أحمد نور الدين: إشادة قمة البحرين بدعم الملك للفلسطينيين شهادة حق تترجم الواقع

في القمة الثالثة والثلاثين لجامعة الدول العربية، التي انعقدت أمس الخميس، في ظروف استثنائية، تفرضها التحديات الإقليمية والدولية، برزت رسالة الملك محمد السادس التي تلاها رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، كنداء مهم حول قضايا محورية تؤثر على الاستقرار والأمن في المنطقة.

وفي رسالته، قال الملك محمد السادس، إن الظروف الصعبة التي تمر منها القضية الفلسطينية، جراء العدوان الإسرائيلي السافر على قطاع غزة، “تجلعنا أكثر إصرارا على أن تظل هذه القضية، جوهر إقرار سلام عادل ودائم في منطقة الشرق الأوسط”. مجددا التأكيد على موقف المغرب الثابت والداعم لحقوق الشعب الفلسطيني، في إقامة دولته المستقلة، عاصمتها القدس الشرقية.

وأضاف الملك، أن الأعمال الانتقامية في قطاع غزة، أبانت عن انتهاكات جسيمة تتعارض مع أحكام القانون الدولي. معربا عن أسفه لعدم قيام اتحاد المغرب العربي بأدواره الطبيعية. فيما لاقت جهود الملك في دعم القضية الفلسطينية، إشادة واسعة من قبل مملكة البحرين المستضيفة للقمة، والتي أثنت على مواقفه الرائدة، والمبادرات البناءة، التي تعزز من صمود الفلسطينيين، وتدعم قضيتهم العادلة.

الالتزامات الدولية للمملكة

وفي تعليقه على الموضوع، قال أحمد نور الدين، المحلل السياسي، وعضو المجلس المغربي للشؤون الخارجية، إن المغرب ينطلق في سياسته الخارجية، من المبادئ والقوانين المتعارف عليها دوليا.

وأوضح أحمد نور الدين، في تصريح لـ”بلادنا24“، أن “الموقف الذي عبر عنه الملك محمد السادس، سواء بالنسبة لرفض التهجير القسري والجماعي، أو إدانة قتل المدنيين الأبرياء، أو ضرورة إزالة العراقيل أمام المساعدات الانسانية، أو حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، يتماشى مع قرارات الشرعية الدولية”.

وفي ذات السياق، لفت المتحدث، إلى أنه “يتماشى أيضا مع الالتزامات الدولية للمملكة، في الاتفاقات والمعاهدات والشراكات التي تبرمها. وبالتالي، فلا يمكن لأي جهة كانت، أن تحتج على المغرب، على موقف سيادي وقانوني، ولا يخرق أي التزام سابق”.

المقاربة الواقعية للمغرب محط ترحيب

واعتبر المحلل السياسي، أن “إشادة قمة البحرين بالدور الرائد الذي يقوم به المغرب، لدعم الشعب الفلسطيني، من أجل تحرير أرضه وإقامة دولته المستقلة، هو شهادة حق تترجم الواقع وليس مجاملة”.

وأشار إلى أن “العديد من الدول العربية، وغير العربية، بما فيها الولايات المتحدة، وفي خطابات وتصريحات رؤسائها الرسمية، تشيد بهذا الدور المغربي، من أجل إحلال السلام، ووقف العدوان، وإيصال المساعدات، والحفاظ على الوضع القانوني والهوية الحضارية للقدس الشريف”. مشددة على أنه “دور تاريخي، وليس وليد اليوم”.

كما اعتبر نور الدين، أن “المغرب من الدول القلائل التي تفضل الأفعال في الميدان، على الأقوال والشعارات”. لافتا إلى ما تقوم به وكالة بيت مال القدس، “وما يتم إنجازه من بنيات تحتية متنوعة، مثل الجامعة، والمطار، والمستشفى، وصولا إلى المساعدات الإنسانية التي أوصلها المغرب قبل غيره إلى أهلنا في غزة، دون أن نمن على إخواننا ما يمليه واجب الأخوة والتضامن”.

وذكر الخبير في العلاقات الدولية، أيضا، بـ”الدعم الدبلوماسي الدائم وغير المشروط في الأمم المتحدة وكل المحافل الدولية”. مشددا على أن “المغرب يتبنى في خياره المقاربة الواقعية، التي هي محط ترحيب من السلطة الفلسطينية، وفصائل المقاومة، بما فيها قيادات حماس، التي تشيد بدور المغرب ودعمه، عكس بعض الدول في الجوار القريب والبعيد، التي لا تحسن غير الصراخ والعويل، دون أن تقدم شيئا ملموسا في الواقع”.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *