سوق “البال”.. علامات تجارية عالمية بين أيادي البسطاء والأغنياء

“10 دراهم، 10 دراهم “، “زيييد زيييد لا غلى مسكين”، “الرخا والريباخا”، هي عبارات لا يمكنك سماعها إلا في أسواق الملابس المستعملة، أو ما يطلق عليه المغاربة، “البال” أو “الجوطية”، وهو المكان الذي تنصهر في الطبقات الاجتماعية، ويختلط فيه النساء والرجال من مختلف الأعمار، بحثا عما يحتاجونه من ملابس تناسب ما في جيوبهم.

تتعالى أصوات تجار الملابس المستعملة، في السوق “الشيخ لمفضل” بسلا، وكل واحد منهم يحاول أن يجعل صوته الأعلى، والأوضح والأكثر غواية، وبعبارت بسيطة يخاطبون جيب الفقير، ويلفتون انتباه الميسور، بأثمنة رخيصة لشراء ملابس مستعملة.

ويبدو أن الزائر الجديد “للشيخ لمفضل”، قد لا يتحمل الضوضاء العالية، التي تملأ المكان، في حين أن الزبائن الدائمين تكيفوا مع هذا الأمر. ويبدو أن النساء خاصة يتمتعن بقدرة أكبر على التحمل، ويظهرن صبرا في التنقيب عن قطع الملابس المناسبة من بين الأكوام المتراكمة، وغالبيتهن يعودون محملين بكيسين أو أكثر مملوءة بالثياب.

بالإضافة إلى الأشخاص ذوي الدخل المحدود، الذين يضطرون بسبب ظروفهم الاقتصادية، إلى البحث عن الأسعار المنخفضة تلائم ما في جيوبهم، يبدو أن الأشخاص الميسورين أيضا غيروا وجهاتهم من المحلات التجارية، نحو “الشيخ لمفضل”، بحثا عن ملابس من الماركات العالمية، بأسعار مناسبة، وهذا ما ظهر لـ”بلادنا24” خلال جولتها بالسوق المذكور.

لبنى التي تشتغل مهندسة بالقطاع العام، والتي تحاول جاهدة العثور على أجود الملابس المستعملة بأبخس الأثمان، تقول إنها اعتادت كل يوم أحد على التسوق من “الشيخ لمفضل”، مؤكدة أن “شراء الملابس المستعملة، ليس مقتصرا على شريحة اجتماعية معينة، بل يشمل جميع الفئات الاجتماعية”.

وأضافت لبنى في حديثها مع “بلادنا24” بالقول “أحيانا أشتري ملابس ذات جودة عالية، وبعد غسلها وتجفيفها وكيها، يصعب التمييز بينها وبين الملابس الجديدة”. مشيرة إلى أن “ملابس الماركات العالمية، تكون بأسعار خيالية، أما في سوق البالة، فمهما غلى ثمنها يكون سعرها مناسبا جدا بالنسبة إلي”.

من بين الزوار الذي يقفون إلى جوانب كومة من الثياب المبعثرة على إحدى الطاولات، تقف حفصة وهي شابة عشرينية، تبحث بصبر وتركيز في أكداس الملابس، على قطعة نادرة لم يتفطن إليها التاجر أو الزائر أو الزبون.

في هذا الصدد، أوضحت حفصة، وهي ابنة مدينة سلا، في حديثها مع “بلادنا24“، أن “أسواق الملابس المستعملة، تتميز بأنها تحتوي على قطع جيدة وموديلات حديثة، وبالإضافة إلى ذلك، فإن سعرها مناسب بالنسبة لطالبة جامعية”. مشيرة إلى أنها “اشترت عدة قطع من هذا السوق بسعر يعادل قطعة أو اثنتين من الملابس الجديدة”.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *