في وقت تدعو بعض الأطراف الغاضبة من حالة الاحتقان غير المسبوقة بالساحة التعليمية، الحكومة، والوزارة، إلى الجلوس إلى طاولة الحوار مع النقابات والتنسيقيات للإنصات إلى مطالبهم من أجل إيجاد الحلول الممكنة، يرى فاعلون من ميادين مختلفة، أن مطالب الأساتذة واضحة، وأن الحكومة مطالبة بالتفاعل معها بشكل إيجابي، عوض ترحيبها في أكثر من مناسبة بالحوار مع الجهات المعنية.
وعن هذا الموضوع، تحدث الخبير التربوي، محمد الدريج، عن وضوح ومعقولية المطالب المرفوعة من طرف الأساتذة، وعن لا فائدة من الحوار بشأنها، معبرا عن ذلك بالقول في تدوينة على منصة “فيسبوك” للتواصل الاجتماعي، قائلا: “شخصيا لا أرى فائدة في تكرار الحديث عن الحوار مع الأساتذة، فمطالبهم واضحة ومعقولة جدا”.
وفيما اعتبرت نبيلة منيب، الأمينة العامة السابقة للحزب الاشتراكي الموحد، أن مطالب الأساتذة واضحة، دعت إلى الاستماع إليهم عوض “صب مزيد من الزيت”، وهذا الموقف عبرت عنه في منشور على صفحتها الرسمية على ذات المنصة، الذي أشارت فيه أيضا إلى أن المدرسين عبروا عن مطالبهم “بشكل حضاري ووعي ومسؤولية”.
وأعرب عبد الرزاق الإدريسي، الكاتب العام الوطني السابق لنقابة “التوجه الديمقراطي”، ذات تمثيلية، عن اللاجدوى من الحوار خلال الفترة الحالية، حين قال في حديث سابق مع “بلادنا24“، “نحن نقول أكثر من ذلك. نقول إن مطالبنا واضحة والحكومة والوزارة وإداراتها لديهم مطالبنا، إذا لا داعي للجلوس إلى الحوار، وهذه الأطراف مدعوة لحل المشاكل المطروحة”.
ودافع الإدريسي عن ذلك، بالقول: “وجهنا عدة مراسلات، وجمعتنا جلسات مع الوزير شكيب بنموسى، ودائما نردد ضرورة حل المشاكل، ونحدد طبيعتها، ونقدم مقترحات الحلول، ولكن دون جدوى، ولا زلنا مستمرون في نفس النسق والاتجاه”، بحسب تعبيره.
ويبدو أن التصريحات الأخيرة لعبد اللطيف وهبي، أمين عام حزب الأصالة والمعاصرة، خلال الاجتماع الأخير لأحزاب التحالف الحكومي، التي هاجم فيها الأساتذة المحتجين، صبت المزيد من الزيت على الاحتقان الذي تشهده الساحة التعليمية للأسبوع الرابع على التوالي، وهي التصريحات التي جاءت معاكسة لنداءات العديد من الفعاليات السياسية والحقوقية إلى الجهات المسؤولة بالعمل على امتصاص غضب الأساتذة عوض الرفع من حدته.