هل تستطيع الجزائر حقا منافسة المغرب في سوق الطماطم العالمية؟

في محاولة ثانية لها، وصفت بـ’’الفاشلة’’، تسعى الجزائر لولوج سوق تصدير الطماطم العالمية، من أجل منافسة المغرب، الذي يتميز بريادته العالمية، واحتلاله المراكز الأولى من حيث صادرات عدد من الخضروات والفواكه.

وبعدما أبدت في وقت سابق، رغبتها في مشاركة تجاربها في مجال إنتاج الأسمدة المشتقة من الفوسفاط مع الدول الإفريقية، معتبرة نفسها واحدة من الدول العالمية المصدرة لهذه المادة، هاهي اليوم، تعود الجارة الشرقية من جديد، وتقوم ببناء البيوت البلاستيكية، بهدف حصولها على موطئ قدم في سوق الطماطم الأوروبية، ومنافسة المغرب، الذي يتمتع بعلاقات تجارية مثينة مع العديد من دول العالم.

لا تمتلك قاعدة من منتجي الطماطم

ووفقا لمجلة ’’جون أفريك’’ الفرنسية، فان الجزائر، ’’تسعى إلى الدخول في سباق طموح، لتصبح دولة مصدرة للطماطم، وهو المركز الذي يهيمن عليه المغرب حاليا’’.

وأضافت المجلة الفرنسة، أن “هذا الطموح، يأتي في سياق تهيمن فيه هولندا وإسبانيا والمغرب، بشكل رئيسي، على سوق الطماطم العالمية، حيث تمثل الأخيرة ما يقرب من 9 بالمائة من الصادرات العالمية’’.

وأكدت ’’جون أفريك’’، على أن ’’الجارة الشرقية للمملكة المغربية، لا تمتلك في الوقت الحالي قاعدة من منتجي الطماطم القادرين على التنافس مع منافسيها، حيث أنها وباعتمادها على مجموعة الطهراوي التي تزرع الطماطم على مساحة 400 هكتار، ومجموعة السواكري التي تزرع الطماطم على مساحة 100 هكتار، فإنها تظهر حجم التحديات التي عليها مواجهتها لتصبح واحدة من رواد العالم في هذا القطاع’’.

وأشار المصدر ذاته، إلى أن ’’صادرات المغرب من الطماطم بلغت حوالي 660 ألف طن سنة 2023، أي 18,6 بالمائة من صادرات الطماطم إلى الاتحاد الأوروبي. مما يجعل المغرب، المورد الثاني للاتحاد الأوروبي بعد هولندا. وعلى الصعيد العالمي، يحتل المغرب أيضا المركز الثاني، خلف هولندا، ولكن متقدما على جارته الشمالية إسبانيا’’.

ووفقا للمجلة، فإن ’’المملكة تصدر بشكل رئيسي إلى فرنسا 320 ألف طن في المتوسط ​​سنويا، وإلى المملكة المتحدة 122 ألف طن، وإلى هولندا 65 ألف طن، وإلى إسبانيا 45 ألف طن، وموريتانيا 26 ألف طن، رغم التحديات المناخية التي تعاني منها، والتي يعتبر الجفاف والإجهاد المائي أهمها’’. مضيفة أن ’’صادرات الطماطم، مكنت المغرب من جلب ما يقرب من مليار يورو خلال سنة 2023، وهو ما يمثل ثلاثة أرباع صادرات البلاد من الخضروات الطازجة’’.

واعتبر المصدر السالف ذكره، أنه ’’ولتحقيق الجزائر هدفها، ستحتاج إلى التغلب على عقبات كبيرة، بما في ذلك زيادة الإنتاج الوطني، وتحسين البنية التحتية، والتكنولوجيات الزراعية’’.

معاكسة المغرب فقط

وفي هذا الصدد، يرى المحلل الاقتصادي، علي الغنبوري، أن ’’الجزائر لا تمتلك الخبرة في هذا المجال، على اعتبار أن الفلاحة ليست فقط زراعة، هي أسواق وعلاقات تجارية وتعامل اقتصادي بين الدول’’.

وأضاف المحلل الاقتصادي، في تصريح لـ’’بلادنا24’’، أن ’’الجزائر تعاني أزمة مياه خانقة، هذا إلى جانب أن الأراضي التي تخصصها للزراعة، لا تتواجد بجانب الشريط الساحلي، وبالتالي حتى تحلية المياه، سترهق جيوب الجارة الشرقية، حيث سيصبح عليها دفع مبالغ مالية مهمة من أجل إيصال الماء الى تلك الأراضي البعيدة’’.

وأكد الغنوبري، على أنه ’’من الصعب على الجزائر أن تنافس المغرب في هذا الاتجاه’’. مضيفا أن ’’المغرب في مجال تصدير الطماطم، والزراعة، لديه أزيد من 40 سنة، بحيث أنه يتوفر على خبرة كبيرة من الناحية التقنية واللوجيستيكية، والبحث العلمي، كما يتوفر على شركاء على المستوى الدولي، يضعون تقثهم الكبيرة فيه، بناء على التزامه، في حين أن الجزائر تفتقر لكل ما سبق ذكره’’.

وأبرز المتحدث ذاته، أن ’’الجزائر لديها إشكال في كل ما يتعلق بالوفاء بالتعهدات التجارية، وأيضا في باب الخبرة في المجال الفلاحي، ولا تتوفر على يد عاملة مؤهلة، ولا تمتلك بحثا علميا في هذا المجال، خاصة فيما يتعلق بالطماطم’’.

وخلص المحلل الاقتصادي، إلى أن ’’محاولة الجزائر منافسة المغرب في هذا المجال، هي محاولة فاشلة، وتريد أن المعاكسة فقط، وليست محاولة جادة، بحيث أنه حينما نريد بباء نظام زراعي جاد، نحتاج إلى البحث العلمي، والموارد المالية، ومخططات جادة’’.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *