لماذا اختار سفير بريطانيا في الرباط معاداة مغربية الصحراء عبر مواقفه؟

يقف السفير البريطاني في المغرب، سيمون مارتن، على مسرح الأحداث كحجر زاوية يثير الجدل حول مسألة الاعتراف البريطاني بمغربية الصحراء، وتتردد أصداء موقفه في الأروقة الدبلوماسية، مترافقة مع همسات التاريخ وأصوات المصالح المتشابكة.

وتشير تقارير إلى مساعي السفير البريطاني في الرباط، لمنع بلاده من الاعتراف بمغربية الصحراء، حيث يرى أن هذا الاعتراف قد يضعف موقف بريطانيا في النزاع المحتدم حول جزر الفوكلاند مع الأرجنتين، وتتزاحم الأسئلة، حول تداعيات هذه التصريحات على العلاقة بين الرباط ولندن.

خالد شيات، أستاذ القانون الدولي وعلاقات الدولية في جامعة محمد الأول بوجدة، اعتبر أن “سعي السفير البريطاني لمنع بلاده من الاعتراف بمغربية الصحراء، له أسباب وتبعيات، والسبب الذي قدمه هو أن هذا الاعتراف قد يضعف موقف بريطانيا في النزاع المتصاعد حول جزر الفوكلاند، الخاضعة للصراع بين بريطانيا والأرجنتين”.

وأوضح خالد شيات في تصريح لـ”بلادنا24“، أن “موقف السفير البريطاني سيمون مارتن يحمل تبعات عديدة، إذ أن ما ورد منه بعيد عن المعطيات الأساسية، خاصة من الناحية الأخلاقية، حيث تعتبر قضية الصحراء المغربية قضية عادلة”.

وأبرز أستاذ القانون الدولي وعلاقات الدولية أن “الدول وخاصة الأوروبية، تسعى إلى ترسيخ قيم العدالة في النزاعات الدولية، بما فيها القضية الفلسطينية، وتندرج قضية الصحراء المغربية في هذا السياق”.

كما أشار المتحدث إلى أن “إسبانيا اعترفت بالدولة الفلسطينية، ولها دور متقدم في مسألة الحكم الذاتي بالمغرب، ومن الناحية الأخلاقية، يجب أن يكون هناك توازن بين المواقف البريطانية في هذا السياق”.

وشدد الأستاذ الجامعي على أنه “لا ينبغي أن تكون هذه القضايا مقايضة لاعتبارات مصلحية ذاتية”، لافتا إلى أن “العلاقات الاقتصادية بين بريطانيا والمغرب، تحقق مزايا عديدة للندن، من خلال اتفاقيات تجارية تشمل التنقيب عن الغاز والنفط ومعادن أخرى”.

وأكد شيات أن “بريطانيا يجب عليها تحقيق التوازن بين المنافع الاقتصادية، التي تحصل عليها من المغرب وبين مواقفها السياسية”. مبرزا أن “وجود السفير البريطاني في الرباط بشخصية تتنازع مع مصالح الدولة المضيفة هو أمر نادر”.

الخبير ذاته شدد أن “السفير سيواجه صعوبة في بناء علاقات داخل المغرب، إذا كان هذا هو موقفه الرسمي، مما قد يؤدي إلى استبداله كسفير”. مشيرا إلى أن “موقف سيمون مارتن يثير تساؤلات أخرى، إذا لم يكن موقفه أخلاقيا أو مصلحيا، فقد يكون يخدم أجندات معادية للمغرب”.

كما أوضح أن “تواجد السفير بالمغرب لن يكون له أثر كبير، لأن مخاطبيه سيتخذون مواقف حازمة في هذا السياق”. لافتا إلى أن “بريطانيا قد تشهد تحولات حكومية تكون مناسبة لتعديل وضع السفير البريطاني في المغرب، في ظل التحولات السياسية التي تعرفها”.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *