لماذا تتردد لندن في الاعتراف بمغربية الصحراء رغم العلاقات المتينة التي تجمع البلدين؟

عرفت العلاقات المغربية البريطانية، تطورا ملحوظا في مختلف المجالات، وخاصة في الجانب الاقتصادي، حيث تستثمر العديد من الشركات البريطانية في المغرب، مما يعكس شراكة استراتيجية متينة.

وبعد اعتراف الولايات المتحدة بمغربية الصحراء، تبعتها دول مثل ألمانيا وإسبانيا، توقع الكثيرون أن تسير بريطانيا على نفس النهج. إلا أن الاعتراف الرسمي منها لم يصدر بعد، على الرغم من توالي الضغوط على المملكة المتحدة من قبل برلمانيين بريطانيين، من أجل الاعتراف الصريح بمغربية الصحراء، والخروج من المنطقة الرمادية.

لندن حليف مهم للرباط في أوروبا

وفي هذا الصدد، أوضح محمد عاطف، الخبير في العلاقات الدولية، أن العلاقات بين البلدين، شهدت تطورا ملحوظا في مختلف المجالات، نتيجة للتفاهم السياسي، والاحترام المتبادل بين الجانبين. هذا التفاهم، “أسهم في تعزيز الشراكة الاستراتيجية، وتعميق العلاقات الثنائية، في المجالين الاقتصادي والأمني”.

وأبرز محمد عاطف في تصريح لـ”بلادنا24“، أن هذه العلاقات الثنائية، “تعكس أن المملكة المغربية تمتلك حليفا مهما في أوروبا، خاصة وأن بريطانيا عضو دائم في مجلس الأمن”. مشيرا إلى أن الأخيرة “تدعم قضايا المملكة في المحافل الدولية، مما يعزز مكانة المغرب”.

وأضاف المتحدث، أن “البرلمانيون البريطانيون قد وجهوا دعوات متكررة إلى المسؤولين السياسيين، للاعتراف بمغربية الصحراء، مما يدل على وجود دعم قوي من ممثلي بريطانيا لهذه القضية، انتظارا للاعتراف الرسمي من قبل الدولة”.

وأكد أنه “على الرغم من وجود اعتراف ضمني، إلا أن الاعتراف الرسمي من لندن، كواحدة من الدول القوية على الساحة الدولية، سيشكل مكسبا كبيرا للمملكة المغربية، سيعزز الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء”.

وأشار الخبير ذاته، إلى أنه “من المتوقع أن تعلن بريطانيا، قريبا، اعترافها الرسمي بمغربية الصحراء، مما يعزز موقف المغرب على الصعيد الدولي”. لافتا إلى أن “مكانة المغرب في القارة الإفريقية اقتصاديا، واستثماراته الأجنبية المتنامية، ستدفع لندن باتجاه الاعتراف الرسمي بمغربية الصحراء”.

الملف الاقتصادي بين الطرفين سيمهد الطريق

واعتبر خبير العلاقات الدولية، أن “مؤشرات التعاون الاقتصادي بين البلدين، تشير إلى وجود علاقات عميقة ومتينة في هذا المجال. ويظهر ذلك بوضوح، من خلال استثمارات العديد من الشركات البريطانية في المغرب، وهي العلاقات المبنية على شراكة استراتيجية، تهدف إلى تحقيق المصلحة المشتركة للطرفين”.

وشدد محمد عاطف، على أن “الملف الاقتصادي بين الطرفين، سيمهد الطريق أمام بريطانيا للاعتراف الرسمي بمغربية الصحراء في المستقبل القريب”. مشيرا إلى أن “الحافز الاقتصادي يلعب دورا كبيرا في دعم القضايا السياسية”.

وفي معرض حديثه، أضاف أن “بريطانيا تعد دولة ذات أهمية اقتصادية كبيرة في القارة الأوروبية، فيما يمثل المغرب قوة اقتصادية في شمال إفريقيا، وهذا الواقع يدفع البلدين إلى تعزيز العلاقات، وتوطيدها في المجال الاقتصادي”.

وأبرز أنه “بعد اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراء، وانضمام دول مثل ألمانيا وإسبانيا، وعدة دول من أوروبا إلى هذا الاعتراف، يتوقع أن تتبع بريطانيا نفس النهج، وتعلن رسميا عن اعترافها في المستقبل القريب، خاصة بعد الدعوات المتكررة من البرلمان البريطاني”.

واعتبر المتحدث، في ختام حديثه، أن “تأكيد البرلمان البريطاني على دعم الموقف المغربي، يعزز موقف المغرب، الذي حقق انتصارات كبيرة على مستوى العلاقات الثنائية، ومتعددة الأطراف”.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *