ما سر تفوق الإناث في امتحانات البكالوريا كل عام على حساب الذكور؟

تستمر ’’نون النسوة’’، في التربع على عرش نتائج البكالوريا، إذ جاءت نتائج الدورة العادية لامتحان نيل شهادة البكالوريا لهذه السنة، لتكرس ارتفاع نسبة نجاح الإناث، وتفوقهن على الذكور. إذ بلغت 72 بالمائة من مجموع المتمدرسات اللواتي اجتزن هذه الاختبارات، بينما بلغت هذه النسبة لدى الذكور 62,6 بالمائة، حسب معطيات وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة.

نتائج البكالوريا بـ”تاء التأنيث”

وخلال السنة الماضية، بلغت نسبة نجاح التلميذات إلى 63,83 في المائة من مجموع الممدرسات اللواتي اجتزن امتحانات البكالوريا، بينما وصلت النسبة لدى الذكور، إلى 54,89 في المائة من مجموع المتمدرسين.

واستطاعت هذه السنة، التلميذتان، أماني لينا، ابنة حي مولاي رشيد، عن شعبة علوم فيزيائية خيار فرنسية، وبلوكشي أميرة، ابنة حي البرنوصي، بالدار البيضاء، أن تحصلا على أعلى معدل وطني في امتحانات البكالوريا، والذي هو 19.62.

المحيط الاجتماعي سبب التفوق

وعن أسباب تفوق الإناث في امتحانات البكالوريا، يرى الباحث في علم الاجتماع، أسامة البارودي، أن الأسباب تتعدد وتختلف، مشيرا الى أن ’’البيئة والمحيط الاجتماعي يلعبان دورا كبيرا جدا في هذا التفوق’’.

وأضاف الباحث، في تصريح لـ’’بلادنا24’’، أن ’’الدعم الأسري والاجتماعي الكبير الذي تتلقاه الإناث من الأسر، أصبح يساعد على تفوقهن عن الذكور في الدراسة’’. مضيفا أن ’’الأسر أصبحت تحفز الفتاة على الدراسة والتفوق من أجل تحقيق استقلال مادي’’.

وأكد البارودي، على أنه ’’لتشجيع تمدرس الفتيات، وتشجيعهن على التفوق الدراسي، خصوصا من قبل المؤسسات وجمعيات المجتمع المدني، دور مهم في تعزيز تفوقهن على العنصر الذكري في هذا الجانب’’.

واعتبر الباحث الاجتماعي، أن ’’الفتيات حريصات على تحقيق طموحهن، كما أنهن صبورات كثيرا، مقارنة بالشباب’’. مشيرا إلى أن ’’الفتاة يساعدها تواجدها بالبيت على الدراسة، عكس الشاب الذي لا يستطيع الجلوس لوقت طويل في المنزل، والتركيز على دروسه’’.

وعن التفوق بصفة عامة، قال المتحدث ذاته، إنه يعود لعدة أسباب، أيضا، منها ما هو اجتماعي، ونفسي، واقتصادي، موضحا أن ’’الاستقرار الأسري يساهم بشكل كبير في التحصيل الجيد للمتمدرس’’.

وشدد على أن ’’الجانب النفسي مهم أيضا في تحقيق التفوق’’، قائلا: ’’الضغوطات التي تمارسها بعض الأسر على أبنائها، تسبب في التأثير على نفسيتهم بشكل سلبي، وبالتالي عدم تحقيق المراد’’. معتبرا في الوقت ذاته، أن الجانب الاقتصادي من أهم الجوانب في التحصيل الدراسي، “فتوفير المستلزمات الدراسية، وتوفير كل ما يحتاج له التلميذ، يساعده على التحصيل الجيد’’.  مضيفا أن “الدعم الأسري، والمساندة، من أهم الأشياء التي يحتاج لها الشخص، خاصة تلميذ البكالوريا’’.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *