’’الدي جي’’ بصيغة المؤنث.. فتيات يقتحمن عالم الرجال في ترويض الموسيقى

من المعروف أن ’’الدي جي’’، أو منسق الموسيقى، لإحياء حفلات الزفاف، وأعياد الميلاد، والحفلات الخاصة، كانت حكرا على الشباب فقط، قبل أن تجد تاء التأنيث نفسها جزء مهما من مهنة ظهرت في المغرب مع نهاية التسعينات.

واستطاعت الفتيات أن تقتحمن مجالا كان من الضروري أن تتواجدن فيه، خصوصا مع حاجتهن لإحياء حفلاتهن بأريحية وتلقائية. فكان لابد من أن تكتسي هذه المهنة صيغة المؤنث، ويتم اختيار امرأة لتكون منشطة الحفل دون عوائق.

’’الدي جي’’ بصيغة المؤنث

تعتبر فاطمة الزهراء، صاحبة 31 سنة، نفسها من بين السيدات اللواتي وضعن حجر الأساس لهذه المهنة في مدينة فاس، حيث قادها شغفها الكبير إلى ولوج عالم الموسيقى وضجيجها الصاخب، قبل سبع سنوات.

وفي حديث مع ’’بلادنا24’’، تقول فاطمة الزهراء، إن سبب ولوجها هذا المجال، يعود بالأساس إلى أحد أقاربها الذي كان يقوم بهذه المهنة، ويعمل على التنشيط والغناء ونشر الفرح خلال المناسبات العائلية الصغيرة. موضحة أن فضولها دفعها لاستكشاف هذا المجال، والتردد على قريبها مرارت وتكرارا من أجل تلقيها أساسيات ذلك.

وأضافت الفتاة، أنها كانت تذهب مع قريبها إلى المناسبات وأعياد الميلاد والحفالات العائلية، من أجل رؤية الأمور عن قرب، واكتشاف عالم ’’الدي جي’’ أكثر.

وأشارت المتحدثة ذاتها، إلى أنه من هناك كانت نقطة البدايات، ونجحت في صناعة اسمها وسمعتها بمدينة فاس أولا، قبل أن يتم استدعاءها لإحياء الأعراس والحفلات في المناطق المجاورة.

وبالحديث عن المناطق المجاورة لفاس، قالت فاطمة الزهراء، إن شخصيتها القوية، وتعاملها الصارم مع الأشخاص، خاصة الذكور، جعلها تحيي العديد من الحافلات والأعراس بالبوادي وبمناطق لا تستطيع زميلاتها في المجال أن تتواجدن فيها.

وعن الصعوبات، أوضحت المتحدثة، أن هذه ’’المهنة شريفة كباقي المهن الأخرى، لكنها تنطوي على عدد من الإكراهات، التي يعتبر من بينها العمل ليلا، إلى جانب التعرض للتحرش، مع الالتزام بإحياء الحفلات تحت أي ظرف كان، ومهما كانت الأوضاع الشخصية، فلابد من أن تظل الابتسامة على وجهك’’.

مهنة لا تخلو من السلبيات

وأكدت فاطمة الزهراء، على أن مهنة ’’الدي جي’’، لا تخلو من السلبيات، “فكلام الناس الجارح سيلاحقك، ونظرة المجتمع السلبية ستخترق جسدك”. مشددة على أن ذلك لم ولن يؤثر فيها إطلاقا، خصوصا وأنها تتمتع بسمعة طيبة.

وأبرزت ’’الدي جي’’ فاطمة الزهراء، أن هذه المهنة تشكل مصدر عيشها ورزقها الوحيد، ولن تستطيع التخلي عنها، رغم كل الإكراهات التي تجدها فيها.

وتعتبر أن النساء لم يتطفلن على هذا المجال، خاصة وأن بعض الأسر في الآونة الأخيرة أصبحت تشتكي من رجال المهنة، “نظرا لغيرتهم الكبيرة على نسائهم، مما أصبح يستدعي تواجد العنصر النسوي’’.

وعن مهنة ’’الدي جي’’ بالمغرب، قالت فاطمة الزهراء ، إنها لم تأخذ حظها الأوفر، خصوصا أن الرجال يهيمنون على المجال بشكل كبير’’. معتبرة أن “هناك ما يكفي من النجاح للجميع، دون الحاجة إلى الدخول في منافسة غير شريفة’’.

وخلصت  إلى أن ’’الموسيقى سلاح فتاك، وذو حدين’’، وأن ’’الدي جي’’، ’’عليها أن تكون ملمة جيدا بعالم الموسيقى’’.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *