حل عيد الأضحى المبارك، الذي يتميز بعاداته الغذائية الخاصة، حيث تمتلئ الموائد بما لذّ وطاب من الوجبات التقليدية، والمأكولات، والحلويات المليئة بالسكريات والسعرات الحرارية، الأمر الذي يدفع الكثيرين للتخلي عن نظامهم الغذائي المعتاد.

ومن أجل الاستمتاع بالمأكولات المغربية التقليدية خلال العيد، مثل “بولفاف”، و”التقلية”، و”المروزية”، و”لحم الرأس”، مع الحفاظ على الوزن، وعدم التعرض لأي مشاكل صحية، تنصح الأخصائية في الحمية والتغذية، أميمة خايا، بـ”استهلاك اللحم بكمية معقلنة، مع محاولة حصر استهلاك اللحوم، لتفادي حدوث أي مشكل في الهضم، لأن اللحوم الحمراء صعبة في الهضم، مقارنة مع اللحوم البيضاء”.

ضرورة المحافظة على التوازن الغذائي

وأكدت خايا، في تصريح لـ”بلادنا24“، على “ضرورة المحافظة على التوازن الغذائي خلال العيد، بحيث أنه لابد من مرافقة تلك اللحوم بالخضر، ماسيجعل من ذلك الطبق، متوازنا. بحيث أن الخضر، وباحتوائها على العديد من الألياف، ستساعد في عملية الامتصاص، ما سيمكننا من اكتساب مجموعة من الفيتامينات، والأملاح أيضا، التي تعتبر بدورها جد مهمة للجسم”.

وأشارت الأخصائية، إلى “ضرورة اختيار اللحم، بحيث يجب أن نركز على اللحم الذي لا يحتوي على الشحم، أو الدهون. وحتى وإن كان هناك شحم، فيجب أن نزيله من أجل التقليل من كمية الدهون التي تحتوي عليها”.

واعتبرت المتحدثة ذاتها، أنه “لطريقة الطهي دور في الحفاظ على صحتنا”. مشددة على “ضرورة تفادي القلي، لأنه يرفع من العديد من الدهون غير الصالحة، والتي سترفع بدورها من السعرات الحرارية لطبقنا، على اعتبار أنه يمكننا الاعتماد على الشواء، أو الطهي في الفرن، أو في الطاجين”.

وأوضحت أن “تناول الخضر بطريقة متوازنة ومشكلة، يمكن من مساعدة الجسم على الحصول على فيتامين (سي)، الذي سيساعد على امتصاص الحديد، حيث يمكن أن نجده في الفلفل مثلا، وأيضا الحبوب الكاملة، مثل الأرز والخبز الكامل، لأنهم غنيين بالطاقة التي ستبقى دائمة والألياف، وأيضا الخضر الجافة، مثل العدس والفاصولياء الخضراء والحمص، الغنييين هم الآخرين بالبروتينات النباتية والألياف”. مشيرة إلى شرب كميات كافية من الماء، “خاصة وأن جسمنا يأخذ العديد من البروتينات، فيحتاج إلى الماء من أجل عملية هضم ناجحة”.

وشددت خايا، على “ضرورة الابتعاد قدر الإمكان عن المشروبات الغازية، ومشروبات الطاقة، وتلك المشروبات الغنية بالسكريات، وأيضا الشاي، بحيث يجب علينا أن لا نأخذه في نفس وقت أكلنا، بل بعد الوجبة بـ120 دقيقة”. مشيرة إلى “ضرورة ممارسة الرياضة يوم العيد”.

إرشادات لتجنب وقوع المشاكل الصحية

من جانبه، قدم الطيب حمضي، الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، مجموعة من الإرشادات، لتجنب وقوع المشاكل الصحية خلال العيد.

وقال حمضي، في تصريح صحفي، توصلت “بلادنا24” بنسخة منه، أن “الإفراط في تناول اللحوم الحمراء، وتجنب الخضر والفواكه، يؤدي الى مشاكل صحية كثيرة”.

وأشار الطبيب، إلى أنه “يمكن الاستفادة من ذبيحة الأضحى التي تحتوي على بروتينات، حديد، فيتامينات، أملاح معدنية، دون الوقوع في مضاعفات قد تؤدي إلى ارتفاع مستويات الكوليسترول بالدم، أمراض القلب والأوعية الدموية، الضغط الدموي، مشاكل الجهاز الهضمي، داء النقرس، الزيادة في الوزن، والإصابة ببعض السرطانات أيضا”.

وشدد المتحدث، على “ضرورة تناول وجبات الفطور لتجنب الإفراط خلال وجبات الغداء، مع ضرورة الاستمرار في تقديم السلطات قبل الوجبات، وتناول الخضروات والفواكه من أجل توازن غذائي، والاستفادة من الألياف، مع تقليل كمية اللحوم المستهلكة”. مشددا كذلك على “تجنب الحلويات، والمشروبات الغازية، وتعويضها بالفواكه والماء والعصائر”.

وعن طرق طهي اللحم، قال للطبيب، إن “أفضل الطرق لطهي اللحوم، هي السلق أو البخار أو الفرن أو الطاجين الَّذِي يحتوي على بعض اللحم والكثير من الخضر على نار هادئة، مع إزالة الدهون عن اللحم قبل طهيها”.

وبخصوص الشواء، قال حمضي، إنه “يجب تجنب الحرارة العالية جدا، أو وصول لهب نار الفحم إلى اللحم التي تؤدي إلى احتراق البروتين، مع إنتاج مواد غير صحية ومسرطنة”. مشيرا إلى “تقطيع لحم الشواء قطع صغيرة حتى تنضج بسرعة، مع استعمال نار معتدلة، وإبعاد اللحم عن اللهب”.

وفي الأخير، أكد المتحدث، على “عدم الإغفال عن شرب الماء، والمشي، لتسهيل عملية الهضم، وحرق السعرات الحرارية والدهون”.