رغم الجدل.. النعم ميارة يتشبث بوصفه للبرلمانيين بـ”الباسلين”

ينطبق على النعم ميارة، رئيس مجلس المستشارين، المثل المغربي الشائع (جا يكحلها طبز ليها العين)، فبعدما كان الجميع ينتظر أن يعتذر لنواب الأمة وللمغاربة عن شتمه لأعضاء مجلسي النواب والمستشارين علنا وعلى المباشر في التلفزيون، وفي “دارهم”، واصفا إياهم بـ”الباسلين”، موجها شتيمته لرئيس مجلس النواب، رشيد الطالبي العلمي، بصوت مسموع، وفي جلسة دستورية، أثناء خطاب رئيس الحكومة حول المشروع الملكي المتعلق بالحماية الاجتماعية بتاريخ 23 أكتوبر الماضي، تفاجأ الجميع بتأكيد رئيس مجلس المستشارين لهذه الشتيمة بلغة “الطنز” وتحريف اللغة العربية، وهذه المرة خلال حلوله يوم أمس الأربعاء، ضيفا على برنامج “مع الرمضاني” على القناة الثانية.

وقد سالت الأقلام في منصات التواصل الاجتماعي، بتعليقات أقل ما يقال عنها أن حاولت تعليم النعم ميارة كيف يمكن استعمال معاجم اللغة العربية لتفسير مصطلح “باسل”، بعدما بذل رئيس المستشارين مجهودا خياليا حسب ما رأى رواد مواقع التواصل الاجتماعي، في ربط ثلاثي لكلمة باسل/ثقافة حسانية/ نائب برلماني.

وفي معرض رده على سؤال الزميل رضوان الرمضاني، اعترف النعم ميارة بتلفظه بالشتيمة المذكورة في حق البرلمانيين، مؤكدا اعتذاره غير العلني للزعماء الحزبيين، غير أن اللبس الكبير كان في محاولته جعل الثقافة الصحراوية الحسانية درعا لتفسير كلمة باسل، وحصرها في معنى واحد وهو مشاكس، مع أن الجميع يعرف ماذا تعني كلمة باسل لدى عموم المغاربة، بما في ذلك إخواننا الصحراويون، وأن محاولة فصل الثقافة الشعبية الحسانية عن الثقافة الشعبية المغربية عموما، ينم عن تمييز انفصالي مسيء للارتباط الشعبي بين الشمال والجنوب، وغير مبرر قطعا حسب رأي بعض المعلقين على مواقع التواصل الاجتماعي.

وحسب التعليقات، فإنه حتى لو كان التعريف الذي أعطاه النعم ميارة صحيحا، أي باسل تعني مشاكس، انطلاقا مما ادعاه تعريف الثقافة الحسانية، فهو كمسؤول رسمي كان يتعين عليه أن يفهم الثقافة المغربية وتعريفها العام لكلمة باسل ككلمة قدحية للأشياء وللأشخاص، وليس كلمة مدح، وأن المسؤول ينبغي عليه أن يفهم العقلية المغربية قبل مخاطبتهم خارج الثقافات المحلية التي تثير شكوكا حول الانتماء.

وأوضح معلقون في مواقع التواصل الاجتماعي، أن مصطلح “بْسالة” في معاجم اللغة العربية من بعض معانيه “الباسل هو اسم فاعل من بسُلَ: فنقول كَلاَمُهُ بَاسِلٌ أي لاَ مَعْنَى لَهُ، جَارِحٌ، وقَدَّمَ لَهُ طَعَاماً بَاسِلاً فهو لا طَعْمَ لَهُ، لا لَذَّةَ فِيهِ، الباسل: اللبن الكريه الطعم الحامض، الباسل :الخلُّ الذي تغيَّر طعمُه”.

وفسر معلقون آخرون، كلمة بسالة حسب المدلول المغربي، وهو مفرد “بْسالات”، بأنها تعني السماجة، السخافة، إساءة الأدب، الإزعاج. و”باسل” تعني سمج، سخيف، سيء الأدب، مزعج، وجمعه في الدارجة للمذكر والمؤنث: “باسْلين”، وكلها كلمات مشتقة من الجذر الأمازيغي (BSL)، وهذا ما يميز العامية المغربية عن المشرقية، فهو مصطلح أنتج أصلاً في الأمازيغية: بحسب كلمة yebsel أي سَمُجَ، سَخُفَ، قلّ أدبه، ضَعُفَ مذاق الطعام المطبوخ، وتعني كلمة ibessel معنى أزعج، ثرثر، ارتكب حماقة أو سخافة. وأيضا الكلمة الأمازيغية: anabsal وubsil أي السمج، السخيف، قليل الأدب، ثقيل الظل، ضعيف المذاق، abessal أو abessař المزعج، imbessel الثرثار، abessel الثرثرة، فهل تخرج كلمة باسل في الصحراء عن هذه المعاني كما يريد رئيس مجلس المستشارين أن يروج؟ أم هو يريد أن يصنع قاموسا دارجا حسانيا وثقافة منفصلة عن ما هو مغربي؟.

واعتبرت الصحافة الوطنية حينها، أن النعم ميارة يختم سلسلة من فضائحه بإهانة نواب البلاد، وإعطاء الفرصة للعدميين والمنتقدين للبرلمان بالاستشهاد بتصريحه العلني والمسجل صوتا وصورة أيام قليلة على افتتاح الملك للسنة التشريعية، متسائلين، لماذا يصر ميارة على الإساءة لحزبه التاريخي والمحافظ ولأهل الصحراء وللمؤسسات الدستورية؟ فهل يستقوي ميارة بشيء ما؟ أم أنها بوادر عادية لضعف التكوين السياسي وقلة التجربة. أو هي استعلاء مؤسساتي وثقة زائدة في النفس؟

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *