استفزازات جزائرية وبرود مغربي.. الجزائر وسياسة “نسخ ولصق” لكل ما هو مغربي

لازالت الجزائر تواصل دون كلل سياستها الهجينة ضد المغرب، المطبوعة بلغة العداء الممنهج، محاولة منها تصريف أزماتها الداخلية والخارجية، عن طريق مهاجمة كل ما هو مغربي. هي لعبة أقرب إلى “الضحك على الذقون” على الشعب الجزائري الشقيق، الذي ضاق ذرعا بحكامه “الفاشلين”.

استراتيجية جديدة تعوض “اليد الممدودة”

بعد عدة محاولات فاشلة في إطار ما يسمى بـ”سياسة اليد الممدودة”، اختار المغرب أخيراً التقدم مع مقترح الحكم الذاتي للصحراء المغربية، بغض النظر عن انجراف الجزائر، التي من الغريب أنها لم تجد أي حافز للمضي قدما في عالم كان، في عام 2003، يتطور بسرعة، بعد سقوط الأيديولوجية المفضلة في الجارة الشرقية عام 1991، وهنا الحديث عن “الشيوعية”.

وبينما عهدت الجزائر بمصيرها إلى تقلبات سوق المحروقات، تعهد المغرب ببناء بنية تحتية ضخمة لترسيخ الاقتصاد الصناعي؛ مع تبني تكنولوجيا متطورة لدخول سلاسل القيمة للصناعات العالمية الرئيسية، وهي الطيران المدني والعسكري، السيارات، الطاقات المتجددة، وما إلى ذلك. كل ذلك من خلال الاستثمارات العامة والخاصة، بالإضافة إلى جذب استثمارات أجنبية مباشرة كبيرة، بهدف أن تصبح البلاد مركزاً للإنتاج العالمي.

هذا التقدم، مثّل نقطة تحول جيواقتصادية تعزز موقع المغرب الجيوسياسي وميزة استراتيجية مهيمنة تضع حدا للرغبات التوسعية للجزائر المخلوعة التي جرتها قرارات الرباط. أي أن لكل عمل مغربي، كان هناك رد فعل جزائري “مثير للسخرية” لإحباطه بلا خجل، أو “نسخ ولصق” لا معنى له ولا أصالة.

وبالتالي، فقد كان على الجيش الجزائري أن يستجيب، في ذلك الوقت، لعروض الملك محمد السادس، للتعاون في إعادة إطلاق اتحاد المغرب العربي، وتعزيز اقتصاد شمال إفريقيا. وبدخول تلك اللعبة، كانت الجزائر ستتقدم في نفس الوقت الذي تقدم فيه المغرب دون أن تفقد مكانتها كلاعب ذي صلة.

وحتى مع الحفاظ على خلافاتهم، كان من الممكن إعادة تحقيق توازن جديد، ولكن هذه المرة على مستوى مهيمن، حيث ستتمتع الجزائر أيضا بالتقدم ومنفذ إلى المحيط الأطلسي للحديد، الناتج عن الاستغلال المشترك لمنجم “غارا يبلات” في تندوف، الذي تم الاتفاق عليه سنة 1962.

فشل جزائري ذريع

النظام الجزائري كعادته اختار الأسوأ، وباشر عملية إغلاق الحدود والمجال الجوي، وأخيرا قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب من جانب واحد، والنأي بنفسه عن كل تعاون وأي توازن ممكن. وهي قرارات أدخلت البلاد في حالة من البؤس، وحرمان سكانها من حقهم غير القابل للتصرف في العيش بسلام وكرامة.

كما كان من الممكن أن تكون الجزائر دولة عظيمة بحجمها ومواردها الطبيعية، لكنها استقرت على أن تكون بلد يحكمها “لصوص ومخادعون”؛ تفتقر إلى الهوية الثقافية.

استفزازات جزائرية وبرود مغربي

الكل يجمع في الآونة الأخيرة على أن حكام الجارة الشرقية يحاولون بشكل خطير إثارة حرب مفتوحة، رغم أن الأخيرة تعاني من عزلة دولية بسبب سياستها الخارجية الكارثية، وعدم استقرار بسبب انقساماتها الداخلية (قتال وثأر بين عشائر من أجهزة أمنية مختلفة).

لذا، فهي تواجه اضطرابات اجتماعية، وانتفاضات مستمرة من جانب السكان المختطفين في تندوف، فضلاً عن مطالب الاستقلال من جمهورية القبائل المعلنة حديثاً، وكذا التوترات التي لا تزال مستمرة فيها على الحدود الجنوبية مع موريتانيا ومالي، وشرقاً مع ليبيا، وغرباً مع المغرب.

ويرى خبراء في هذا الصدد، أن استعداد الجزائر لمواجهة المغرب مثيرة للقلق، ونظرا لقوتها الدبلوماسية الكارثية، فإنها لا تعرف كيفية إدارة تداعياتها، أو بعبارة أخرى، ستتجاوز الحرب إمكانياتها الحقيقية، فضلاً عن ثقتها الوهمية بالنفس، مما قد يؤدي إلى خطر أن ينتهي بها الأمر مثل سوريا، مع وجود دبابات الناتو داخل أروقة “المرادية”.

كما أبدت القوة السياسية العسكرية الجزائرية، عدم استعدادها للتعاون مع الأمم المتحدة من خلال الموائد المستديرة خوفا من أن تغلب عليها توقعات التغيير الذي لم تكن البلاد مستعدة له. ومنذ استقلالها عام 1962، لم تعش الجزائر أبدا في بيئات سلام أو رخاء، مفضلة البقاء في المناطق المظلمة، سواء حرب الرمال، أو إيتا، أو الحركة الشعبية لتحرير أفريقيا، أو البوليساريو، أو إيران وميليشيا حزب الله التابعة لها.

من اقتصاد متواضع إلى “قوة قارية”

وتحت قيادة الملك محمد السادس، اتخذت البلاد القرار الحكيم بالتحول من اقتصاد متواضع إلى قوة قارية في غضون عشرين عاماً فقط، وبالتالي اكتسبت “قوة ناعمة” مهمة ومؤثرة. كما أن المملكة نجحت في تحويل المشهد الجيوسياسي لشمال إفريقيا، من خلال تغيير ميزان القوى لصالح قضيتها الوطنية. هو نجاح مغربي، يدعمه حلفاؤها والمجتمع الدولي دفاعا عن وحدتها الترابية وسلامها وأمنها بالمنطقة.

“الديكتاتورية الجزائرية”

إن ما يصفه الخبراء بـ”الديكتاتورية الجزائرية”، المتخلفة في انجرافها وجمودها، غارقة في معضلة لا يمكن التغلب عليها، فهي لا تقبل تغيير التوازن، ولا تتعاون لتحقيقه، ولا تكاد تهضم إنجازات المملكة المغربية التي تسميها، بلهجة عسكرية، “العدو”، محملة إياه مصائبها.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *