شهدت قاعة “حوار” بفضاء المعرض الدولي للنشر والكتاب، الأربعاء، تقديم جائزة مسابقة الكتاب في نسختها الثانية، والتي نظمت بشراكة بين وزارة الشباب والثقافة والتواصل ومؤسسة كونكت.

وعرفت المسابقة التي نظمت تحت موضوع “الصدق”، وضمت ضمن لجنة التحكيم كل من بديعة الراضي كرئيسة، وحفصة البكري، سناء غواتي، وأحمد منادي كأعضاء، (عرفت) تتويج فائز ضمن 4 لغات مختلفة.

إذ توجت إخلاص شهيم بلقب المسابقة في النسخة العربية عن نص “شعلة”، فيما عادت جائزة الأمازيغية إلى صلاح الدين أعلى، أما جائزة اللغة الفرنسية فقد حققتها ليلى صاحب الطابع عن نص “lumière dans ĽObscurité”، بينما فاز بجائزة اللغة الأجنبية مهدي شيحة في نص بالإنجليزية تحت اسم “Vae Victis”.

تغذية الفكر بنصوص معرفية

وفي كلمة بهذه المناسبة، قالت بديعة الراضي رئيسة اللجنة، إنه جرى العمل على منهجية تنطلق أولا من احترام شروط الجائزة، التي تلزم المتباري الكاتب بتوظيف تيمة الصدق، ثم كيفية هذا التوظيف المقرون بوظائف أخرى تدخل النص في المجال السردي وآلياته العلمية والمعرفية واللغوية.

وأضافت بديعة الراضي، أن اللجنة صنفت النصوص، اعتمادا على الإبداع المقدم على طاولة المهمة الأدبية والإبداعية، إلى نصوص قابلة للتباري وأخرى غير مصنفة في خانة الإبداع في الحكي والسرد، أما في مرحلة موالية عملت اللجنة على إعادة قراءة النصوص المتبارية مع خضوعها للدرس والتمحيص.

وخلصت اللجنة أن هناك نصوص متقاربة في جودتها وطرق اشتغالها على تيمة الصدق ووضعها في قالب سردي يتمتع بالخيال الواسع في التشخيص وبناء الحكي وامتلاك اللغة أفقيا وعموديا، مع استحضار ميكانزمات الحكي من كاتب ضمني ومتلقي ضمني يبنيان عالمهما في الحكي عن الصدق المنفلت من واقعيته نحو فلسفة وجوده ودهشته، وتوسيع دائرة فهم دلالاته وتداوله، تضيف المتحدثة.

كما أكدت الراضي، أن اللجنة أوصت كافة المشاركين من الكتاب الشباب على مواصلة المحاولة في الكتابة مع تغذية الفكر بنصوص معرفية وعلمية تهتم بالسرد وطرق اشتغاله، كما التوجه إلى قراءة نصوص روائية بكافة اللغات.

تطوير المسابقة مستقبلا

أما زكرياء بيشليفن منسق داخل مؤسسة كونكت، فقد اعتبر أن الحاجة للمسابقة تأتي من أجل خلق فضاء للشباب يمكن من الإبداع في مجال الكتابة، إسوة بفضاءات الإبداع في الغناء أو فن “الراب” مثلا، على اعتبار أن المؤسسة تركز على تطوير آليات الكتابة والقراءة والنقاش داخل فضاءاتها.

وأضاف زكرياء بيشليفن، في تصريح لـ”بلادنا24“، أن المسابقة لازالت في مرحلة الطفولة، لأنها في محطتها الثانية، لكن من الضروري التفكير في تطويرها، وهو ما يمكن تنزيله من خلال الانفتاح على لغات أخرى، أو حتى مضاعفة الجوائز الممنوحة.

“شعلة” كذب أبيض

إخلاص شهيم، صاحبة جائزة الكتابة في صنف اللغة العربية، عن نص “شعلة”، أكدت أن مشاركتها جاءت بعد مشاهدة إعلان المسابقة على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو النص الذي حاولت من خلاله استحضار تيمة “الصدق”، في قصة قصيرة تدور بين 4 أشخاص، شهدت موقف كذب بين صديقين مزحا، ما كان له أثر على علاقة أبطال القصة.

وتابعت إخلاص شهيم، صاحبة العشرين ربيعا والقادمة من مدينة أكادير، في حديث مع “بلادنا24“، أن الكتابة باللغة العربية بالنسبة لها ليس مجرد فن، بل هو انتماء وثقافة وتحديد هوية، انطلاقا من كونها تجربة غير عادية.

صدق “حسن” السنغالي

بينما ليلى صاحب الطابع، التي توجت في صنف الفرنسية عن نص “lumière dans ĽObscurité”، اعتبرت أن التجربة كانت شغوفة بالنسبة لها، على اعتبار أن موضوع الصدق يحتاج لحظة تفكير، مضيفة أن نصها يأتي انطلاقا من خلفيتها الأكاديمية المرتبطة بقضايا الهجرة، إذ اعتمدت قصة حسن، مهاجر سنغالي جعل من المغرب محطة عبور نحو الضفة الأخرى، ووجد نفسه في موقف اختبار صدقه.

وأكدت ليلى صاحب الطابع في تصريح لـ”بلادنا24“، أنها استعرضت قيمة الصدق من خلال قصة حسن القادم إلى المغرب بطريقة غير قانونية، والذي وجد نفسه ذات يوم أمام صندوق أسود ممتلئ بالأموال، التي كان من الممكن أن تحقق حلمه بالعبور إلى الضفة الأخرى، لكن “صدق” حسن دفعه إلى تسليم الصندوق للسلطات المغربية، التي قررت إنشاء مركز إدماج للمهاجرين بالأموال المحصل عليها، كما عملت على تسوية وضعيته داخل المملكة.

يذكر أن المسابقة التي جرى تنظيمها بعد نجاحها في نسختها الأولى، نظمت حول موضوع “الصدق”، وهي موجهة لكافة الشباب، الذكور والإناث، بين 18 و30 سنة، الذين يتطلعون إلى فرصة حقيقية، من أجل إبراز مواهبهم الأدبية والكشف عن رغبتهم في الانتماء لعالم الكتابة والإبداع.