرب، تكون داخل المنازل، أي من بين كل خمسة تسممات، اثنان يكونان وسط المنزل، و24 بالمائة في أماكن عمومية”. مبرزا أن “التسممات الغذائية تنتج عن أكل به مكروبات، إما يتم أكلها مباشرة، أو تترك سمومها في الغذاء الذي نتناوله”.

وسجل حمضي، أن “أعراض التسممات الغذائية، تتمثل في الإسهال، والقيء، والتشنجات، والتعب، والدوخة”. مشيرا إلى أنها “تظهر سويعات بعد تناول الأكل. بينما تظهر أعراض التسممات الجماعية، حوالي نصف إلى جميع من يتناولون الوجبة الملوثة”.

ارتفاع درجة الحرارة

وفي حديثه عن ارتفاع الإصابات بالتسممات خلال فصل الصيف، أفاد المتحدث، بأن السبب راجع إلى ارتفاع درجة الحرارة. موضحا أن “كل المأكولات تحتوي على ميكروبات عادية، إلا أن تكاثرها يؤدي إلى الإصابة بأمراض”.

وفي ذات الصدد، أوضح الباحث في السياسات والنظم الصحية، في تصريحه لـ”بلادنا24“، أن “فصل الشتاء، حيث تكون الحرارة منخفضة، لا تتكاثر الميكروبات بسرعة، عكس فصل الصيف، الذي يعرف ارتفاع الحرارة، وبالتالي تكاثر هذه الميكروبات بسرعة”.

وفي ذات الصدد، ذكر أنه “خلال فصل الصيف، يعتاد الناس على تناول الطعام خارج المنزل بشكل متكرر، مما يزيد من احتمالية تعرضهم لمخاطر التسمم الغذائي”. مردفا: “عرض المأكولات من قبل أشخاص غير ملتزمين بالنظافة، سواء في المطاعم أو العربات أو غيرها، يتسبب في زيادة هذه المخاطر. بالإضافة إلى ذلك، يتم تجاهل شروط سلسلة التبريد في بعض المحلات، مما يعرض الأطعمة للتلوث، ويزيد من احتمالية نقل الأمراض”.

عدم احترام سلسلة التبريد

كما تحدث الطيب حمضي، عن أسباب تؤدي إلى حدوث التسمم الغذائي خلال فصل الصيف، والتي تتجلى في “استخدام المواد الغذائية الملوثة بشكل أساسي. كما يلعب عدم الالتزام بإجراءات النظافة دورا كبيرا في زيادة خطر التسمم، كسر سلسلة التبريد، أو عدم احترام درجات الحرارة المناسبة أثناء تحضير الطعام، يمثل أيضا عاملا مهما”.

وتابع بالقول: “في المغرب، تعتبر بعض الأطعمة، أكثر تسببا في التسممات الغذائية، وتشمل اللحوم ومنتجاتها، والحليب ومشتقاته، والوجبات المركبة التي تتكون من عدة مواد غذائية مختلفة. كما تشمل الأسماك، ومنتجات صيد الأسماك”.

ولتجنب الإصابة بالتسمم الغذائي، يضيف المتحدث ذاته، بالقول: “ينبغي الحرص على النظافة بشكل دائم، سواء داخل المنزل أو خارجه. ويجب غسل المواد الغذائية بفترات منفصلة، وبأدوات نظيفة، لمنع انتقال الميكروبات، والتلوث من مادة إلى أخرى. كما يجب طهي الطعام جيدا، والتأكد من تنظيف الأدوات بعد الاستخدام. كما يفضل اقتناء المواد الغذائية من محلات تحترم سلسلة التبريد، وتجنب تناول الأطعمة غير المطبوخة، مثل السلطات عند تناول الطعام في الخارج”.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *